لا أدرى لماذا تلح على، قصة إيلى كوهين، أو كامل أمين ثابت القيادى الكبير فى حزب البعث السورى، الذى نجح بطلنا رأفت الهجان أو رفعت الجمال، وفقا لرواية د.يوسف حسن يوسف، بكتابه «دماء على أيواب الموساد»، فى كشف حقيقته عام 1965، وأنه لا كامل ولا أمين، وإنما جاسوس إسرائيلى، زرعه الموساد فى سوريا، واستطاع، على مدى 4 سنوات، التغلغل فى الأوساط السياسية. ولولا الصدفة، التى جمعته بشخصيته الحقيقية مع رفعت الجمال، أحد الأبطال، فى سهرة عائلية بإسرائيل، ثم مشاهدة الجمال صورة كوهين فى جريدة لبنانية، مع قادة عسكريين سوريين، أثناء زيارتهم لجبهة الجولان، لما تم كشفه! قصة إيلى كوهين، الجاسوس الإسرائيلي، الذى أعدم فى ساحة المرجة وسط دمشق فى مايو 1965، تلح على، منذ السقوط المروع والمفاجئ، لنظام بشار الأسد، الذى لم تنجح الفصائل المسلحة وما أكثرها، فى النيل منه على مدى 13 عاما. أتساءل بينى وبين نفسى، ماذا لو لم يتم كشف حقيقة كامل أمين ثابت، أو إيلى كوهين؟ ومن يضمن خلو سوريا من زرعات «موسادية» مماثلة؟ أو بمعنى أوضح، من يضمن عدم وجود إيلى كوهين آخر أو أكثر فى سوريا؟ أسئلة أراها مشروعة، وسط ضبابية المشهد السورى، والأحداث الدرامية السريعة، التى واكبت خبر هروب الأسد وعائلته إلى روسيا، وتعيين ضباط من جنسيات أخرى فى الجيش السورى! وواكب ذلك قيام الطائرات الإسرائيلية بتدمير قدرات الجيش العربى السورى، من الدبابات والطائرات والغواصات! ليتخلى الجولانى أو الشرع بعد ذلك، عن بدلته العسكرية، ويمارس سلطة حكم سوريا، بلباس مدنى أنيق، من نفس القصر الرئاسى للأسد، بل وعلى نفس طاقم الصالون الأرابيسك المطعم بالصدف! حماك الله يا سوريا.