هناك نوعان من الأفلام لا ثالث لهما، فيلم تشاهده مرة فقط، وتشعر معه بمتعة وقتية فهو يشبه وجبات «التيك أواى»، وفيلم تشاهده مرات ومرات، وفى كل مرة تكتشف فيه رؤية جديدة ومختلفة، لأنه يداعب عقلك ويترك بداخلك مساحة للتفكير، وقبل أيام قليلة شاهدت فيلمًا من النوع الثانى الذى يعيش طويلًا، وهو «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو»، وهو البطولة السينمائية الأولى للفنان الشاب عصام عمر ويشاركه البطولة: ركين سعد، سما إبراهيم، أحمد بهاء، وآخرون، والتجربة الإخراجية الأولى للمخرج خالد منصور. أحداث الفيلم تدور فى قالب من الإثارة والتشويق من خلال علاقة صداقة وطيدة جمعت بين «حسن» الشاب الثلاثينى الذى يعمل فى شركة للحراسة ليلًا، وكلبه «رامبو»، ويتمحور عالم «حسن» بين أمه «سما إبراهيم» وكلبه «رامبو» الذى تجمعه به مشاهد تكشف صداقتهما؛ إذ يحتفل «حسن» بعيد ميلاد كلبه ويصحبه للتنزه بدراجته النارية، لكن حياة «حسن» البسيطة تشهد تَغيّرات جديدة حين يُطالبه صاحب البيت بإخلاء الشقة لرغبته فى توسيع ورشته، وحين يرفض حسن ووالدته طلبه، يبدأ مالك الشقة بمضايقته إلى حد الاعتداء عليه، ويتصدى الكلب «رامبو» للدفاع عن صديقه، فيعض صاحب البيت فى منطقة حساسة، وهنا تبدأ رحلة البطل المُضنية للبحث عن منفذ لإنقاذ صديقه الوفى حتى لو كَلَّفه ذلك حياته، ويضطر «حسن» لأن يعيش مطاردًا ليحمى «رامبو» ويحمى نفسه. الفيلم ليس مجرد حكاية عن علاقة شخص بكلبه ولكنه يتحدث عن بشر بداخلهم حالة من الاغتراب داخل مجتمعهم.. والشعور بالغربة قاسٍ دائمًا، وأيضًا شعور بأنها لا تنتمى للمجتمعات التى تعيش فيها بسبب قسوة الحياة، فهذه المجتمعات لا تفرق فى قسوتها بين الإنسان والحيوان، ف «حسن» يشعر بالغربة والفقد بعد أن تركه والده وهو فى سن صغيرة وهرب من مواجهة الحياة، لا يعرف إذا كان حيًا أو ميتًا، لذلك يدافع عن «رامبو» ولا يريد أن يكرر تجربة الفقد معه كالتى عاشها بفقدان والده، ويجد فيه سندًا عن غياب والده الذى لا يحمل له سوى ذكريات عبر تسجيلات صوتية حينما كان طفلًا، يختفى الأب فى ظروف غامضة. الفيلم مش عن حكاية البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو.. ولكن البحث عن منفذ لخروج السيد المواطن، يتحدث عن الإنسان عندما يتعرض لفقدان الثقة فى التواصل مع البشر، يكون ملجؤه الوحيد هو الثقة فى «رامبو» ليكون صديقه الوحيد.