عاشت رجاء حسين أو رجاء زكى مليئة بالتحديات منذ طفولتها، وحتى بدايات الشباب وصولاً لمرحلة النُضج أهدتنى الصديقة ماجدة موريس الناقدة السينمائية كتاباً كتبته عن الفنانة رجاء حسين «7 نوفمبر 1937 - 9 أغسطس 2022». والعنوان الثاني: إبداع أقوى من الظلال، كان المهرجان عندما أصدر هذا الكتاب 2022، وكان رئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية وقتها الدكتور فتحى عبد الوهاب الذى لعب دوراً مهماً فى إقامة المهرجانات السينمائية. كما أن التاريخ لن ينسى له دوره المهم فى إنشاء وتشييد متحف نجيب محفوظ بالجمالية. وهذا عمل يعود على مصر، ويؤسس لها السياحة الثقافية. يعاونه من أهل السينما كمال رمزي، وأشرف تنفيذي، ومى عبد القادر. والكتاب يُقدِّم نموذجاً لكتابٍ مكتوبٍ عن سينمائية أبدعت فيه ماجدة موريس، وينتهى بمعلومات عن صاحبة الكتاب. وماجدة موريس ناقدة سينمائية وتليفزيونية كتبت المادة العلمية والتعليق لثلاثة أفلام تسجيلية عن سيناء. وكتبت أبحاث ودراسات عن قضايا المرأة كما تقدمها الشاشتان الصغيرة والكبيرة. وشاركت بأبحاث عن المرأة والشاشة فى ندوات أقيمت بمهرجان فى برلين، والدار البيضاء، وتورنتو وباريس. ولها عشرة كُتب عن المهرجانات المصرية سواء مهرجان القاهرة أو المهرجان القومى أو الإسكندرية لدول المتوسط. توقفت عند كتابها عن سعاد حسني، التى تُعد علامة مهمة فى تاريخ السينما المصرية. ولها كُتُب عن عادل أدهم، سميحة الغنيمي، محمود ياسين، نيللي، معالى زايد، حسين فهمي. كما كتبت عن مديحة يسري، ونيللى كريم، وسمير سيف، وهند صبري. ولها كتاب مُبدعات تليفزيونيات عن الجيل الأول من كاتبات ومخرجات ومقدمات البرامج التليفزيونية من مطبوعات المجلس الأعلى للثقافة. ماجدة عضو لجنة تحكيم الفيربيسى مرتين. مرة قرطاج، ومرة مهرجان الإسماعيلية، وكانت عضو لجنة تحكيم المهرجان القومى للسينما أكثر من مرة، ورئيس مهرجان الإسكندرية لدول المتوسط، وعملت عضو لجنة تحكيم جمعية الفيلم لثلاث دورات، والمركز الكاثوليلكى لدورتين، وعضو لجان تحكيم مهرجان القاهرة للإذاعة والتليفزيون، ورئيس لجنة تحكيم المرجان للفيلم التسجيلى القصير. تكتُب أن فى حياة الفنانة رجاء حسين الكثير من القصص عن الحياة بداية من حياتها الشخصية وصولاً لحياتها العملية، بداية من الشغب بالسينما، ثم الشغب بالمسرح، والاحتيال على الأسرة لدراسته إلى العمل الأول بمسرح ريحاني. إنها رحلة طويلة ومليئة بالتفاصيل. ليس فقط لأن تخصصها كفنانة أبدعت واستحقت تكريمات كثيرة، آخرها تكريم المهرجان القومى للسينما عام 2022، وكُرِّمت فى اليوم العالمى للمرأة، ولكن ما عاشته يتواءم مع معيشة شريحة واسعة من المصريين فى ظل ظروفها. والظروف الاجتماعية والإنسانية والفكرية أمرٌ مهم فى حياة الناس. خاصة من تقلَّبت بهم الأوضاع المعيشية، أو الذين قرروا التمرد على المكتوب لهم ورغبوا فى «الجنوح» لعملٍ غير مرغوبٍ فيه. أو الفتيات اللواتى قررن الخروج عن دوائر الالتزام بأوامر ونواهى المجتمع والأسرة فيما يخص المرأة. عاشت رجاء حسين أو رجاء زكى مليئة بالتحديات منذ طفولتها، وحتى بدايات الشباب وصولاً لمرحلة النُضج وما بعدها. حياة قد تتقاطع مع بعض ظروف من يقرأ هذا الكتاب، ولكنها تكشف عن فتاة ثم امرأة شجاعة استطاعت أن تقود نفسها مُبكِّراً للهدف الذى حددته والعمل الذى حلُمت به مع الالتزام بواجبها العائلى والإنسانى تجاه الأسرة التى تنتمى إليها. والالتزام بقيم المجتمع. وتمارس رجاء حسين العمل الفنى الذى يرفضه جزء من المجتمع. قصتها تقترب من قصص كثيرة نعرفها لمن حلموا بمستقبل مختلفمن أجل الحُلم. كان والدها يحضر من الفيوم يومى الخميس والجمعة لزيارة الأسرة بشبرا، وفى أحد الأيام كانت قد أنهت امتحانات السنة الأولى فى المعهد وفى الكلية فاجأها بسؤال عن دراستها بكلية الحقوق فلم تستطع الكذب، وأخبرته أنها طالبة فى معهد المسرح وأنها نجحت فيه. تركوا بلدهم وذهبوا للعاصمة. كانت لها أيضاً تجربة مع دراما التليفزيون، وكيف يتصرف ممثلوا المسرح أمام هذه المعضلة، ولها تجارب مع محمود المليجي، ومحمود ياسين ترويها للمؤلفة ماجدة موريس بتفاصيل كثيرة. ثم تتحدث عن السينما فى فصلٍ عنوانه: أنا وحسن الإمام، أنا ويوسف شاهين، وتورد المؤلفة ماجدة موريس شهادات من عملوا معها عنها مثل محمود قاسم، وعاطف بشاي، وإلهام شاهين، وأخيراً شهادتها عن نفسها.. وتختم الكتاب المهم ببيان الأفلام التى قدمتها منذ عام 1961 حتى 1987. رحمها الله رحمة واسعة.