بدأت السلطات الألمانية التحقيقات فى هجوم دامٍ شهده سوق عيد الميلاد فى مدينة ماجدبورج شمال ألمانيا، حيث استيقظت البلاد على أنباء حادث دهس سيارة لحشد من الناس مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات فى واقعة أثارت إدانات دولية واسعة، فيما اعتقلت السلطات الألمانية مشتبهًا به هو طبيب سعودى لا تزال دوافع تنفيذه الهجوم غير واضحة. وأعلنت وزيرة الداخلية الألمانية نانسى فيزر أمس أنّ سائق السيارة التى دهست حشدًا من الناس فى سوق ميلادية بمدينة ماجدبورج أوقع خمسة قتلى على الأقل وأكثر من 200 جريح هو طبيب سعودى «معادٍ للإسلام». اقرأ أيضًا | ألمانيا.. انتخابات مبكرة ومستقبل غامض للحكومة وخلال مرافقتها المستشار أولاف شولتز لتفقّد موقع الكارثة سأل صحفيون الوزيرة عن دوافع المهاجم الذى أوقفته الشرطة إثر الهجوم، فأجابت أنّ «الأمر الوحيد» الذى يمكنها تأكيده حاليا «هو أنّه معاد للإسلام» وذلك استنادا إلى المواقف التى عبّر عنها. وأدان المستشار الألمانى «الكارثة الرهيبة»، معربًا عن تعاطفه مع الضحايا وعائلاتهم. وأضاف «لن نستسلم لأولئك الذين يريدون نشر الكراهية». وكتب شولتز على منصة «إكس» إنَّ «حادثة سوق عيد الميلاد هى مذبحة وتثير أسوأ المخاوف» من جانبه، قال راينر هاسيلوف رئيس وزراء ولاية «ساكسونيا أنهالت» الألمانية، إن ما حدث ليس صدفة، بل عملية ذات أهداف «سياسية». ووفقا لهاسيلوف: المشتبه به الذى قدّمته وسائل الإعلام المحلية باسم «طاليب» قد «تصرف بمفرده» ولا تزال دوافعه غير واضحة. وكشفت صحيفة «بيلد» الألمانية، أن المشتبه به يبلغ 50 عامًا ويعيش فى ألمانيا منذ عام 2006، ويحمل تصريح إقامة حيث يعمل كطبيب فى مستشفى بيرنبورج، وهو مختص فى الطب النفسى فى منطقة «ساكسونيا أنهالت» التى تقع عاصمتها ماجدبورج على بُعد 160 كيلومترا من برلين. كما أفادت وكالة الأنباء الألمانية بأن منفذ الهجوم «ناشط ناقد للإسلام ويصف نفسه بأنه مسلم سابق». فيما كشفت صحيفة «بيلد» الألمانية، أن «طاليب» قال فى مقابلة مع صحيفة «فرانكفورتر ألجماينه تسايتونج» عام 2019 «أنا أُعتبر أكثر منتقدى الإسلام عدوانية فى التاريخ». فى الوقت نفسه، أفادت وسائل الإعلام بأنّ المشتبه به لديه صلات مع اليمين المتطرّف فى ألمانيا.وقالت مجلة «دير شبيجل» إن منفذ الهجوم أظهر فى السابق تعاطفه مع حزب «البديل من أجل ألمانيا» اليمينى الشعبوي. وكان المُنفّذ يقود سيارة دفع رباعى سوداء اخترقت حواجز أمنية، ثم أكمل القيادة فى شكل مُتعرّج داخل السوق، وفقا لروايات زوار نقلها موقع «فولكسشتيمي» الإخبارى المحلى. وفى السياق ذاته، كثفت الشرطة الألمانية وجودها فى أسواق عيد الميلاد فى العاصمة الألمانية برلين عقب الهجوم الدامى. وتوالت ردود الفعل الدولية المنددة بالهجوم، حيث أعربت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين عن «تعاطفها مع الضحايا» بعد الهجوم «الوحشى والجبان». ودعت فون دير لاين، وهى سياسية ألمانية محافظة، إلى «التحقيق فى عمل العنف» ومعاقبته بشدة.وأكد الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون إنه «صدم بشدة» بالهجوم، مؤكدا تضامن بلاده الكامل مع ألمانيا وهو ما شدد عليه السكرتير العام لحلف شمال الأطلنطى (الناتو) مارك روته، معربًا عن تعازيه للمستشار الألمانى. وقال رئيس الوزراء البريطانى كير ستارمر إنه شعر بالفزع من «الهجوم الوحشى». كما أدانت تركيا بشدة الهجوم، وأعلنت الخارجية التركية أن مواطنين تركيين على الأقل أصيبا فى اعتداء الدهس الإرهابى بألمانيا. فيما أعربت رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلونى عن «صدمتها العميقة» من هذا الهجوم «الوحشى». وفى سياق ردود الفعل الدولية، قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر إن الولاياتالمتحدة «مصدومة وحزينة» بسبب الهجوم. مؤكدا أن واشنطن مستعدة «لتقديم المساعدة». كما أعربت الأممالمتحدة عن صدمتها، معبرة عن «التعازى لأسر الضحايا وكذلك لحكومة وشعب جمهورية ألمانيا الاتحادية.». وعربيًا، أدانت الخارجية السعودية الهجوم، مؤكدة «على موقفها فى نبذ العنف وتعرب عن تعاطفها وصادق تعازيها لأسر المتوفين ولجمهورية ألمانيا الاتحادية حكومة وشعبا».