كرتا ثلج ثقليتان تدحرجتا على رقعة العالم، فأحدثتا زلزالا هز القشرة الهشة لنظام بشار الأسد. الكرة الأولى روسية سقطت على أوكرانيا فبراير عام 2022 والثانية فلسطينية داهمت إسرائيل فى طوفان الأقصى أكتوبر 2023. انشغال موسكو بغزوها لأوكرانيا، جعلها تفض حلفها الإبليسى مع بشار فتركته لقمة سائغة لاكتها بسهولة قوى المعارضة السورية، فالحى الروسى على الجبهة الأوكرانية أبقى من الميت «الأسدى» بقصر الشعب. أما حزب الله «فاتبع السيئة» بدعمه النظام السورى «بالحسنة تمحوها» بإسناد جبهة غزة للتخفيف عن استفراد الصهاينة بالقطاع والانغماس فى الحرب ضد إسرائيل، فسحب قواته من سوريا، وهو نفس ما فعلته إيران بعد تعرضها لضربات إسرائيلية عنيفة. الكل خانوك يا ريتشارد قلب «بشار» الأسد. ببساطة تساقطت قطع دومينو المنطقة فوق بعضها: فر بشار وانتصر الشعب السورى.. خرجت روسيا وبقيت أمريكا. انسحبت إيران وتعاظم دور تركيا (دعمت هيئة تحرير الشام المكون الرئيسى للمعارضة التى أسقطت بشار) عاد حزب الله للبنان وبقيت «قسد» قوات سوريا الديمقراطية الكردية المدعومة أمريكيا وإسرائيليا والمناوئة لتركيا. حقيقة أن التحليل الأولى يشير إلى أن المستفيد الأكبر من التغيرات الجيوسياسية لما حدث هو إسرائيل بانتهاز فرصة الفراغ فى سوريا بعد سقوط النظام بالقيام بتدميرمقدرات سوريا العسكرية الاستراتيجية وهو ما تسبب فيه بشار نفسه ببناء جيش لقتل شعبه دون المساس بإسرائيل، الغريب أن تل أبيب لم تمس القدرات العسكرية السورية بهذا الشكل طوال حكم الأسد (الأب والابن) وحافظت عليها لأنها لم تستخدم ضدها يوما ما باستثناء الضربات الإسرائيلية ضد الوجود الإيرانىبسوريا. وكانت أسطوانة آل الأسد طوال 54 عاما أن سوريا هى التى تحدد زمان ومكان الرد على إسرائيل وهو رد لم يأت أبدا. لو تصالح بشار مع شعبه ما تكالبت عليه ثعالب الأعداء والأصدقاء.