كانت ولادة عسيرة، عانت فيها الأم آلاما مبرحة، وهى تصرخ من الطلق، و«الجنين» يرفض النزول، ويقاوم بشراسة، ورأسه وألف سيف أن يظل فى مكانه لا يتزحزح منه، خاف الأب على حياة الأم وحياة الجنين، ولجأ إلى أشهر طبيب توليد ونساء فى مصر، الذى نجح بعد مفاوضات فى إقناع الجنين أن يخرج إلى الدنيا بسلام، دون أن يؤذى والدته. شعر الأب بالامتنان للطبيب الذى أنقذ زوجته، وخلص ابنه من موت محقق، وتيمنا بالطبيب أطلق اسمه على مولوده الجديد «نجيب محفوظ»! شهرة نجيب محفوظ (الأديب) غطت على شهرة الطبيب، لدرجة أنك حين تقول «نجيب محفوظ» بدون لقب فإن أول من سيخطر فى بالك، هو صاحب نوبل، مع العلم أن ما قام به الطبيب من أبحاث ودراسات وخاصة فى علم الأجنة يستحق تسليط الضوء عليه. حمل نجيب محفوظ هذا الاسم المركب طيلة حياته، مثله مثل كثير من المصريين، وهى ظاهرة انتشرت فى الماضى، وظلت مستمرة حتى صدر قانون رقم 143 لسنة 1994، الذى منع كتابة الأسماء المركبة فى شهادة الميلاد. لكن نجيب محفوظ نفسه لم يكن مركبا، كان إنسانًا بسيطًا، من هؤلاء الذين يمرون بجانبك فى الشارع، فلا يلفتون نظرك، و«نجيب محفوظ» بعد نوبل هو نفسه «نجيب محفوظ» قبل نوبل، لم يغير طقوسه وعاداته، لم يحذف أو يضيف إلى هيئته، عاش متواضعًا ومات عظيمًا.