على بُعد آلاف الكيلومترات من حدود دولة الاحتلال الإسرائيلي، وفي خطوة تصعيدية غير مسبوقة، استهدفت طائرات الاحتلال للمرة الأولى مواقع في قلب العاصمة اليمنية صنعاء، معلنة مرحلة جديدة من المواجهة مع الحوثيين. الهجوم الذي جاء بعد ساعات من إطلاق صاروخ باليستي باتجاه دولة الاحتلال الإسرائيلي يحمل رسائل قوية لأطراف إقليمية ودولية، ويضع المعادلة الأمنية في الشرق الأوسط أمام تحديات جديدة. ضربات على بعد 2000 كيلومتر أكدت صحيفة "يديعوت أحرنوت" أن الهجوم الإسرائيلي الأخير في اليمن استهدف مواقع حوثية استراتيجية، من بينها ميناء الحديدة والعاصمة صنعاء. وأوضحت الصحيفة أن العملية نُفذت باستخدام عشرات الطائرات المقاتلة وطائرات التزود بالوقود، في عملية معقدة تطلبت تخطيطًا استمر أسابيع. وذكر جيش دولة الاحتلال الإسرائيلي "أن الأهداف التي تعرضت للهجوم شملت منشآت عسكرية وبنى تحتية يستخدمها الحوثيون لأغراض عسكرية، مثل نقل الأسلحة الإيرانية". مضيفا أن هذه العملية تأتي ردًا على التصعيد الحوثي المستمر، بما في ذلك إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل. مقتل 9 أشخاص يمنيين الهجوم الأخير تضمن قصف محطات كهرباء رئيسية في بعض المناطق، مثل محطتي "خيزيز" و"ضبان"، بالإضافة إلى منشأة رأس عيسى النفطية، وأدى ذلك إلى انقطاع التيار الكهربائي عن معظم هذه المناطق. ووفقًا للتقارير، فقد أسفرت الضربات عن مقتل 9 أشخاص على الأقل. في بيان له، قال وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي، يسرائيل كاتس: "من يرفع يده على دولة إسرائيل ستقطع يده". وأكد أن إسرائيل لن تتهاون مع أي تهديد لأمنها أو استهداف لممراتها الملاحية". وفي تصريحات أخرى، أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانييل هاغاري، أن الحوثيين أصبحوا يشكلون تهديدًا عالميًا، وأن إسرائيل ستواصل العمل لحماية أمنها ومواطنيها، بغض النظر عن المسافة التي تفصلها عن مصادر التهديد. الحوثيون يواصلون التصعيد على الجانب الآخر، صرّح المتحدث باسم الحوثيين، ناصر الدين عامر، بأن إسرائيل لن تكون آمنة طالما استمرت الهجمات على غزة. وفي تغريدة باللغة العبرية، قال القيادي الحوثي حازم الأسد: "تل أبيب لن تكون آمنة طالما استمر الحصار على شعبنا والهجمات على أهلنا". تصعيد دولي ومواقف متباينة إلى جانب الهجوم الإسرائيلي، شن التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة وبريطانيا ضربات استهدفت مقر وزارة الدفاع الحوثية في صنعاء ومواقع في الحديدة، ورحبت إسرائيل بهذه الخطوة، لكنها أكدت أنها لن تمنعها من تنفيذ عملياتها ضد الحوثيين. الهجوم الإسرائيلي على صنعاء يمثل منعطفًا حاسمًا في المواجهة ويعكس تصميم الاحتلال على توسيع نطاق عملياتها لتشمل مواقع استراتيجية في العمق اليمني. وبينما يتصاعد التوتر الإقليمي، يبقى المشهد مفتوحًا على سيناريوهات معقدة قد تحمل تداعيات بعيدة المدى.