تسلل ليل الخميس حاملاً معه صفارات الإنذار التي قطعت سكون قلب عاصمة الاحتلال الإسرائيلية، معلنة عن تصعيد جديد في المواجهة بين إسرائيل والحوثيين، في هجوم باليستي أطلق من اليمن واستنفر منظومة الدفاع الجوي، ليكشف عن تصعيد إقليمي مستمر وتحذيرات متبادلة تزيد من توتر الأجواء. وبعد ساعة الهجوم الباليستي انطلقت سلسلة من الهجمات الإسرائيلية في اليمن وصنعاء والحديدة. صافرات الإنذار تعم المركز الإسرائيلي في تمام الساعة 2:37 فجرًا، دوت صافرات الإنذار في مناطق واسعة من وسط دولة الاحتلال الإسرائيلي بعد إطلاق صاروخ باليستي من اليمن، ووفقًا للجيش الإسرائيلي، اعترضت منظومة "آرو" الصاروخ قبل أن يصل إلى الأراضي الإسرائيلية. وأوضح جيش الاحتلال أن تفعيل الإنذارات جاء نتيجة سقوط شظايا الاعتراض في منطقة رمات أفيل، ما تسبب بأضرار في السيارات وبعض الممتلكات، فيما أكدت إدارة الإطفاء التابعة للاحتلال أنها تلقت بلاغات عن تصاعد دخان بالقرب من مدرسة في رمات أفيل، حيث كشفت الطواقم عن آثار سقوط شظايا وأضرار لحقت بالمركبات والمباني المجاورة. استنفار واسع في إسرائيل انتشرت الإنذارات في سلسلة من مدن الاحتلال الإسرائيلي، بدءًا من هرتسليا في الشمال وحتى نيس زيونا في الجنوب، مرورًا بتل أبيب، روش هعين، الرملة، شوهام، وبني براك، شملت قائمة المدن أيضًا بات يام، جفعات شموئيل، جفعتايم، رمات غان، اللد، ورمات هشارون. هذا الانتشار الواسع للإنذارات عكس حجم التوتر، حيث توجه السكان إلى الملاجئ، متأهبين لأي سيناريو محتمل. غارات إسرائيلية على اليمن وأوضحت وسائل إعلام يمنية فإنَّ الغارات استهدفت منطقة عطان ومعسكر ضبوة ومناطق أخرى في العاصمة صنعاء. وبحسب قناة "اليمن" اليمنية، فقد تعرضت محطتان لتوليد الطاقة المركزيتين في اليمن، هما خيزيز وضبان جنوب وشمال صنعاء للهجوم، وانقطعت الكهرباء عن معظم تلك المناطق، إذ يعد هذا الهجوم الإسرائيلي هو الهجوم الأول منذ أكتوبر الماضي. تصعيد متكرر وتحذيرات حوثية بحسب صحيفة "يديعوت أحرنوت"، يعد هذا الهجوم الباليستي هو الثامن من نوعه خلال الشهر الحالي، والثاني في غضون ثلاثة أيام فقط. وفي تصريح له عبر منصة "إكس"، أعلن ناصر الدين عامر، المتحدث باسم الحوثيين، عن إطلاق الصاروخ قائلاً: "لا يوجد مكان آمن للصهاينة". وأشارت الصحيفة إلى أن الصاروخ الذي أُطلق الإثنين الماضي اعترضته سفينة صواريخ إسرائيلية في البحر الأبيض المتوسط، ما يُبرز التنوع في الأساليب الحوثية لاستهداف إسرائيل. الهجوم الباليستي الأخير وتبعاته يُظهر تصعيدًا لا يقتصر على المواجهة بين إسرائيل والحوثيين، بل يمتد ليشمل أبعادًا دولية تزيد من تعقيد المشهد. وبين صافرات الإنذار والضربات المتبادلة، يظل الشرق الأوسط مشهدًا متقلبًا تعصف به الصراعات التي تنتظر حلولاً بعيدة المنال.