ما يحدث في العالم من حولنا من حروب وأزمات اقتصادية يؤكد ضرورة ترشيد الاستهلاك، بداية من الأغذية وصولًا إلى الطاقة. ومن المعروف أن ربة المنزل هى العمود الفقرى الذى تتكئ عليه الأسرة في تحمل الأعباء المنزلية وأهمها ميزانية البيت، وهذا ما دفعها للبحث عن حلول لترشيد الاستهلاك وتنظيم مصروف المنزل لتتمكن من توفير احتياجات المنزل.. ومن خلال هذا التحقيق يقدّم خبراء التغذية والاقتصاد المنزلي حلولًا لمساعدة ربة المنزل على عبور هذه الفترة بسلام. ◄ تقليل الأكل خارج المنزل وإعادة تدوير بقايا الطعام ◄ الطريقة المثالية لاستخدام اللمبات الموفرة طبيبة التغذية العلاجية، الدكتورة غادة لطفي، تؤكد أن الخطوة الأولى هى أن تكون ربة الأسرة على دراية بما يكفى أسرتها من الطعام فى الوجبة الواحدة وألا تسرف فى كميات الطعام، وتعويد أبنائها على أخذ ما يكفيهم فقط فى أطباقهم، وإذا تبقت كمية من الطعام، يمكن وضعها فى علب بلاستيكية وحفظها فى الثلاجة، بحيث يمكن تناولها فى وقت آخر. وتضيف: قبل أن تقرّر ربة البيت الذهاب إلى رحلة التسوق لشراء احتياجات المنزل، يجب تحضير ورقة بها قائمة الاحتياجات الأساسية للمنزل وشراؤها من أسواق الجملة، مثل السكر والزيت والسمن والأرز والمكرونة، بكميات تكفى الأسرة طوال الشهر، مع شراء اللحوم والأسماك وتخزينها فى الفريزر، أما الأطعمة الطازجة فيمكن شراؤها أسبوعيًا وتخزينها فى الفريزر كالخضراوات وصلصة الطماطم، والفاكهة يمكن عصرها وتخزينها وعمل مربات منها، حتى لا تتلف ويتم التخلص منها فى القمامة وهدرها، ويجب أن تتجنب ربة المنزل قوائم الطعام غير الصحيّة لما لها من أضرار جسيمة على الصحة كاللحوم المصنّعة والعصائر المعلبة والمياه الغازية والبطاطس المفرزة، وعدم الانسياق وراء الإعلانات التجارية التى تروِّج لمواد غذائية باهظة الثمن كالوجبات السريعة، ومحاولة صنعها فى المنزل لتقليل الضرر الناجم عنها، مع تقليل تناول الأطعمة خارج المنزل. ◄ إعادة التدوير فيما تنصح مدرسة الاقتصاد المنزلى بجامعة المنصورة، الدكتورة شيرين عبدالباقى، ربة المنزل بتقسيم الراتب الشهرى على أيام الشهر بالكامل وتجنيب المصاريف الثابتة كإيجار البيت والطعام والجمعيات، من ثم تبدأ فى التعامل مع المتبقى من الراتب، وعندما تبدأ فى ترتيب أولوياتها تبحث عن بدائل للأطعمة غالية الثمن وتقنين تناولها خلال الشهر مثل اللحوم الحمراء والجمبرى واستبدالها بالبقوليات والبيض والدواجن، والجمبرى يمكن استبداله بالأسماك الدهنية الغنية ب»أوميجا 3» مثل التونة والسلمون والماكريل، ويجب الاهتمام بإعادة تدوير بقايا الطعام لتفادى التخلص منها كبقايا الخبز التى يمكن تحميصها لتناولها كوجبة «سناك» أو وجبة خفيفة مقرمشة بدلًا من شرائح البطاطس المعلبة. ◄ ترشيد استهلاك الطاقة وحتى لا تُصدم ربة المنزل بفاتورتى الكهرباء والغاز، يجب أن ترشِّد استهلاك الطاقة، خاصة بعدما انتشرت مظاهر الحياة الحديثة والاعتماد على التكنولوجيا فى كل شىء، بالتالى ارتفع استهلاك الطاقة بشكل لم يسبق له مثيل، هكذا بدأت خبيرة الاقتصاد المنزلي، الدكتورة آلاء سعيد، حديثها، مضيفة: تشكل فاتورة الكهرباء عبئًا كبيرًا بالنسبة إلى الكثير من المواطنين، ويمكن اتباع عدة سلوكيات فى المنزل لخفض قيمة الفاتورة، منها إغلاق اللمبات غير الضرورية، حيث إن 5% من قيمة الفاتورة ناتجة عن الإضاءة، ومن المرجح أن تزيد النسبة إذا لم تكن حذرًا فى الاستخدام. ◄ المصابيح الموفرة وتوضح: يمكن استخدام مصابيح الإضاءة الموفرة للطاقة، بدلاً من الأنواع التقليدية، وإذا كنت بالفعل تستخدم المصابيح الموفرة فلا توقف تشغيلها عند الخروج من الغرفة لمدة 10 دقائق أو أقل، لأنها فى الواقع تستخدم طاقة أكبر فى التشغيل، ويمكن توفير الطاقة أيضًا من خلال مراقبة سلوكيات التعامل مع الأجهزة المنزلية مثل غسالة الأطباق، فقبل تشغيلها يجب التأكد من أنها ممتلئة، لأن تشغيلها نصف فارغة يهدر الطاقة، وتنظيم تشغيل غسالة الملابس مرة فى الأسبوع، وفى حالة الضرورة يجب ألا يتعدى ذلك مرتين أسبوعيًا، وإلغاء تجفيف الملابس فى الغسالة، لأنه يستهلك كهرباء أكثر ويمكن التجفيف عن طريق المناشر. وتتابع: مع انخفاض درجة حرارة الطقس واقتراب موسم الشتاء علينا أن نتبع عدة نصائح لتوفير الطاقة فى المنزل، مثل خفض حرارة المدفأة وتعويض ذلك بارتداء ملابس سميكة ووضع التدفئة على جهاز توقيت حرارى بحيث يجرى تشغيلها عند الحاجة، ويمكن الاعتماد على الغاز فى تسخين المياة بدلاً من الكهرباء وإذا كان لديك غلاية مياه «الكاتل»، يمكنك تقليل استخدامها لأنها تستهلك كميات كبيرة من الكهرباء، وأغلق جهاز الكمبيوتر تمامًا عند الانتهاء من استخدامه، ويمكن تقليل درجة سطوع شاشة الموبايل لتوفير طاقة إعادة الشحن.