أكد الشيخ أحمد المشد، الواعظ بمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، على أن القدوة هي أداة رئيسية في تشكيل الشخصية الإنسانية، مشيرًا إلى أن العلماء والمفكرين قد تناولوا هذه القضية بشكل مفصل وأكدوا على أهمية أن يكون المسلمون قدوة حسنة في حياتهم اليومية جاء ذلك خلال استضافته في القناة الأولى المصرية، حيث تحدث عن دور القدوة في الإسلام وأثرها في بناء المجتمع اقرأ ايضا الاتحاد الأوروبي يطلق جسرًا جويًا إلى سوريا لتقديم مساعدات إنسانية يُعد مفهوم "القدوة" من المفاهيم الأساسية التي تضمنها القرآن الكريم والسنة النبوية وقال الشيخ أحمد المشد إن النبي محمد صلى الله عليه وسلم يمثل النموذج الأسمى للقدوة التي يجب على المسلمين الاقتداء بها في كل جوانب حياتهم استشهد المشد بآية قرآنية من سورة الأحزاب، حيث قال الله تعالى: "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرًا"، مما يبين أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو المثال المثالي الذي يجب أن يتبعه المسلمون في الأخلاق والمعاملات القدوة الحسنة تشمل الأفعال والكلام وأشار المشد إلى أن القدوة الحسنة في الإسلام لا تقتصر على المظاهر الخارجية فقط، بل تشمل تطابق الأقوال مع الأفعال فالشخص الذي يقدم نموذجًا حسنًا يجب أن يتحلى بالقيم السامية مثل الصدق، الأمانة، والتسامح وتؤكد تعاليم الإسلام على أن تأثير القدوة الحسنة يمتد عبر الزمن والمكان ليظل نموذجًا يُحتذى به في جميع العصور التحذير من القدوة السيئة كما نبه الشيخ المشد إلى خطورة القدوة السيئة التي قد تؤثر سلبًا على سلوك الأفراد والمجتمعات مستشهدًا بآية قرآنية من سورة الصف: "يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون"، داعيًا إلى تجنب التناقض بين القول والفعل فهذه الآية تشجع على تجنب النفاق وتؤكد أن الشخص الذي يتناقض في أفعاله مع أقواله يفقد مصداقيته ويؤثر سلبًا على من حوله دور الأسرة والمعلم في تقديم القدوة وذكر المشد أن القدوة تبدأ أولًا من الأسرة، التي تعد البيئة الأولى التي ينشأ فيها الطفل ويتعلم القيم والمبادئ كما أن المعلمين والمربين في المدارس والمؤسسات التعليمية يتحملون مسؤولية كبيرة في تقديم نموذج القدوة للأجيال الجديدة وتعتبر هذه البيئة التعليمية من العوامل الأساسية التي تساهم في تشكيل شخصية الأفراد وتعزيز القيم الإنسانية قدوة في مختلف المجالات وأضاف المشد أن كل فرد في المجتمع، سواء كان مسؤولًا حكوميًا أو قائدًا في مجال عمله، يجب أن يتحلى بالقيم والأخلاق النبيلة ليكون قدوة يُحتذى بها حيث أن القيادة الأخلاقية تعزز الثقة بين الأفراد وتساهم في بناء مجتمع متماسك ومستقر تُعد القدوة الحسنة من أهم القيم التي ينادي بها الإسلام، وتؤثر بشكل مباشر على سلوك الأفراد والمجتمعات وقد حظيت هذه القضية باهتمام كبير من قبل العلماء والمفكرين في العالم الإسلامي وتلعب الأدوار الاجتماعية مثل الأسرة والتعليم دورًا حيويًا في تكوين قدوة للأجيال الجديدة، مما يجعل التربية على القيم جزءًا لا يتجزأ من بناء المجتمعات الإسلامية