آلام حادة بالصدر، خنجر مغروس بالكتف اليسرى، أعراض أخرى كلها تقول بأن مشكلتى الصحية القديمة عادت وذلك رغم سلسلة من عمليات القسطرة حشرت بها دعامات بالشرايين لفتح مجارى الدم، ورغم جراحة قلب مفتوح جرى خلالها ترقيع عدد من الشرايين التاجية.. هذه المشكلة التى حالت بينى وبين ممارسة المجهود اللازم لأبسط أنشطة الحياة الطبيعية للإنسان يبدو أن لا حل لها، ذلك أن أسبابها الأكثر تأثيراً هى وراثية جينية تضيف إليها تغييرات اضطرارية بالأدوية العلاجية والوقائية من أدوية أصلية إلى بدائل أقل فعالية.. من المنزل إلى مستتشفى مجمع التأمين بالإسماعيلية، اليوم كان خميساً، قسم استقبال الطوارئ يشغى بعشرات المرضى، فلا مكان لراحة مريض، حتى الأطباء وطاقم التمريض يتكومون جميعهم حول مكتب استقبال لا يتجاوز عرضه المتر ونصف المتر، ولكنهم على ذلك وبرغم كثرة وتنوع الحالات يقومون وتحت ضغط أراه جسيماً بعملهم فى فحص واسعاف الجميع وتحويل بعض الحالات لأقسام داخلية تخصصية.. أطباء وأطقم تمريض كلهم فى صدر شبابهم يحملون المسئولية الأكبر عن حياة البشر ولكن يبدو أنهم مدربون جيداً. بعد انتظار طال إلى حد ما تم خلاله سحب عينات من دمائى وتقديم أدوية التعامل مع الجلطات قرر الأطباء إحالتى إلى (العناية المركزة) بقسم القلب لتطل علىَّ وجوه جديدة من أطقم التمريض أكثرهم أصغر سناً، 5 أيام قضيتها فى العناية برعاية من تمريض ومتدربين من الكليات والمعاهد، أداؤهم رائع مبهر إنسانياً ومهنياً، أما الأكثر إثارة للإعجاب فهو الاهتمام بمستوى النظافة، هذه الصورة المثالية يطرحها مريض وليس صحفيا يجامل أو تلقى خدمة اهتماماً بطبيعة مهنته، إذ لم أقدم شخصيتى لأحد بالمستشفى بالأساس. فى مساء أول أيامى بالعناية زارنى عدد من الأطباء قرروا إخضاعى لفحص بالأشعة المقطعية للشرايين تمهيداً لإجراء قسطرة تشخيصية وربما يركبون خلالها دعامات جديدة تضمن عودة مرور الدم بالشرايين وبعدها لم أر فى إقامتى سوى طبيبة واحدة سألتنى عن حالتي، وكان اللقاء الأخير لى مع طبيب هو الذى صرح لى فيه بالخروج من المستشفى بعد استقرار حالتى دون الخضوع للقسطرة لعدم صدور تقرير فحص الأشعة -التى أجريت السبت- حتى الجمعة.. الحلو عندنا لا يكتمل أبداً.