أخيرا.. وبعد طول انتظار، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال أخطر مجرمَيْن على وجه الأرض، نتنياهو وجالانت، بعد 6 أشهر من طلب المدعى العام كريم خان ذلك، وتعرض المحكمة لتهديدات لم يسبق لها مثيل، من راعى حرب إبادة غزة، الرئيس الأمريكى الصهيونى بايدن. صدرت أوامر الاعتقال، ليحفظ القضاء الدولى ماء وجهه، ولتجد 124 دولة، أعضاء المحكمة حول العالم، أنفسها أمام لحظة ستكون تاريخية، للقبض على المجرمَيْن اذا دخلا أراضيها. قد يقلل البعض من أهمية القرار، لكننى أراه عكس ذلك، خاصة بعد صدور تصريحات رسمية من بعض الدول، مثل هولندا، بالتزامها بتنفيذ القرار. ويفترض أن معظم الدول التى ترفع شعارات الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، سوف تسير على نهج هولندا، وإلا.. تفقد مصداقيتها أمام شعوبها والعالم أجمع. وللعلم، تشمل قائمة أعضاء المحكمة الجنائية الدولية جميع دول الاتحاد الأوروبى إلى جانب المملكة المتحدة وكندا واليابان والبرازيل وأستراليا، إضافة الى معظم دول إفريقيا وآسيا والأمريكتين. لقد أصبحت إنسانية دول العالم على المحك.. فالدولة التى لا تقدم على اعتقال السفاحين نتنياهو وجالانت، اذا دخلا أراضيها، ستسقط أخلاقيا أمام البشر فى أنحاء الدنيا. فقد عانت شعوب العالم ولا تزال، لأكثر من 400 يوم عصيبة، وهى تتابع، فصول حرب الإبادة، ضد أهالى غزة، حتى وصل عدد الضحايا من المدنيين قرابة 44 الف إنسان، معظمهم من النساء والأطفال، ناهيك عن 110 آلاف جريح وآلاف المفقودين تحت الركام. انا على يقين أن السفاحين يعيشان فى رعب، وأن نتنياهو الذى ما زال على رأس حكومة الإبادة، يأخذ الأمر على محمل الجد، وسوف يسقط عاجلا أم آجلا، ولن يستطع بايدن أو حتى ترامب حمايته، وسوف يكون مصيره أسوأ من مصير الرئيس الصربى الأسبق ميلوسوفيتش، مجرم حرب البوسنة. فدولة الظلم -وإن طالت- ساعة، أما دولة الحق فإلى قيام الساعة.