التهاب البنكرياس الحاد، هو حالة طبية خطيرة تحدث عندما تصبح إنزيمات البنكرياس نشطة داخل العضو ذاته، مما يؤدي إلى تدمير الأنسجة المحيطة والتسبب في تورم ونزيف. يمكن أن يصيب هذا المرض الأشخاص من مختلف الأعمار، ولكن يُعتبر الرجال أكثر عرضة للإصابة به من النساء؛ نقلاً عن موقع "hopkinsmedicine". اقرأ ايضا|قد لا تظهر له أعراض واضحة.. طبيب يحذر من مرض السكري في المراحل الأولى غالبًا ما يتسبب هذا الالتهاب في آلام شديدة في البطن، خصوصًا في الجانب الأيسر، ويمكن أن يصاحبه أعراضًا أخرى مثل الحمى والغثيان. ونستعرض أعراض التهاب البنكرياس الحاد، أسبابه، وكيفية التعامل مع هذه الحالة الصحية الخطيرة؟. ما هو التهاب البنكرياس الحاد؟ البنكرياس هو عضو يقع خلف المعدة ويؤدي دورًا حيويًا في إنتاج الهرمونات، مثل الإنسولين والجلوكاجون، بالإضافة إلى الإنزيمات التي تساعد في هضم الطعام، عادةً، ما تكون هذه الأنزيمات نشطة فقط عند وصولها إلى الأمعاء الدقيقة، ولكن إذا بدأت الأنزيمات بالعمل داخل البنكرياس نفسه، يمكن أن تبدأ في هضم أنسجة البنكرياس، مما يسبب التورم والنزيف وتلف الأنسجة والأوعية الدموية، تُسمى هذه الحالة التهاب البنكرياس الحاد، وهى مشكلة صحية شديدة يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات خطيرة إذا لم يتم التعامل معها بسرعة. أعراض التهاب البنكرياس الحاد: يعتبر الألم في الجانب الأيسر العلوي أو في منتصف البطن من الأعراض الرئيسية لهذا المرض، وعادةً ما يصبح هذا الألم أسوأ بعد تناول الطعام، خاصة إذا كان الطعام غنيًا بالدهون، يمكن أن يكون الألم ثابتًا وشديدًا ويستمر لعدة أيام، وقد يزيد سوءًا عند الاستلقاء على الظهر، في بعض الحالات، يمكن أن يمتد الألم ليشمل منطقة خلف أو أسفل لوح الكتف الأيسر. بالإضافة إلى الألم، قد يظهر على المصابين مرض التهاب البنكرياس الحاد عددًا من الأعراض الأخرى مثل: براز بلون الطين شعور بالانتفاخ والامتلاء الحازوقة وعسر الهضم اصفرار الجلد وبياض العينين التعرق الغزير أسباب التهاب البنكرياس الحاد: هناك عدة عوامل قد تزيد من خطر الإصابة بالتهاب البنكرياس الحاد، ومنها: 1. شرب الكحول: يُعد شرب الكحول من أبرز الأسباب المؤدية إلى التهاب البنكرياس الحاد، حيث تتسبب المشروبات الكحولية في تلف البنكرياس عند تناولها بكميات كبيرة على المدى الطويل. 2. حصوات المرارة: عندما تتحرك الحصوات من المرارة إلى القنوات الصفراوية، يمكن أن تسد الفتحة التي تفرغ المرة والإنزيمات، مما يؤدي إلى عودة هذه المواد إلى البنكرياس. 3. العوامل الوراثية: يمكن أن يكون هناك استعداد وراثي للإصابة بهذه الحالة في بعض الأشخاص. 4. مشاكل المناعة الذاتية: في بعض الحالات، قد يكون الجهاز المناعي للجسم مسؤولاً عن التسبب في التهاب البنكرياس، مما يؤدي إلى تفاعل غير طبيعي في الجسم. 5. الإصابة أو الجراحة: يمكن أن تتسبب الإصابات المباشرة على البنكرياس أو الجراحة في تلف أنسجته، مما يؤدي إلى التهاب البنكرياس الحاد. 6. ارتفاع مستويات الدهون في الدم، قد يتسبب ارتفاع مستوى الدهون في الدم، خاصةً الدهون الثلاثية، في زيادة احتمال الإصابة بالتهاب البنكرياس. 7. الأدوية وبعض العدوى: بعض الأدوية مثل أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم أو بعض أدوية مضادة للبكتيريا قد تزيد من خطر الإصابة بالتهاب البنكرياس. بالإضافة إلى ذلك، بعض أنواع العدوى مثل النكاف قد تساهم أيضًا في تطور الحالة. تشخيص التهاب البنكرياس الحاد: لتشخيص التهاب البنكرياس الحاد، يعتمد الأطباء على فحص الأعراض، والفحص البدني، بالإضافة إلى مجموعة من التحاليل المخبرية مثل: تحليل الدم: لقياس مستويات الإنزيمات الهاضمة التي تنتجها الغدد البنكرياسية، والتي يمكن أن تكون مرتفعة في حالة الإصابة. الأشعة السينية أو الموجات فوق الصوتية: لرؤية التغيرات في البنكرياس وتحديد ما إذا كانت هناك حصوات في المرارة أو أي انسداد. التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): يستخدم لتحديد مدى تلف البنكرياس وحالته. علاج التهاب البنكرياس الحاد: يعتمد العلاج على شدة الحالة والأسباب الكامنة وراء الإصابة، قد تشمل طرق العلاج: التوقف عن تناول الطعام والشراب: في البداية، يُوصى عادة بالتوقف عن تناول الطعام أو الشراب لمدة 24-48 ساعة، مما يسمح للبنكرياس بالراحة والتعافي. السوائل الوريدية: لتعويض السوائل التي قد يفقدها الجسم بسبب القيء والإسهال. علاج الألم: يتم تقديم مسكنات الألم للمريض لتخفيف الألم الناتج عن الالتهاب. الجراحة: في حالات الحصوات المرارية أو تلف البنكرياس الشديد، قد يتطلب الأمر التدخل الجراحي. الوقاية من التهاب البنكرياس الحاد: أفضل طريقة للوقاية من التهاب البنكرياس الحاد هي تجنب العوامل التي تزيد من خطر الإصابة به، من أهم خطوات الوقاية: تقليل استهلاك الكحول. اتباع نظام غذائي صحي منخفض الدهون. الحفاظ على وزن صحي. علاج أي مشاكل صحية مثل حصوات المرارة أو ارتفاع الدهون في الدم.