عندما أراه وهو يتحدث عن الأخلاقيات والقيم والمبادئ، لا أصدق أنه هو ذات المتحدث، عندما أشاهده متجرداً من كل ما يقوله، فهو دائم التحدث عن قبح الكذب ومن يكذب، وعن جرم من ينافق، وهو أول من يكذب وينافق؟!. كثيراً ما أسأل نفسى: هل يدرك ما يقول وما يفعل، أم أنه لا يدرك!، وأسأل نفسى: كيف يرى ذلك الشخص نفسه أمام نفسه، أو كيف يتخيل رؤية الآخرين له وهو يقول ما لا يفعله، ويفعل ما لا يقوله!. لا أتحدث عن شخص بعينه، ولكن عن أناس أصبحت أراهم كثيراً، وأعتقد أن غيرى أيضاً باتوا يرونهم أكثر!، عندما تلتقيهم تجدهم لا يتوقفون عن الحديث عن الفضائل والأخلاق الكريمة وعزة النفس، وغيرها من القيم والمبادئ الجميلة، ولكنهم فى سلوكياتهم وأفعالهم بعيدون تماماً عما يقولون، فهم يكذبون وينافقون ويرتكبون كل السلوكيات القبيحة والمنفرة، دون أى إحساس بالخجل، من إكتشاف حقيقتهم وزيف ما يدعون!. أحياناً كثيرة قد نبرر، بأنهم ربما يكونون مرضى نفسيين، ولا يشعرون بما يفعلون بأنفسهم، وأحياناً أخرى نراهم أقبح الخلق وجهاً، أو وجوهاً، لأنهم دائماً ما يكونون أصحاب أكثر من وجه، يحملون معهم دائماً وجوهاً كثيرة، لاستخدامها عند الحاجة!. المأساة عندما يكون من يرتكب مثل هذه السلوكيات كبيراً فى السن، واقترب فى رحلته من النزول إلى محطة الوصول، فهنا السؤال يكون أكثر إلحاحاً ومرارة: لماذا؟. ونحن جميعاً نعلم أنه لا شيء يستحق أن يجعلنا نقبح من أنفسنا أو نهينها، خاصة ونحن نعلم أننا فى هذه الدنيا جميعنا مغادرون، ولن يأخذ أحد شيئاً معه حال مغادرته!. من عاش بوجهين مات ولا وجه له.