منذ فترة طويلة خلال مشاهداتى القليلة لم أتمتع بمسلسل تليفزيونى هادف مثل حلقات تيتا زوزو أو كما أحببت أن أطلق عليه عائلة زوزو.. مسلسل كل من فيه أبطال بداية بالعظيمة اسعاد يونس التى كثيرا ما اسعدتنا على مدار مشوارها الفنى وحتى اصغر طفل وانبهارى لا ينتقص من المسلسلات الأخرى التى تعرض اعمالا درامية جيدة ولكن ما أقصده هنا هو الهدف الذى يفيد المجتمع فأنا لا يعنينى قصص الغدر والخيانة والسرقة والقتل بل أكاد أهرب من مشاهدتها.. أما تيتا زوزو فبجانب الحبكة الدرامية الرائعة كانت هناك عدة رسائل ومعالجة لأغلب قضايا الأسرة والمجتمع الحالى وأضاء الكثير من دروب الحلول لأصعب ما يمر به الشباب بمراحله المختلفة بداية من سن المراهقة وحتى ما بعد الزواج.. كذلك تعرض المسلسل لجزء أثلج صدرى وحوار بديع ألقته الفنانة اسعاد للمقارنة بين صحافة وصحفيى اليوم والأمس وأشارت فيها الى منتحلى الصفة الذين اساءوا للمهنة وذلك عندما طرق باب منزلها أحدهم رث الثياب وينتعل نعلا لا يليق بصحفى فما كان منها الا أن أغلقت الباب فى وجهه مؤكدة انه لا يمكن ان يكون كذلك وبهذه الصورة.. وبالتأكيد أنا أشكر المؤلف على هذه اللفتة التى أؤيدها تماما وأتمنى أن يكون هناك إجراء لوقف هذا العبث الذى يحدث فى نقابتنا فقط فهل رأى أحدكم مثلا من يمارس الطب أو يعمل بالهندسة دون أن يكون حاملا لكارنيه نقابته؟! ومن النقاط المهمة التى تعرَّض لها المسلسل الذكاء الاصطناعى واجتياحه لكل مجالاتنا الحياتية والفزع من التكنولوجيا التى من المتوقع أن تهيمن على حياة الإنسان ووقتها لن يكون بيده حيلة للدفاع عن نفسه وأمانه وحياته الشخصية. وفى النهاية تحية لكل الذين بذلوا الجهد لإخراج هذا العمل الرائع.. «شابو» للمؤلف والمخرج والأبطال وكل من اشترك فى إمتاعنا خلال عرضه. ونتمنى من مؤلفينا الأعزاء زيادة جرعة هذه الطاقة الإيجابية التى تصور واقعنا المصرى الحقيقى البرىء من القتل والبلطجة والادمان إلا من رحم ربى.