عكس أغلب التوقعات ، فاز دونالد ترامب الرئيس الأمريكى السابق ، على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس نائبة الرئيس الحالى ، فى السباق إلى البيت الأبيض، بفارق كبير فى أصوات المجمع الانتخابى والتصويت الشعبى . ليؤكد بما لا يدع مجالا للشك ، وجود أرضية شعبية ، لايستهان بها ، للسياسات الترامبية ، التى تتخلص فى شعار ، أمريكا أولا ، الذى يرفعه ترامب فى الداخل والخارج. وزاد من قوة النصر ، سيطرة الجمهوريين على الكونجرس بمجلسيه حتى الآن .وهو ما أحدث زلزالا فى العالم كله ، خاصة فى القوة الاقتصادية الصينية ، الثانية دوليا ، التى تخشى اشتداد وتيرة الحرب التجارية، والقوة العظمى الروسية ، الثانية عسكريا ، التى تأمل الاستفادة من « الترامبية « فى وضع حد للحرب فى أوكرانيا، وحتى دول الاتحاد الأوروبى التى تخشى تقلص الدعم الأمريكى لحلف الناتو . « الترامبية « جاءت لتبقى ، هذا عنوان تحليل ، نشره موقع المعهد الملكى البريطانى للشئون الدولية ، أشار فيه إلى أن معظم دول العالم، تعاملت مع ترامب وسياساته خلال الفترة الرئاسية الأولى ،على أنها استثناء ، وبالتالى يمكن انتظار نهاية ال 4سنوات .وهو ماحدث فعلا ، حيث خسر ترامب انتخابات 2020 أمام بايدن ، لكنه عاد من جديد ، ليؤكد أن « الترامبية « جاءت لتبقى ، وعلى العالم التعامل مع هذا الواقع . أما فيما يخص العالم العربى ، فأرى أن المنطقة ذاقت الأمرين بسبب سياسات الديمقراطيين، ويكفى الإشارة الى حرب الإبادة الجماعية فى غزة ، التى تتواصل بلاهوادة منذ 400 يوم تقريبا ، بموافقة كاملة من بايدن ، الذى استخدم الفيتو عدة مرات فى مجلس الأمن ، لضمان استمرارها ، فماهو الأسوأ ، الذى يمكن أن يلحق بنا من « الترامبية « . إننى على يقين ، أن بايدن وترامب سواء، لايهمهما سوى تحقيق مصالح بلدهما وحليفتها إسرائيل . كما أوقن أيضا أن العرب قوة ، يمكن أن يحسب لها ألف حساب ، إذا تحركت بشكل موحد ، واستخدمت ما تملك من أوراق ، لحماية مصالحها ،وهذا هو المطلوب.