يبدو أنه لا أحد من دول العالم أو منظماته الدولية يقدر على إيقاف الجموح الإسرائيلى الذى وصل الى حد إصدار قانونين من الكنيست -وهو مجلس النواب الاسرائيلى- لحظر نشاط منظمة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» وإغلاق مقرها فى القدس لأنها الجهة الوحيدة التى ما زالت تساعد المدنيين المحاصرين فى غزة تحت القصف الوحشى مع منع المساعدات الإنسانية والدوائية من الوصول اليهم.. يأتى هذا التحدى لميثاق الأممالمتحدة لتكتمل دائرة الحصار والتجويع التى تمارسها حكومة الاحتلال ضد الشعب الفلسطينى لتستمر فى حرب الإبادة الجماعية بكل شراهة للقتل لتصفية المقاومة الفلسطينية ودفع من تبقى منهم على قيد الحياة الى الهجرة بحثا عن الأمن وعن فرصة للحياة بعيدا عن الجحيم الذى فرض عليهم والقتل اليومى للأبرياء الذى زاد ضحاياه على 43 ألف شهيد وحوالى 100 ألف مصاب معرضون للموت بعد تدمير المستشفيات. ورغم اعتراض معظم دول العالم -وعلى رأسها مصر- على تضييق الخناق على الأونروا الذى وصل الى حد منعها من ممارسة دورها وتقديم المساعدات الإنسانية ثم قرار حظر نشاطها فى إسرائيل الذى صدر بأغلبية الأصوات فى الكنيست واعتراض الأقلية من الأعضاء العرب الذين تعد لهم قانونا يحظر وصولهم لمقاعد البرلمان الذى لا يقل همجية عن ممارسات جيش الاحتلال وهكذا يضرب نتنياهو بالقرارات الدولية عرض الحائط ويتمادى فى غطرسته وتستمر آلة القتل فى غزة ولبنان.. محتميا بالدعم المادى والسياسى الذى تقدمه امريكا وانجلترا وألمانيا ويستخدم الأسلحة الامريكية لإبادة الفلسطينيين؛ ولهذا يمنع الأونروا من تقديم خدماتها لثلاثة ملايين فلسطينى سيحرمون من آخر جهة يعتمدون عليها فى البقاء على قيد الحياة.. فهل تصدر اجراءات عقابية توقف جنون نتنياهو؟!