قبل أيام من انطلاق مهرجان الجونة، وإعلان اختيار فيلم "آخر المعجزات" The Last Miracle، للمخرج عبد الوهاب شوقي، لافتتاح فعاليات الدورة السابعة كان ل"أخبار اليوم" هذا الحوار مع مخرج الفيلم. وبعد إعلان منع عرض الفيلم في المهرجان لأسباب رقابية، تم التواصل مع المخرج، الذي قال على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" :" أولاً أشكر كل اللي دعمني، وكل اللي عبر عن مشاعر أسى وتعاطف وغضب تجاه اللي حصل لفيلمي، واللي بيحصل للسينما المصرية كلها.. بتأسف جداً للصحفيين اللي حاولوا التواصل معايا، لإني حتى الأن معنديش أي إجابة رسمية أو واضحة عن وقائع تلك الأيام، وبالتالي هستمر في عدم الرد على سؤال لماذا تعذّر عرض الفيلم؟" لحين اتضاح الحقيقة كاملة... أنا مقدر حرصكم على الحقيقة بس للأسف أنا لا أملك في يدي أي حقائق، وده شيء يعرفه كافة الصحفيين والمراقبين عن قرب للحالات السابقة المشابهة". وفي هذا الحوار تحدث المخرج عبد الوهاب شوقي ل"أخبار اليوم" عن الفيلم وكواليس التصوير، والتحديات التي واجهته في صناعة فيلمه. يفتتح فيلمك "آخر المعجزات" مهرجان الجونة السينمائي هذا العام، ما الذي يعنيه لك هذا الاختيار وكيف ترى فكرة افتتاح المهرجان بفيلم قصير كما حدث العام الماضي؟ سعيد بالطبع، وأرى أنه تقليد جيد، صناعة الأفلام القصيرة فن غاية في الأهمية ولا أراها مجرد معبر نحو الفيلم الطويل، بل إنها فن مستقل بذاته، كتمام الفارق بين الرواية والقصة القصيرة. آخر المعجزات يتناول قضية مهمة وحساسه عن خلق الإنسان لعوالم غير واقعية للهروب من واقعه الذي يعيشه، حدثنا أكثر عن الفيلم وقصته؟ قصة الفيلم تدور حول محرر بصفحة الوفيات، يهاتفه يوماً ما أحد المتوفين بعد أن اخطأ في كتابة اسمه.. ومن هنا تبدأ رحلة مختلفة للبطل، ممتلئة بالإكتشافات. هل مدة الفيلم القصير كانت كافيه لمناقشة كل ما تريد تقديمه في الفيلم أم اضطررت لتقليصه؟ أي قصة يمكن أن تسرد في زمن بسيط أو زمن طويل.. الأمر يتعلق بالمعالجة، وفي معالجتنا كنا ملتزمين منذ البدء بالعمل عليها كفيلم قصير في هذا النطاق الزمني المحدود. إقرأ ايضا:«خايف أموت لوحدي».. كيف تحدث هيثم أحمد زكي عن الموت؟ كم استغرق التحضير للفيلم وتصويره واختيار الأبطال؟ استغرق الأمر عامين من تطوير السيناريو، والبحث عن دعم وتمويل، وكنت أُحضّر للفيلم مع شركائي منذ فترة طويلة، لكن التحضير العملي المتصل أعتقد استغرق 4 أشهر. خالد كمال فنان موهوب وقدم شخصيات مختلفة، لماذا شعرت أنه بطل فيلمك؟ خالد هو أول ممثل محترف أصادقه في هذة المهنة، حيث كان أحد الأبطال في مسلسل العهد 2015، أول أعمالي كمساعد مخرج تحت التمرين، وعندما تعرفت عن قرب على تلك الموهبة والثقافة والأحلام بصنع فن جيد، تأكدت أننا سنتشارك يوماً ما فنياً في هذا الفيلم وأدركت منذ البدء صعوبة التحدي الذي أرغب في وضع الممثل فيه، لم يأت على خيالي شخصاً آخر خلاف خالد، وأعتقد أنه قدم أداءً أكثر من رائع. كيف جاءت مشاركة الفنانة غادة عادل وما طبيعة دورها في الفيلم؟ هذا هو أصعب مشاهد الفيلم بالنسبة لي، وكان مشهداً عسيراً في كتابته، وغادة ساعدت في تحقيق المطلوب منها، باختصار كنت أسعى لظهور أنثوي ينقل حبكة الفيلم ويحدث أثراً كبيراً في نفس البطل ونفس المتلقي، ويوماً ما بينما كنت أساعد الأستاذ يسري نصر الله في مسلسل منورة بأهلها، رأيت من غادة أداءً مذهلاً تنقلت فيه بين مشاعر متناقضة بمنتهى السلاسة، فأدركت أني وجدت ممثلة المشهد الذي لم أكتبه بعد. ما هي اصعب التحديات التي واجهتك في صناعة الفيلم؟ التحدي الأكبر هو كيفية سرد كافة النقائض التي يتحدث عنها الفيلم بسلاسة، وفي زمن قصير أن أصور تلك الرحلة العسيرة وتعبر أمام المتلقي كحلم خاطف من عشرين دقيقة، كثيف في أثره ومراميه.. وأتمنى أن نكون قد وُفقنا في ذلك.