رمزية القطار العابر من الوادى إلى سيناء لها دلالات كثيرة سيحفظها التاريخ، فهى إشارة مهمة فى مشوار تنمية جزء غالٍ من الوطن. بعد غياب 57 عاما عاد القطار إلى سيناء.. لحظة تاريخية غير مسبوقة فى تاريخ هذه القطعة الغالية على قلب كل المصريين.. رسالة مهمة جدا أن مصر لن تفرط فى حبة رمل واحدة من سيناء وأنها ترفض كل مخططات التهجير.. سيناء ستبقى عزيزة وغالية وأن شمس التنمية التى سطعت على هذه البقعة العزيزة من الوطن لن تتوقف أو تغيب مهما كانت الأسباب والمبررات. مشهد تاريخى لا يتكرر كثيرا فى حياة الأمم أن يعود الغائب محملا بالخير بعد غياب طويل.. هذه اللحظة تعود بنا إلى ما قبل يونيو 1967 حينما احتلت إسرائيل سيناء وفصلتها عن الوطن وحاولت الوقيعة بين أبناء الوطن الواحد حتى خرجت منها بعد توقيع اتفاقية السلام بيننا وبينهم ثم مشهد الرئيس حسنى مبارك يضع علم مصر فوق طابا التى استردتها مصر بعد مفاوضات شاقة لتعود سيناء كلها إلينا كاملة.. بذلت مصر خلال هذه السنوات الكثير من الجهد لاستعادة سيناء بدأتها بنصر أكتوبر المجيد حينما عبرت قواتنا المسلحة قناة السويس لتسترد ترابنا الوطنى ودبلوماسيا عبر مفاوضات محملة بوثائق وخرائط دولية وأساتذة وخبراء فى القانون الدولى.. فرحتنا كانت تسد عين الشمس ففى تلك اللحظة يكتمل عقد الوطن لكن هناك من يترصدنا ويسعى إلى خراب بلدنا عن قصد وتعمد لنبتلى بالإرهاب الأسود الذى لا يعرف دينا ولا وطنا يريد اقتطاعها من الجسد المصرى وهذه ملحمة كبيرة تحتاج إلى عشرات الكتب تروى بطولات رجال القوات المسلحة والشرطة المصرية الذين وقفوا سدا منيعا ضد كل محاولات سلخ سيناء عنا.. بطولات لا تنسى وسيظل التاريخ يرويها على مر السنين لاقتلاع جذور الإرهاب.. مرحلة شاقة للغاية لتطهير هذه البقعة الغالية من هؤلاء المخربين.. سنوات وسنوات ونحن نضحى بأعز الأبناء وخيرة شبابنا لكى يبقى الوطن. قطعنا نحو 10 سنوات كان هدفنا الأول هو تطهير سيناء تماما وواجهنا هذه المؤامرة الخسيسة ودفعنا ثمنا غاليا من أرواح شبابنا الذى روى سيناء بدمائه الزكية الطاهرة مثلما رواها بدمه فى حرب يونيو 1967 ثم نصر أكتوبر عام 1973. ثم بدأت مرحلة التنمية الشاملة لسيناء على يد شباب ورجال مصر العظيمة.. تنمية بكل المقاييس تشبه المعجزة من زراعة وإنشاء محطات المياه لينعم أهالينا هناك بخيرات الوطن وكما أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى فى كلمته فى افتتاح محطة قطارات الصعيد أن رمل سيناء أمانة فى رقبتنا وأن هذه القطعة الغالية من وطننا تحظى بكل الاهتمام من الرئيس وجموع المصريين. مرت سيناء بظروف صعبة فى أعقاب ثورة 30 يونيو حيث كان هناك مسرح للعمليات الإرهابية على أرضها ومن هنا كانت رسالة وتوجيه الرئيس عبد الفتاح السيسى فى غمار هذه الظروف وتحديدا فى عام 2014 بإطلاق المشروع القومى المتكامل لحماية وتنمية سيناء على كافة المستويات أمنيًا وعسكريًا من خلال قيام رجال القوات المسلحة والشرطة بتطهير أرض الفيروز من الإرهاب إلى جانب تنفيذ شبكة بنية تحتية كبرى لم تشهدها سيناء فى تاريخها بالكامل جنبًا إلى جنب تنفيذ مشروعات عديدة تسهم فى عمليات التنمية. تتعامل مصر مع التنمية فى سيناء باعتبارها قضية أمن قومى لا مجال للتهاون بشأنها حيث ترتكز استراتيجية الدولة على تنفيذ العديد من المشروعات التنموية والعمرانية والخدمية والاستثمارية غير المسبوقة والعملاقة على أرض سيناء فى جميع المجالات وتحسين البنية التحتية بها وتطويرها وربطها بالدلتا وجعلها امتدادا طبيعيا لوادى النيل وإتاحة فرص عمل جديدة للشباب وجذب المستثمرين إليها. رمزية القطار العابر من الوادى إلى سيناء لها دلالات كثيرة سيحفظها التاريخ، فهى إشارة مهمة فى مشوار تنمية جزء غالٍ من الوطن.