منى ربيع الطمع والحقد ملأ قلب حنان وابنتها وزوج الابنة من ناحية جارتهم، التى كانت تمتلك احد المحلات التجارية، وعلى الرغم من أن تلك الجارة كان مشهودًا لها بالكرم والطيبة إلا أن حنان كانت ترى دائما انها تمتلك ما لا تستحق فهي لديها المال والتجارة وحب الناس، وفي لحظة شيطانية قررت حنان وابنتها ومعهما زوج الابنة التخلص من الجارة الطيبة وسرقة مصوغاتها التى ترتديها، من سذاجتهم خططوا لارتكاب الجريمة الكاملة، وبالفعل نفذوا ما خططوا له لكن حدث مالم يخطر لهم على البال اثناء تخلصهم من الجثة بمشاركة زوج الابنة وكأن روح الجارة الطيبة قررت أن تكشف غدر قاتليها، ما الذي حدث في أحد أحياء الإسكندرية؟، كيف وقعت الجريمة؟، وكيف تمكن رجال المباحث كشفها وأحال المتهمين إلى النيابة العامة التي أحالتهم إلى محكمة الجنايات؟، تفاصيل القضية المثيرة ترويها السطور التالية. حنان سيدة في العقد الخامس من عمرها كل اهل المنطقة التي تسكنها يعلمون جيدا انها سيدة حقودة هي وابنتها، تكره الخير للغير وأن توددها لأي شخص لايكون نابع من قلبها بل تفعل ذلك من اجل مصلحة شخصية، عرفوها على هذا الحال يملأ الحقد والغل قلبها ليس من جارتها الحاجة سامية التى تمتلك محلًا تجاريًا وإنما من كل جيرانها، كانت دائما ترى أن ماتملكه الست سامية ليس من حقها، وانها هي فقط التى يجب أن تكون مكانها وتمتلك ما تملكه من مال وحب الناس. في كل يوم يمر يزداد الحقد والغل والغيرة من نفسها اكثر واكثر حتى قررت التخلص منها وسرقة المصوغات التى تتحلى بها في رقبتها ومعصمها، لكنها بعد أن فكرت مع نفسها، هداها تفكيرها انها لن تستطيع ارتكاب الجريمة وحدها، لتطلب من ابنتها وزوجها أن يساعداها في ذلك وتقسم المصوغات عليهم بعد بيعها؛ اتصلت بابنتها وطلبت منها أن تأتى اليها وحدها دون زوجها لتعرض عليها امرا مهما، لم تكذب الابنة خبرًا وذهبت إليها لتبلغها الام برغبتها في التخلص من جارتهم الحاجة سامية، في البداية ترددت الابنة واخذت تخبرها أن ما تفكر فيه سيعرض رقبتهما لحبل المشنقة، لكن الام اخذت تخبرها انها تخطط لكل شيء جيدا وانه لن يكتشف احد جريمتهم خاصة وانها جارتهم تسكن معهم في نفس المنزل وانها ستستدرجها دون ان يراهم احد، وأخذت تطمعها في الذهب الذي سيكون في انتظارهما وهو يقدر الآن بمبلغ مالى كبير سوف يقسمونه عليهم وتتحول بعدها حياتهم إلى النقبض، لكن يبقى شيء واحد وهو احتياجهم لرجل يشاركهم الجريمة نظرًا لحجم المجني عليها! خرجت الابنة وهي تحلم بامتلاك مصوغات الحاجة سامية وإنفاقها على متطلباتها ونفسها، ذهبت إلى زوجها تخبره بمخطط والدتها، الذى وافق على الفور ولما لا وهو مدمن مخدرات ويريد المال بأي وسيلة للإنفاق على سمومه، واجتمع الثلاثة وكان رابعهم الشيطان يوسوس لهم بالجريمة الكاملة! الجريمة الأم وابنتها تقمصتا شخصية ريا وسكينة؛ واحدة منهما وهي الأم اخذت تتودد لها عدة اسابيع، تذهب لتجلس معها في الدكان بل وتصنع لها الحلوى وتأتي بها إليها، في البداية تعجبت الحاجة سامية من طريقة حنان فهي معروف عنها البخل والأخلاق السيئة، لكنها وبقلبها الطيب فتحت لها قلبها وغيرت فكرتها عنها، لدرجة انها اخذت تقول لجيرانها واقاربها ان حنان تغيرت بالفعل وسارت إنسانة طيبة وليس لنا إلا الظاهر؛ فتحت لها محلها الصغير وبيتها، واصبحت في يوم وليلة صديقتها المقربة، وبعد أن اطمأنت لها، هنا قررت حنان أن تحدد ميعادا لابنتها وزوجها لكي يستدرجا الحاجة سامية لتنفيذ مخططهم الاجرامى ليلا؛ عند منتصف الليل ادعت حنان المرض واخذت تصرخ من ألم شديد في بطنها، ذهبت الابنة الى الحاجة سامية وهي تسكن في الطابق الاعلى لشقتهم تطلب منها مساعدتها فوالدتها مريضة جدا ولاتعرف ماذا تفعل وهي وحدها؟! بلا شك لم تكن الابنة وأمها وحدهما داخل المنزل وإنما كان يختبئ في احدى الغرف زوج الابنة المدمن، بشهامتها المعهودة نزلت معها الحاجة سامية لتطمئن على صديقتها، المشهد أو التمثيلية التي دبرها الجناة أن حنان تصرخ من الالم في غرفتها، وبكل حب اقتربت منها الحاجة سامية تسألها عما بها؟ وكيف تستطيع مساعدتها؟! واثناء ذلك هجمت الابنة عليها من الخلف وشلت حركتها ليدخل زوج الابنة هو الآخر ويساعدهما في تقييد حركة المجني عليها بواسطة حزام جلد ثم تخنقها الأم بإيشارب، أصمت الابنة وزوجها فمها لمنعها من الصراغ وبكل غل أحكمت الأم وثاقها بالإيشارب مرة والحزام مرات حتى كسرت فقرات عنق الحاجة سامية لتسقط ارضا لا تنطق بكلمة واحدة بعد أن لفظت أنفاسها، وسرعان ما جردوها من مجوهراتها. اقرأ أيضا: حبس المتهمين بسرقة شقة موظف بالعمرانية مفاجآت ثم لف الثلاثة الجثة بملاءة سرير وإمعانًا في إخفائها لفوها داخل سجادة، ونزل زوج الابنة في البداية واتفق مع سائق توك توك بحجة قيام أسرته بزيارة عائلية مفاجأة وحمل الثلاثة الجثة الملفوفة داخل سجادة وهبطوا بها بعد منتصف الليل لكن ما كانوا يحلمون ويمنون النفس به كشفه القدر في غمضة عين. أفلتت الجثة من السجادة لتسقط على الأرض أمام العمارة، وفي مشهد أصاب صاحب التوك توك بالرعب عندما رأى الجثة وكأنها تشير بيدها إلى قاتليها، ليصرخ بعلو الصوت، «واحدة مقتولة في السجادة.. الجثة بتتحرك ياناس»، في الوقت الذي لاذ فيه المتهمون بالفرار، ليستجمع قواه ويتصل بالشرطة وعلى الفور حضر رجال المباحث، وفي غضون ساعات قليلة يتم القبض على المتهمين – وهذه كانت المفاجأة الثانية – داخل محل مجوهرات في محاولة لبيع ما تحصلوا عليه من مصوغات المجني عليها، ليحالوا للنيابة العامة والتى قررت حبسهم، ومن ثم إحالتهم لمحكمة جنايات الإسكندرية،في القضية المقيدة برقم 21089 جنايات قسم شرطة مينا البصل، جاء في قرار الإحالة أن الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الإسكندرية تلقت إخطارًا من ضباط قسم شرطة مينا البصل يفيد بالعثور علي جثة المجني عليها أسفل العقار محل سكن المتهمين بدائرة القسم. وتبين من التحقيقات؛ أن المتهمين عقدوا العزم ونفاذا لمخطط الأولى الام والثانية ابنتها بعلم المتهم الثالث زوج الابنة بخطف المجني عليها بقصد سرقة مشغولاتها الذهبية وأعدوا العدة لذلك داخل شقتهم، فخنقتها الاولى بايشارب وكسرت الفقرات العنقية أثناء قيام الثانية بتكبيل قديمها وأثناء اصطحابها انزلقت من السجادة على درج السلم وأثناء مشاهدة سائق التوك توك والجيران جثة المجني عليها ابلغوا عن الواقعة، وبمواجهة المتهمين اقروا بارتكاب الجريمة، وان المضبوطات من المشغولات الذهبية مملوكة للمجني عليها. وبعد عدة جلسات قررت محكمة جنايات مستأنف الإسكندرية الدائرة السادسة برئاسة المستشار رفعت عامر، وعضوية كل من المستشارين طارق الصيرفي، وشريف جبر، إحالة أوراق القضية بالنسبة للمتهمين الاولى والثانية إلى فضيلة مفتي الديار المصرية لأخذ الرأي الشرعي في شأن إعدامهما، مع استمرار حبس المتهمين الثالث والرابع الجواهرجي، بعد أن وجهت لهما تهم خطف المجني عليها بالتحايل وسرقة مشغولاتها الذهبية، بعد احتجازها وحيازتهما سرنجه طبية وحزام جلد، واشترك المتهم الثالث بطريق المساعدة مع المتهمتين الأولي والثانية والمتهم الرابع اشترى وأخفا مشغولات ذهبية متحصلة من جناية سرقة والمملوكة للمجني عليها.