في تصعيد غير مسبوق يُلقي بظلاله على المشهد السياسي الأمريكي قبل أشهر من الانتخابات الأمريكية 2024، أعلن الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، مالك منصة "إكس" (تويتر سابقاً)، حرباً مفتوحة على مركز مكافحة الكراهية الرقمية البريطاني (CCDH)، في خطوة تعكس تصاعد التوتر بين عملاق التكنولوجيا والمؤسسات الرقابية، وسط مخاوف متزايدة من التدخل الخارجي في السباق الرئاسي الأمريكي المقبل. معركة رقمية تتحول إلى حرب سياسية كشفت صحيفة التليجراف البريطانية في تقرير مفصل عن تفاصير مثيرة في هذه المواجهة، حيث جاء تصعيد ماسك رداً على تقرير نشرته نشرة "كرونيكل المعلومات المضللة"، التي ادعت حصولها على وثيقة استراتيجية سرية من مركز مكافحة الكراهية الرقمية. وبحسب التليجراف، فإن الوثيقة تضمنت خطة تفصيلية تهدف إلى "قتل تويتر ماسك"، وهو ما اعتبره الملياردير الأمريكي محاولة مباشرة للتأثير على مجريات الانتخابات الأمريكية 2024 من خلال استهداف منصته الإعلامية الأكثر تأثيراً. وفي سياق متصل، كشفت الصحيفة عن محاولات المركز البريطاني عقد لقاءات مع أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين للضغط ضد إدارة ماسك لمنصة "إكس"، في خطوة اعتبرها مراقبون تدخلاً مباشراً في الشأن الداخلي الأمريكي، خاصة مع اقتراب الانتخابات الأمريكية 2024 نوفمبر المقبل. خيوط سياسية تمتد من لندن إلى واشنطن وفي تحقيق موسع، سلطت التليجراف الضوء على الخلفية السياسية المعقدة للصراع، حيث يرتبط مركز مكافحة الكراهية الرقمية بعلاقات وثيقة مع حزب العمال البريطاني، إذ أسس المركز مورجان ماكسويني، الذي شغل مؤخراً منصب رئيس موظفي مكتب رئيس الوزراء البريطاني، في تطور يضيف بُعداً سياسياً جديداً للقضية. ويقود المركز حالياً عمران أحمد، الاستراتيجي السابق في حزب العمال، الذي لعب دوراً محورياً في السياسة البريطانية خلال السنوات الماضية. وتزامن هذا التصعيد مع اتهامات وجهها الرئيس السابق دونالد ترامب لحزب العمال البريطاني بتنظيم تدخل "يساري متطرف" في الانتخابات الأمريكية 2024، خاصة بعد الكشف عن خطط لنشطاء من الحزب للسفر إلى الولاياتالمتحدة للمشاركة في الحملة الانتخابية لصالح كامالا هاريس في الولايات المتأرجحة. مواجهة قانونية وإعلامية متصاعدة وأوضحت التليجراف أن المواجهة بين ماسك والمركز البريطاني تجاوزت حدود التراشق الإعلامي إلى ساحات المحاكم، إذ رفع ماسك، الذي تبرع مؤخراً بمبلغ 75 مليون دولار لحملة ترامب الانتخابية، دعوى قضائية ضد المركز العام الماضي، متهماً إياه بجمع بيانات بشكل غير قانوني من منصته وشن حملة منظمة لتخويف المعلنين ودفعهم للانسحاب من المنصة. وفي المقابل، وجه المركز اتهامات خطيرة لماسك، حيث زعم في تقرير أصدره في أغسطس الماضي أن مالك "إكس" سمح بانتشار معلومات مضللة خلال أحداث الشغب في ساوثبورت، وأنه قام شخصياً بتضخيم منشورات تحض على الكراهية لمتابعيه البالغ عددهم 200 مليون مستخدم، كما اتهم المركز ماسك بالفشل في وقف انتشار خطاب معاد للسامية على منصته. رد المركز وتداعيات على الانتخابات الأمريكية وفي رد رسمي على تصعيد ماسك الأخير، نفى المركز البريطاني أي علاقة له بالتدخل في الانتخابات الأمريكية 2024، مؤكداً أنه مؤسسة مستقلة تعمل على مكافحة خطاب الكراهية والمعلومات المضللة عبر الإنترنت. وشدد متحدث باسم المركز على أن المؤسسة لا تتلقى أي دعم أو توجيه من أي حزب سياسي، موضحاً أن هدفها الأساسي هو حماية حقوق الإنسان والحريات المدنية في الفضاء الرقمي.