طارق الطاهر على مدار ما يقرب من ثلاثين عامًا، تابعت وشاركت فى الكثير من المؤتمرات الدولية سواء داخل مصر أو خارجها؛ لكنَّ عددًا لا بأس به من تلك المؤتمرات كان يتحول إلى «مكلمة» لا تسفر عن شىء ذى بال فى الموضوع المطروح، والقليل منها هو ما ينجو من هذا المصير، ويستحق بالفعل أن نقول عنه إنه «مؤتمر علمى»، نخرج منه بأهداف ورؤى واضحة، ويسبق ذلك - بالتأكيد - التطرق إلى كل جوانب القضية محل النقاش، من الفئة الثانية، المؤتمر الذى أقامته كلية اللغة والإعلام بالقرية الذكية، التابعة للأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى، وهو المؤتمر الذى ترأسته وخططت له باقتدار شديد واحدة من أساتذة الإعلام فى مصر والعالم العربى هى د.حنان يوسف عميدة الكلية، والتى سبق أن زاملتها - منذ سنوات - فى لجنة الإعلام بالمجلس الأعلى للثقافة، وهى كتلة نشاط وحيوية، لا تيأس مهما واجهتها العقبات أو المشكلات، هذا المؤتمر يحمل عنوانًا جذابًا ومهمًا فى هذه الفترة من حياتنا: «الإعلام الجديد وتمكين الشباب: المواطنة الرقمية فى عصر الذكاء الاصطناعي»، وقد أحسنت د. حنان مع فريقها المعاون الإعداد له جيدًا، وقد استمعنا على مدار ثلاثة أيام لأبحاث ولآراء غاية فى الأهمية من (100) باحث من مختلف أنحاء العالم، وكانت كلماتهم تعبر عن الأمل فى التطورات التكنولوجية الحديثة، وما يمكن أن تفيد به الإنسانية بوجه عام، لاسيما فيما يتعلق ب«جودة الحياة»، لكن فى الوقت نفسه لم تخلُ كلماتهم من تخوف على هذا المستقبل الوليد، ما لم نحسن التعامل مع «الذكاء الاصطناعي» بأبعاده المختلفة، وكذلك إذا لم ننتبه إلى أن نساعد ونمكن الشباب من الاطلاع على هذه النوعية الجديدة من التكنولوجيا، وأن تمد لهم المؤسسات المختلفة يد العون، وتيسر تدريبهم وتنظيم البرامج المختلفة وتمكينهم من الالتحاق بها؛ لكى يساير هؤلاء الشباب عصرهم، وأن ينتقلوا وينتقل معهم «العرب» من مجرد مستقبلين ومستهلكين لكل ما هو جديد إلى مشاركين فى صنعه، وهذا لن يتحقق إلا بإيماننا بقدرة الشباب على القيام بهذا التحول، بمباركة ودعم المجتمع بأسره، فى النهاية تحية واجبة للأستاذ الدكتور إسماعيل عبد الغفار رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى، ليس فقط على مساندته لهذا المؤتمر ورعايته له، بل -كذلك- لسعيه الدائم إلى تطوير الأكاديمية ووضعها دائمًا فى مصاف «الكبار».