في خضم الأحداث المشتعلة على الساحة اللبنانية نتيجة العدوان الإسرائيلي الغاشم برزت قناة القاهرة الإخبارية كواحدة من القنوات الفضائية التي تتمتع بمهنية عالية في نقل تفاصيل هذا العدوان ، حيث استطاعت أن تلفت الأنظار بفضل تغطيتها المتميزة والمراسلين المهرة الذين يعملون على الأرض رغم الظروف الصعبة.. ركزت القناة على تقديم صورة متكاملة للأوضاع في لبنان، من خلال تقارير ميدانية مباشرة وتحليلات معمقة للوضع السياسي والعسكري و لم تقتصر التغطية على عرض المواجهات العسكرية فقط، بل امتدت لتشمل الأبعاد الإنسانية والاجتماعية للأزمة، وهو ما جعلها مصدراً موثوقاً للمشاهدين الذين يبحثون عن أخبار دقيقة وشاملة..في السطور التالية تتحدث دانيا الحسينى مدير مكتب القاهرة الإخبارية عن تغطية القاهرة الإخبارية لأحداث لبنان ودور مراسلي القناة في نقل الصورة بكل حيادية وموضوعية وكيف تنال القناة حب واحترام الجميع لأنها تمثل مصر الشقيقة الكبرى التي دائما تدعم وتساند.. فى البداية كيف تستطيعون تغطية كل الأوضاع فى لبنان؟ من بداية الأحداث قبل أن تتوسع رقعة الحرب كان أحمد سنجاب يغطى من الجنوب اللبنانى تحديدا من منطقة مرجى عيون لكن مع اتساع رقعة الحرب وحدوث بعض الانفجارات بالضاحية وصل فريق من مصر لدعمنا بدعم من أحمد الطاهرى رئيس قطاع الأخبار بالشركة المتحدة وبوصول الدعم من مصر أصبح فريق العمل أكبر وأصبحنا منتشرين فى كل مناطق الأحداث.. مصطفى عبد الفتاح كان يغطى من بيروت وكان معنا آية خيرى وفاطمة رسلان ورمضان المطعنى، ونستطيع أن نقول عندما بدأت الأحداث بالضاحية الجنوبية كنا المحطة الإقليمية الوحيدة أو كنا محطتين فقط استطعنا أن نصل ونغطى من قلب الضاحية فى وقت كانت حتى المحطات المحلية لم يسمح لها بالدخول للتغطية لكن «القاهرة الإخبارية» دائما ما كان مرحبا بها ويستقبلوننا ويسمحون لنا بالتصوير ويعطوننا معلومات من قلب الضاحية الجنوبية ولا مرة تعرضنا لأى إساءة مثل الكثير غيرنا. كيف تنسقون التغطية الميدانية فى ظل الأوضاع الأمنية الصعبة فى لبنان؟ بالنسبة لتغطية الجنوب يتم التنسيق مع ثلاث جهات لحماية المراسلين فالحزب يحدد الأماكن الآمنة بالجنوب وهذا بمساعدة ودعم ومساندة من الجيش ومن اليونيفيل ليتم حماية المراسلين ويتم جمعهم فى مكان موحد سواء بمرج عيون أو مراسلنا ب «رميش» ومؤخرا بحاصبيا فكل المراسلين من كل القنوات العربية تكون إقامتهم بنفس الفندق تحت دعم الجيش واليونيفيل ليكونوا بأمان، أما بالنسبة للتغطيات بلبنان بشكل عام فيكون هناك تصريح من وزارة الإعلام للدخول لأى وزارة أو مركز سياسى فكل المؤتمرات القاهرة الإخبارية تكون حاضرة بل وصلنا أنه فى يوم كانت هناك مؤتمرات كثيرة وفاتنا شىء منها فوجدنا الوزراء يسألوننا: أين كنتم؟ فالقاهرة الإخبارية استطاعت أن تكون فى وقت قليل قاعدة كبيرة بين السياسيين والمسئولين وبعيدا عن القبول السياسى فالقناة لديها قبول بين الناس هنا فى لبنان. وما أسباب هذا الترحيب بالقناة؟ لأن القناة من مصر والشعب اللبنانى يرى أن الشعب المصرى محب لهم ودائما يقف بجانبهم ويساعدهم ومن أول يوم فتح المكتب الجميع يرى أننا نتعامل بطريقة موضوعية نقوم بنقل الأخبار مثلما هى وطبعا الكل يعرف دعم مصر الكبير للبنان والشعب اللبنانى كله يعرف ذلك ومتعودون عليه.. هذه الأسباب كلها كانت تسهل لنا كل التغطيات ولم يكن لدينا أى مشكلات داخل أى منطقة ببيروت وطبعا يحدث تواصل من جهات معينة عن طريق المكتب وطريقى بصفتى مديرة للمكتب وبالتأكيد العلاقات مهمة لدى علاقة طيبة وقوية بكل الأحزاب. هل استطاعت القناة أن تعزز هذه الثقة؟ بالفعل الشعب اللبنانى وجد أن القناة تعبر عن لبنان فى هذه الأزمة الصعبة.. القناة توجهت للشعب اللبنانى نقلت الحدث الصحيح والموضوعى من كل الوزراء فى وقت به الكثير من الشائعات والمغالطات بالإضافة لكثير من الأحداث والأخبار التى تتصدر بعض القنوات وهى للأسف غير صحيحة، القاهرة الإخبارية فتحت الباب لكل الوزراء ولكل السياسيين مساحة لنقل الخبر الصحيح من خلالها واشتهرت القناة بالموضوعية ونالت احترام الجميع. ما أصعب التحديات التى تواجه فريق المراسلين؟ المراسلون يتعرضون لكثير من الضغوط بداية من قلة ساعات النوم وقد تصل إلى عدم النوم فى بعض الأيام فالأحداث 24 ساعة فى ال 24 ساعة ولابد أن نتابعها.. الخوف والقلق كلنا على بعض لأننا نعتبر عائلة واحدة فلا أحد يتخيل حجم الخوف عندما يكون مراسل فى منطقة ويحدث بها انفجار لكن ما لمسته عند فريقنا وعند مراسلينا أنهم أبطال وحبهم للمهنة جعلهم يعشقون الخبر ويعشقون الشعب اللبنانى الذى بالمقابل عشقهم. هل هناك تواصل دائم مع الإدارة فى القاهرة؟ وهل هناك أى تنبيهات أو محاذير؟ نحن على تواصل مع أحمد الطاهرى رئيس قطاع الأخبار بشكل يومى وعلى مدار الساعة ويعطى دعما كبيرا للمراسلين وللمكتب عندنا لا يوجد لدينا محاذير نحن ننقل الصورة بكل موضوعية وحيادية وهذا ما اعتمدناه من أول يوم، بالمقابل لدينا بعض التنبيهات والتعليمات التى نتبعها ومن أكثر هذه التنبيهات ألا نذكر كلمة قتيل ونعتمد كلمة شهيد أو ضحية لأن كلمة قتيل كانت تتسبب فى قلق كبير خاصة بالضاحية وكنت دائما أنبه ألا نضيف أى شىء من عندنا لم نره فنحن ننقل الصورة كما هى وهذه من الأسباب التى جعلتنا من المرحَّب بهم وأى مكان نذهب له يتم دعمنا. كيف توفقون بين تغطية الجانب العسكرى والسياسى وتغطية الجانب الإنسانى للأزمة فى لبنان؟ طبعا الجانب السياسى والعسكرى موجود على مدار ال 24 ساعة ننقل كل المؤتمرات أما المقابلات الخاصة فأنا أقوم بها مع الوزراء وبالفعل استضفنا كل الوزراء على شاشة القاهرة الإخبارية وأيضا تقاريرنا لا تخلو من الجانب الإنسانى فقد أعددنا تقارير إنسانية من داخل أحد مراكز النازحين عن الابتسامة وراء الحزن وصورت كاميراتنا مع بعض الأطفال من هذا المركز وأيضا رصدنا أوجاع الناس وآلامهم فى أحد المراكز الأخرى فى تقرير إنسانى يرصد الكثير من المعاناة والألم. ما تأثير الحرب على الفريق من الناحية النفسية؟ وكيف تتعاملون مع هذه الضغوط؟ الدعم النفسى شىء مهم جدا وبدونه لن يستطيع المراسل أن يكمل على الأرض فمن أول يوم وأنا أقول إن دعمهم النفسى أهم من كل شىء وأحاول بأقصى قدر دعمهم على الأرض حتى وإن كان هذا عن طريق منشور على الفيس بوك أو بالحديث اليومى فدائما أقول لهم: أنتم أبطال وهذه أحداث لن تتكرر وهذا سيضيف لكم خبرات كبيرة فى الحياة. فكلمات الدعم هى أكبر حافز وأحب أن أوجه تحية من خلال جريدتكم لكل المراسلين أحمد سنجاب البطل المقاوم الذى وضعت له صورة على حسابى الشخصى على الفيس بوك بعنوان: «استراحة محارب» لأنه محارب لم يتوقف عن العمل منذ أكثر من ثلاثة أشهر، مصطفى المطعنى رمضان المطعنى الذى وصل من المطار على انفجار الضاحية الثانى فهو من الناس الأكفاء جدا. هل واجهتم مواقف خطيرة أو مثيرة أثناء تغطية الحرب فى لبنان؟ وكيف تم التعامل معها؟ الحمد لله هى مواقف قليلة فأتذكر أن حدث تحريض من إحدى القنوات المحلية فى لبنان ووجدنا ردود فعل قوية وعنيفة من الناس على كل القنوات بشكل عام وهذا يوم انفجار حدث بمنطقة الباسطة ببيروت فهذا التوقيت لم يكن يريد الناس أن يشاهدوا إعلاما فى أى مكان وتعرض الفريق إلى بعض الكلمات المسيئة وهذا حدث أيضا مع كل القنوات وهناك حادثة مماثلة بالضاحية وكانت بسبب أن القنوات كانت تقول «قتيل» وتعرضنا لبعض الهجوم وتداركوا الموضوع لما وجدونا نقول «شهيد» وليس قتيلا فكانت مواقف صعبة لكن تداركناها على الأرض بسبب لوجو القناة «القاهرة» ومحبة الناس للشعب المصرى ولمصر ولدعمهم المتكرر. ما اليوم الأسوأ الذى مر عليكم منذ بدء هذا العدوان؟ لا أستطيع أن أقول إن هناك يوما جيدا منذ بدء الحرب فكل يوم نصاب فيه ونتعرض لغارات إسرائيلية وحشية فهذه أيام سيئة تسبب حزنا ووجعا بالقلب ولكن نستطيع أن نقول إن الأسوأ هو انفجار الضاحية الذى استهدفوا فيه السيد حسن نصر الله وقتها كنا فى مركز إيواء نوزع مساعدات من القاهرة الإخبارية لهذا المركز لا أستطيع أن أصف لك شدة الصوت الذى سمعناه ولا حجم الرعب والخوف الذى عشناه فى هذا التوقيت حتى عندما تذكرته الآن دمعت عينى.. كان يوما متعبا انتقلنا وقتها على الضاحية وكانوا لا يسمحون لأحد بالدخول وبالرغم من ذلك استطعنا أن نصل وأعطونا مساحة أكبر من غيرنا. إذن ما أكثر يوم شاق وشعرت وقتها أنكم أبليتم حسنا؟ هو يوم انفجار بيروت حدث فى منطقة الكولا كنا وقتها متعبين ونائمين وأول ما أحسسنا أن هناك انفجارًا انطلق الفريق وكنت اخشى عليهم وطالبتهم بالانتظار لسماعى أن هناك صاروخا لم ينفجر بعد فوجدتهم يقولون لى: لا لابد أن نخرج لننقل الصورة للناس والله الحامى.. فكنا أول الناس الذين وصلوا لموقع الانفجار فهؤلاء ليسوا مراسلين عاديين أو اعلاميين بل هم مقاتلون محاربون حبهم لعملهم وإخلاصهم يأتى فى المرتبة الأولى دائما.