لن أستطيع التعبير عن مشاعر التقدير للأبطال والفخر بحروف النور التى شاركوا بها فى حكاية الوطن، ضمن الفصول الخاصة بانتصارات أكتوبر المجيدة، وأعتقد أن كل من تابع الندوة التثقيفية التى نظمتها القوات المسلحة بهذه المناسبة، شعر وكأن أيام الانتصار تحدث هذه الأيام، وهكذا كان شعورى عندما كان الرئيس عبدالفتاح السيسي يكرم أبطال أكتوبر العظام من القادة والجنود، ويتذكر شهداءنا فى معركة الشرف ضد المحتل الباغي، أو الذين رحلوا عن الدنيا بعد أن أدوا دورهم باستبسال وشرف، ووضعوا أرواحهم فوق أكفهم، من أجل تحقيق ذلك النصر الغالي، الذى مازال يتم تدريسه فى الأكاديميات العسكرية الكبرى، والتحية واجبة للقوات المسلحة المصرية ولكل من شارك فى تلك الأمسية. كانت فقرات الندوة التثقيفية شديدة التركيز، وقوية التأثير، وعن نفسى فقد ثمّنت للغاية الفقرة الفنية التى حملت عنوان «الدرس»، وفيها تعريف وتوعية للأجيال الجديدة، بتفاصيل انتصار أكتوبر المجيد، حكاية شعب، وحدوتة وطن، وملحمة الشعب والجيش، وإزالة أى شكوك أو أكاذيب، يحاول من خلالها البعض تشويه النصر بأى طريقة متاحة، وهى مهمة انتبهنا لها منذ السنوات الأولى لحرب أكتوبر، ويكفى للتذكير بأهميتها أن المشير محمد عبدالغنى الجمسى، أحد قادة وأبطال أكتوبر العظام، عندما أهدى مذكراته لم يتوجه سوى إلى أبنائه والجيل الجديد الذى سيتحمل المسؤولية، فى وجه ما وصفه بأنه سوف يواجه مصاعب وعواقب بالغة التعقيد، ولعله لم يبالغ فى ذلك لأن الدرس المصرى فى الحرب والسلام لم تستوعبه إسرائيل حتى الآن، وأتمنى فى هذا السياق، لو تم عمل تصميم لشخصيات كارتون بأسماء جنود مصريين، تروى قصص البطولات فى كل الحروب التى خاضتها مصرى ضد الاحتلال والإرهاب وقوى الظلام والشر، فضلًا عن الاهتمام بإطلاق قنوات فضائية ذات مضمون عصري، تستهدف الطفل المصري، بحيث لا نتركه فريسة لنقل عادات وأفكار سيئة، أو التأثير فى توجهاته، ونقل تصورات خاطئة عن وطنه، من خلال القنوات الأجنبية. وما أكثر الرسائل التى خرجت من تلك الندوة المهمة، إلى جانب الرسائل السابقة التى وجهتها مصر فى الأيام القليلة الماضية، فالسلام هو خيارها الاستراتيجي، وأن الحرص على أن تكون القوات المسلحة المصرية قوية، هو حماية أرضها والحفاظ على حدودها، وحماية ذلك السلام، وهى مهمة وصفها الرئيس السيسى بأنها أفضل وأشرف مهمة على وجه الأرض، إضافة إلى أن سياسة مصر الخارجية تقوم على التوازن والاعتدال وتجنب الصراعات أو الدخول فيها، وفى ذلك الإطار كان الموقف المصرى واضحًا منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة، حيث وقفت القاهرة ضد التهجير القسرى لأهالى غزة وتمييع القضية الفلسطينية، وأحبطت ما كان سيدور فى هذا الصدد، ومازالت تواصل تلك المهمة حتى الآن، ويمكن الإشارة هنا إلى الأهداف الثلاثة التى تسعى إليها مصر، وأولها: وقف إطلاق النار وثانيها: الإفراج عن الرهائن، والأخير: إيصال المساعدات لغزة، أما الهدف الأصيل فهو إنشاء دولة فلسطينية على حدود 1967 عاصمتها القدس، وهى الخطوة التى يمكن من خلالها وضع حد للصراع الدموى والكراهية، وأعتقد أن ذلك هو الطريق الوحيد لتعيش إسرائيل فى أمان. فلا سلام في إسرائيل، بدون دولة فلسطينية، وبدون أن يحصل أهل فلسطين على حقوقهم المشروعة فى القانون الدولى والإنساني، لقد قال بن جوريون فى بداية الحركة الصهيونية، إن الدولة اليهودية سقطت بالدم والنار، وسوف تعود بالدم والنار، وكذب بن جوريون وتغافل ورثته أن الدم والنار سوف يجعلها تنهار من جديد، وأنه لا بديل سوى السلام العادل والشامل مع الفلسطينيين. ودائما ودوما وأبدا.. تحيا مصر ◄ بوكس الفصائل الفلسطينية «الوطنية» فقط، هى التى ستختار وفورًا طريق الوحدة والمصالحة، فلا وقت للمكاسب الرخيصة.