«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السفير حسام زكي: أحيي مصر على موقفها الصامد في مواجهة تصفية القضية الفلسطينية
العرب دعاة سلام وللأسف الأزمة بدأت وتنتهى عند الحكومة الإسرائيلية

لم نجد أفضل من السفير حسام زكي الأمين العام المساعد للجامعة العربية لنتلمس منه تقييماً شاملاً ورؤية متكاملة للأوضاع على كافة الصعد لمرور عام على العدوان الإسرائيلى على الشعب الفلسطينى ولبنان بعيدًا عن رصد مواقف تلك الدولة أو هذه العاصمة.
فهو صاحب الدور الأبرز فى إدارة العمل فى الأمانة العامة للجامعة والأكثر اطلاعاً على مجريات الأمور فى دوائر صناعة القرار ومشارك وشاهد عيان قريب جداً من العديد من الاجتماعات التى شهدها عام مضى حول هذا الملف والتى شهدتها الكثير من عواصم العالم شرقه وغربة فى مدن صناعة القرار الدولى وعلى هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التى أثمرت بالفعل على إعادة الحياة من جديد إلى قضية يسعى أعداؤها إلى طمسها من ذاكرة العالم على حسب حقوق شعب يتوق للحياة حراً مستقلاً مثله ككل شعوب العالم فى دولة ذات تاريخ ولكن هناك من يحاول تزويره وكتابته من جديدة ولكن السفير حسام وبشجاعة يحسد عليها وألم من مشاعر إنسانية يعترف بأن كل هذا الجهد فشل فى أهم أهدافه وهى وقف هذا العدوان غير المسبوق.. الحوار اتسم بالصراحة الكاملة وكشف عن الكثير من المواقف منها سرعة تحول الجهد العربى إلى عمل مشترك مع المجموعة الإسلامية منذ قمة الرياض المشتركة فى نوفمبر من العام الماضى والاتفاق على لجنة متابعة بينهما حملت على عاتقها مهمة العمل على تحقيق عدد من الأهداف فى مقدمتها وقف العدوان والعمل على زيادة الاعتراف بالدولة الفلسطينية والترويج لحل الدولتين ونجحت فى ضم عدد من الدول الأوربية والاتحاد الأوربى فى ذلك الذى أثمر عن مؤتمر غير مسبوق، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الأخير أطلق تحالف دولى لحل الدولتين انتقد المقولة التى يروج لها البعض بالربط بين الاعتراف بالدولة الفلسطينية وانطلاق عملية تسوية سياسية شاملة صعبة المنال، أبدى السفير حسام زكى تخوفه من الوصول بالمنطقة إلى حرب إقليمية وكذلك من دفع الفلسطينيين إلى الهجرة الطوعية بعد إجهاض مصر والأردن مخططات التهجير القسري، قال إن المبادرة العربية مازالت على حالها لم يتم سحبها وأشاد أيضًا بالموقف المصرى.
■ السفير حسام زكي الأمين العام المساعد للجامعة العربية
◄ قمنا بجهود ضخمة ولكننا نشعر بالأسى لعدم وقف العدوان
أمريكا غير قادرة وليست راغبة فى كبح جماح إسرائيل
القاهرة وعمان أجهضتا التهجير القسرى ولكن المخاوف من الهجرة الطوعية
الفلسطينيون أقدر على حكم أنفسهم وأى قمة جديدة تحتاج إلى تحضير
◄ نسعى إلى تجنب المنطقة الحرب الإقليمية ولسنا جزءًا من تنفيذ القرار 1701
◄ تأييد حل الدولتين تحول إلى إبراء للذمة وتهرب من التزام دولى
◄ وهذا هو نص الحوار:
■ كيف ترى الجهد العربى الذى تم بذله فى ضوء مرورعام على العدوان الإسرائيلي في غزة؟
منذ بدايات الأزمة والعدوان على غزة تبلور توجه عام تجسد فى 11 نوفمبر من العام الماضى بدمج الجهد العربى مع الجهد الإسلامي، القمة العربية فى وقتها كانت برئاسة السعودية وبالتالى المملكة استضافت الرياض القمة العربية الإسلامية وشكلت لجنة برئاسة المملكة والأمين العام للجامعة العربية جزء منها وعضو فيها هذه اللجنة قامت بجهود دبلوماسية ضخمة جدا، الهدف منها كان فى المقام الأول وقف العدوان الإسرائيلي على غزة، ثم كان هناك مجموعة من الأهداف الأخرى مثل إبراز أهمية الحل السياسى للوضع وحل الدولتين والتأكيد على أهمية الاعتراف بفلسطين ومنحها العضوية الكاملة في الأمم المتحدة باعتبار أن ذلك ضمانات لعدم تكرار ما حدث مرة أخرى .
اللجنة ظلت منذ ذلك التاريخ وحتى الآن وهى تسعى وتقابل وتروج وتدافع وتشرح للجميع، زارت دولاً عديدة واجتمعت مع مسئولين كبار رؤساء دول ورؤساء حكومات ووزراء فى عواصم الغرب والشرق معا، لكن كل هذا الجهد وغيره من الجهود التى بذلها آخرون، اصطدم بالموقف الإسرائيلى المتعنت الرافض لوقف إطلاق النار المصر على الاستمرار فى العدوان وتحقيق أكبر قدر ممكن من الخراب والدمار للشعب الفلسطينى فى قطاع غزة وكما نرى الآن توسيع الموضوع ليشمل لبنان. مشكلتنا جميعا فى هذا الوضع أن الإدارة الأمريكية والتى كانت تقليديا الطرف الوحيد الذى يستطيع أن يكبح جماح إسرائيل لم تعد قادرة على ذلك، وإسرائيل تقوم بسياستها بشكل انفرادى والجهد الأمريكى لم يعد ملحوظا فى مسألة وقف إطلاق النار.
الجهود السياسية والدبلوماسية التى قمنا بها على مدار 11شهراً أو ما يقترب من سنة هى جهود كثيرة جداً ولكن الحديث عن هذه الجهود فى ظل استمرار عدوان يقتل ويخرب ويهدم يوميا فى أنحاء من العالم العربى بالذات فلسطين ولبنان يصبح نوعا من العبث لأنه إذا قارنا بين الجهد الدبلوماسى والسياسى من جانب وبين معاناة الشعب الفلسطينى واللبنانى من جانب آخر كل الجهود تتضائل بجانب هذه المعاناة.
بالتالى على الرغم من أننا قمنا بجهد كبير لكن نشعر بالآسى العظيم أن هذا الجهد لم ينتج عنه حتى الآن وقف النار المطلوب .
■ صحيح أن الجهد المبذول كان عربياً وإسلامياً بامتياز ولكن فى الفترة الأخير دخلنا على طرف ثالث هو الاتحاد الأوروبى وعدد من دول القارة والذين اجتمعوا مؤخراً فى مدريد هل هذه دائرة جديدة لزيادة فاعلية هذا الجهد ؟
المنطق العربى فى التعامل مع هذا الوضع الحالى يقوم على أساس أن ما حدث لم يحدث فى فراغ بل هو نتيجة لغياب الأفق السياسى لهذه المشكلة المزمنة المسماة القضية الفلسطينية وغياب الأفق السياسى لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة واستعادتها لكل الأرض المحتلة فى 67، نحن كعرب نقول إنه من أجل عدم تكرار هذه المشكلة يجب أن نركز جميعاً على تطبيق حل الدولتين .
حل الدولتين هو معادلة اصطلحت الدول على أن تؤيده والمجتمع الدولى يؤيده، لكن انقلب الأمر من تأييد حقيقى فى حالات كثيرة إلى تأييد لفظى ونوع من إبراء الذمة من دول كثيرة تتحدث عن حل الدولتين دون أن يكون لديها القدرة ولا العزيمة ولا الإرادة السياسية ولا الرؤية لتساعد فى تنفيذه.
إذن المنطق العربى فى التحرك يقوى طالما أن هناك ثغرة فى مسألة تجسيد وتنفيذ حل الدولتين فسنستمر فى دائرة مفرغة من العنف وسفك الدماء وابتعاد الحل السلمى . إذن ما نحتاج إليه هو حشد للجهود بيننا وبين الأطراف الأخرى التى تفكر مثلنا وتشاركنا ذات التفكير ونقول إنه ليس المطلوب حل الدولتين جميعاً يعلم أنه الحل وأن أى حل آخر ليس حلا وهنا كان التوجه على أوروبا ونقول لهم أنتم كعالم أوروبى وغربى نحتاج معكم إلى أن نضع أيدينا سويا لتجسيد وتنفيذ حل الدولتين ومن يريد أن ينضم من خارج هذا التحالف أهلاً به لذلك سميناه التحالف العالمى من أجل تنفيذ حل الدولتين والذى عقد أول اجتماع له فى نيويورك 26 سبتمبر الماضى اجتماع نيويورك كان ضخماً جداً بمشاركة 100 دولة والمشاركة الوزارية كانت عالية جدا وكان بجهد من اللجنة العربية الإسلامية ومعها الاتحاد الاوروبى من جهات أخرى والنرويج لها مواقف متقدمة فى هذا الموضوع ودور مميز .
■ هل واشنطن لا تريد أم لا تستطيع الضغط على إسرائيل ؟
كانت هناك فرص عديدة جداً جداً للجانب الأمريكى كى يتدخل ويفرض إرادته على إسرائيل ويوقف إطلاق النار ولكن لم يفعل، قرار وقف إطلاق النار بعد محاولات عديدة وفيتوهات عديدة اعتمد فى ابريل 2024منذ حوالى 6 أشهر لا نستطيع أن نقول مجلس الأمن فشل فهو اعتمد القرار لكن من ينفذ القرار المأمول أن دولة مثل الولايات المتحدة تتصدى للتنفيذ غير قادرة غير راغبة هناك علامة استفهام .
■ بالنسبة لحل الدولتين ..هناك وجهة نظر تتحدث بأنها مع حل الدولتين لكن فى إطار تسوية سياسية هذا ما تتبناه واشنطن على سبيل المثال ؟
نحن كعرب نراه تهرباً من التزام دولى يجب أن يكون واضحاً وقاطعاً بتنفيذ حل الدولتين، بمعنى آخر إذا كانت هناك أطراف ترى أن حل الدولتين لا بأس به لكن الوقت لست مناسباً، فنحن نقول لهم الوقت لن يكون مناسباً أبداً وإسرائيل سوف تعمل على ألا يكون الوقت مناسباً فى أى لحظة من الزمن فى المستقبل لا القريب ولا البعيد .إذن من يتحدث بهذا المنطق يضع كل الخيوط فى أيدى قوة الاحتلال وهذا أمر لا نتفق معه بل نختلف معه وبشدة ونقول الخيوط لا يجب أن تكون عند قوة الاحتلال، يجب أن يمسك بها المجتمع الدولى بشكل عمومى ويجب أن تكون هناك خيوط لدى الجانب الفلسطينى أيضاً. من حق الجانب الفلسطينى أن تخرج دولته إلى النور وأن يجلى الاحتلال عن أراضيه المحتلة فى 67 . الأفكار التى يتداولها البعض فى هذا الموضوع كثيرة ولكن لا نريد أفكارا تتعارض مع سرعة تنفيذ حل سياسى يقوم على فكرة الدولتين وبزوغ الدولة الفلسطينية إلى حيز الوجود، أى تأخير أو تسويف أو إطالة أمد فى هذا المجال نحن نعتبرها خدمة لإسرائيل قوة الاحتلال بل فيها نوع من أنواع الدفاع عن إسرائيل وصونها من ضغوط المجتمع الدولى فى هذا الإطار.
■ عقب اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب الأخير، قال السيد أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية أنه لمس قرب قيام الدولة الفلسطينية المستقلة.. فإلى أين وصل هذا التصور الآن؟
لدينا فى الجامعة العربية عمود أساسي، اسمه القضية الفلسطينية، نتعامل لصالحها ولدعمها ولتحقيق أهداف الفلسطينيين بكل قوة وقدرة، ونرغب فى أن نصل إلى أفضل النتائج. ولكن نفهم أيضاً أن هناك واقعاً سياسياً صعباً، وواقعاً أصعب على الأرض، وعلاقات أطراف دولية بالكيان المحتل. وهذه الأمور كلها، نفهمها، ولكن نتمنى أن تتغير، وهى لن تتغير بسهولة.
العرب دعاة سلام، وتستحق الشعوب العربية السلام والهدوء والاستقرار الذى يؤدى بهم إلى تنمية. ووجود هذا النوع من السلوك الإجرامى العدوانى فى قلب المنطقة والإقليم، وممارسة هذا الإجرام القائم على الاحتلال، ضد الشعب الفلسطينى بالأساس، ثم ضد شعوب أخرى فى المنطقة وفى مقدمتها الشعب اللبنانى هذا أمر يحرم المنطقة من الاستقرار، وبالتالى يحرمها من فرصها الحقيقية فى التنمية، ويحرمها من فرص تحسين معيشة الأفراد.
وجود هذا النوع من الفوضى والحرب والعدوان واستخدام السلاح بشكل مكثف والقتل والخراب هو أمر جلل ويخرج بالمنطقة عن مسار الاستقرار والتنمية، ويضعها فى تفريعة أخرى لا نريد أن نذهب إليها. إلا أننى أقول إن العمل حالياً هو ألا نفقد الأمل، ونستمر فى العمل سواء على مستوى الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبى أو القوى المؤثرة فى العالم أو القوى الصديقة والشقيقة فى العالم، وحتى على مستوى الدول التى لا ترغب فى رؤية مشاكلنا أو التعامل معنا. لابد أن نقترب من الجميع ونشرح لهم رؤيتنا ونوضح لهم أننا دعاة سلام ولسنا دعاة حرب أو أصحاب مشروع توسعى أو مشروع احتلالي، نحن دعاة سلام واستقرار من أجل تنمية مجتمعاتنا العربية.
◄ اقرأ أيضًا | حسام زكي: الاعتداءات على لبنان لن تحقق الأمن لأي طرف
■ هل تعتقد نقطة ضوء فى نفق مظلم قدرة الدول المعنية خاصة مصر على وقف المخطط الإسرائيلى للتهجير؟
التهجير القسري، اعتقد انه تم اجهاضه بفعل الموقف المصرى الصلب والموقف الأردنى الصلب، ما نخشى منه هو التهجير الطوعى بمعنى الضغط على السكان بحيث ألا يكون أمامهم خيارات حقيقية فى الحياه سوى مغادرة أراضيهم هذا أمر فى غاية الخطورة وأحد الأمور التى ننبه المجتمع الدولى إلى خطورتها طوال الوقت. نستطيع أن نقول أن التهجير القسرى بالشكل الذى كنا نخشاه من عدة أشهر قد تراجع بشكل كبير كمخطط لكن التهجير الطوعى لازال أمرا يمكن أن يهدد الوضع ككل خاصة مع صعوبة الحياة التى يعيشها الشعب الفلسطينى فى غزة والضفة الغربية من عدوان يومى ووصول الشهداء والمصابين الى مئات الآلاف والتدمير الممنهج للبنية التحتية واستحالة استمرار ظروف الحد الأدنى من الحياة والذى يترافق مع إغراءات عديدة وتسهيلات من جهات مختلفة ومنها دول لتوفير فرص تلك الهجرة.
■ لا نتصور حجم المواجهات بين إسرائيل وبين منظمات المجتمع الدولى مثلا الهجوم على الأمين العام للامم المتحدة واتهامات لوكالة غوث اللاجئين ومنع دخول بعض المسئولين منها منع المنسق العام لحقوق الإنسان ..ليس هناك وجود للمجتمع الدولى حتى لحماية مؤسساته ؟
للأسف الشديد الصلاحية الوحيدة الممنوحة لأى جهاز على مستوى العالم لإنفاذ إرادته بالقوة هى الصلاحية الممنوحة لمجلس الأمن بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة فإذا كانت هذه الصلاحية ستعطل من أجل فعل حق النقض الذى يتمتع به أحد الأطراف، فبالتالى لا توجد أى منظمة فى أى كيان دولى لديه القدرة على فرض إرادته على أى طرف إسرائيل أو غيرها .
إذا لم يكن لديك مجلس أمن قادر ويتحرك بشكل منسق منظم جيد فلن تذهب بعيدا.
■ هل هناك وسائل ضغط يمكن أن يستخدمها العرب لمواجهة الكيان الإسرائيلي، كاستخدام سلاح اقتصادى مثلاً، أو مقاطعات؟ وهل إسرائيل تريد أن توصل رسالة للجميع بأن هذا الصراع صفري، ولن يحسمه إلا الحرب؟
ما ترغب فيه إسرائيل يتحدث عنه المسؤولون الإسرائيليون، ويُفسَر بأن الحكومة الإسرائيلية الحالية هى حكومة يمينية متطرفة، وهناك أعضاء فيها يؤمنون بأهمية طرد الفلسطينيين من أرضهم المحتلة، وجزء من هذه الحكومة لديه معتقدات دينية مناوئة لفكرة السلام مع الفلسطينيين، ومضادة لفكرة استقلال فلسطين كدولة. وبالتالى هذه كلها مسائل يجب أن نكون ملمين بها إلماماً جيداً حتى نفهم الرؤية الإسرائيلية للوضع الراهن.
وبالنسبة إلى ما الذى يتم لبزوغ الدولة الفلسطينية المستقلة وحل الدولتين، فهناك الآن نوع من الصلف والتكبر والتجبر الإسرائيلى للأسف الشديد. ومصالح الشعوب فى هذه المنطقة ومصالح السلام والاستقرار فى العالم، مرتبطة جميعاً بمدى مسؤولية العرب فى التحرك. فالعرب عندما يتحركون بمسؤولية فهم يحافظون على مقدراتهم ومقدرات شعوبهم ومقدرات أبناء دولهم، لأن أى تصرف آخر ممكن أن ينتج عنه المزيد من هز الاستقرار للمنطقة، ربما حتى تراجع فرص السلام لسنوات طويلة.
■ إذاً، هل إسرائيل فقط هي التي تستطيع استخدام القوة فى المنطقة؟
سبق أن تم استخدام القوة ضد إسرائيل فى أكثر من مناسبة، وحقق العرب بعض الانتصارات، وإسرائيل حققت انتصارات. لكن العرب اتخذوا السلام كخيار استراتيجي، وتبنوا مبادرة سلام وإسرائيل تجاهلتها، وكأن شيئاً لم يكن. مشكلة العرب الآن هى عدم وجود شريك إسرائيلى لتحقيق السلام.
■ وماذا عن الرؤية العربية حول سيناريوهات اليوم التالى لما بعد وقف إطلاق النار؟
كل الأفكار التى طُرحت فى هذا المجال هى أفكار جديرة بالبحث، ولكن بعض هذه الأفكار تحدثت عن وجود عربى فى قطاع غزة، وكأن هذا الوجود العربى يأتى فى فراغ، وهنا أقول لا يمكن أن يأتى الوجود العربى فى فراغ، هناك قطاع، وهناك أكثر من مليونى شخص يعيشون فيه، وهناك حالة دمار هائلة حدثت فيه، وهناك أيضاً احتياجات إنسانية ومعيشية رهيبة سوف يحتاج إليها قطاع غزة فى المرحلة المقبلة ما بعد وقف إطلاق النار. كل هذه الأمور تستدعى أن يتكاتف العرب لدعم الفلسطينيين ذاتهم حتى يحكموا أنفسهم بأنفسهم على أرضهم.
قطاع غزة فى حالة نكبة ودمار، ويجب أن يُمكّن الفلسطينى من حكم أرضه المحتلة والمحررة، سواء كان هذا الحُكم على البشر أو حكم الأرض ذاتها.
■ كان الرئيس الفلسطينى محمود عباس قد دعا لدعم دولي، لفكرة ذهابه إلى قطاع غزة ومعه عدد من الوزراء.. ما رؤيتكم فى ذلك؟
هناك حرب مستمرة، فالأمور لها منطق مختلف. نحن نحتاج إلى أن نفهم جيداً مغزى أن يُمكّن الفلسطينيين من حكم أنفسهم بأنفسهم فى قطاع غزة وفى الضفة الغربية والقدس المحتلة، وهذه المناطق هى الكيان المكون للدولة الفلسطينية المستقلة. والأجدر على تسيير أمور قطاع غزة فى مرحلة ما بعد توقف الأعمال العسكرية، هم الفلسطينيون ذاتهم.
■ ولكن هناك رفض إسرائيلى لوجود السلطة الوطنية الفلسطينية في قطاع غزة؟
نحن نعيش مع رفض إسرائيلى لأمور كثيرة. إسرائيل ترفض أشياء كثيرة جداً، ولكن ما باليد حيلة، هناك أمور لابد أن نستمر فيها.
■ هل تعتقد أن هناك جهداً دولياً بالفعل للذهاب إلى تنفيذ القرار 1701 لوقف العمليات العسكرية فى لبنان؟ وهل تشكل الجامعة العربية جزءاً من هذا الجهد؟
الجامعة العربية فى هذه الحالة ليست جزءاً على الإطلاق، لأنها طرف مؤيد للبنان، بمكوناته المختلفة ووضعه الهش الذى نعلمه جميعاً. وبالنسبة للجهد الدولى الخاص بتنفيذ القرار 1701، فهو سيستمر، لأن ما يرغب فيه الإسرائيلى هو الحصول على هدوء فى حدوده الشمالية، وهو ما لم يكن متاحاً خلال الفترة الماضية، وصولاً إلى النقطة التى وصلنا إليها الآن، وهى نقطة صعبة جداً، وللأسف تؤدى إلى نزوح حوالى مليون شخص فى لبنان من مناطقه إلى مناطق أخرى فى الشمال، وهذا شيء رهيب. إن تطبيق القرار 1701 هو أمر مهم جداً، ولكن نحتاج دائماً إلى أن نركز على ما الذى يحقق الهدوء على هذه الجبهة اللبنانية الإسرائيلية.
■ وماذا لو اندلعت الحرب الإقليمية الشاملة؟ وكيف سيكون موقف العرب منها؟
نحن نعمل جميعاً على تجنب الحرب الإقليمية، فمسألة أن نتحدث عن أن هذه الحرب وشيكة شيء، وكيف سنتصرف إذا حدثت الحرب هذا شيء آخر. إن التركيز العربى الآن هو منع حرب إقليمية، هذا أمر واقع ولا يحتاج إلى اجتهادات كثيرة. والأهم هو هل يستطيع العرب أن يحموا مقدراتهم إذا نشبت حرب من هذا النوع؟، لأن المقدرات العربية موجودة على امتداد الأرض العربية، وهى عرضة لأن يتحرش بها هذا الطرف أو ذاك. هذه كلها سيناريوهات سيئة، ولا نريد أن نخوض ف يها بشكل غير محسوب. نركز فقط فى هذه المرحلة على ضرورة تجنب توسيع دائرة المواجهة العسكرية بأى شكل.
■ بعد دخول إيران على الخط المباشر للمعركة الدائرة فى المنطقة، وترقب العالم للرد الإسرائيلى على الهجوم الصاروخى الإيرانى مؤخراً.. هل الحلول الدبلوماسية هى الأقرب للتنفيذ، أم التصعيد العسكرى وانتظار واقع (الرد والرد على الرد) بين إسرائيل وإيران؟
طالما أن الآلة العسكرية دائرة وآلة الحرب دائرة، فالحلول الدبلوماسية حظوظها بسيطة. العمل الدبلوماسى والسياسى للحيلولة دون توسيع رقعة الحرب، لا يجب أن يتوقف، لكن الشواهد كلها تقول إن الطرف الذى يقوم بكل هذه السلوك العسكرى يقصد إسرائيل لن يوقفه شيء، لا جهد دبلوماسى ولا جهد سياسي. وثبت أن المجتمع الدولى كله وفى مقدمته الولايات المتحدة، غير قادر على حمل الطرف الإسرائيلى على أن يتراجع فى هذه النقطة أو هذه الجبهة. ومن هذه النقطة، الوضع صعب، فالجانب الإسرائيلى لم يعد يستمع إلى أحد.
■ وأين البداية لحل الأزمة الحالية فى الشرق الأوسط؟
الأزمة بكل تأكيد تبدأ وتنتهى عند مجلس وزراء إسرائيل فى هذه اللحظة، وتوجهاته وأفكاره ومنهجه السياسي، وطريقته وأسلوب تعاطيه وتعامله. بالتأكيد المشكلة الأساسية تكمن فى هذا. أما بعد ذلك، هناك من يؤيد من الولايات المتحدة، ومن يعارض فى أوروبا أو غيرها، فهذا موضوع آخر. الأزمة الحقيقية فى إسرائيل والتشكيلة الحاكمة فيها.
■ وبالنسبة للدور المصرى فى حلحلة الأزمة الحالية فى منطقة الشرق الأوسط، خاصة وأن القاهرة حذرت مسبقاً أكثر من مرة مما يحدث على الساحة الإقليمية حالياً.. ما تقييمكم للجهود المصرية لإنهاء العدوان الإسرائيلي؟
لاشك أن الصمود المصرى فى مقاومة بعض الأفكار والتوجهات التى كانت يتم الترويج لها من أجل إضعاف القضية الفلسطينية أو تصفيتها أو زعزعة مكانتها الدولية أو ينتج عنها أمور مثل إبعاد الفلسطينيين عن أرضهم كان أساسياً.
ويتطلب الأمر الاستمرار فى تبنى ذات المواقف، إلى حين أن تنفرج هذه الأزمة، وإلى حين أن يتم التأكد أن السياسة العامة لدفع الفلسطينيين بعيداً عن أرضهم قد توقفت، وأن الوضعية الخاصة بالأرض الفلسطينية المحتلة سوف يتم احترامها، وأن الممارسات التى تقوم بها دولة الاحتلال يجب أن تتوقف بشكل عاجل وسريع.
أحيى مصر على موقفها الصامد، وأتمنى أن يأخذ الجميع الدروس مما يحدث منذ عام من تفاعلات على هذا العدوان الإسرائيلي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.