تواصل صفحة «كنوز» احتفاءها بالذكرى 51 لانتصارات حرب أكتوبر المجيدة طوال شهر أكتوبر، فقد أعادت هذه الانتصارات لمصر والأمة العربية العزة والكرامة بعد 6 سنوات من مرارة الانكسار التى أزالها الأبطال الذين عبروا أصعب مانع مائى مُركب فى التاريخ لم يصمد أمام إصرارهم على تحقيق النصر بعزم الرجال وفكر وتخطيط القادة العظام الذين عاهدوا الله وقائدهم الرئيس محمد أنور السادات الذى اتخذ قرار الحرب المصيرى لحاضر ومستقبل الأمة، فهيا بنا نتعرف على الساعات الأخيرة التى عاشها القائد قبل انطلاق 222 طائرة لتدك العدو وتشل مراكز القيادة وتمهد للعبور العظيم، فيقول السادات فى كتاب «البحث عن الذات»: «انتقلت يوم الخميس 4 أكتوبر 1973 إلى قصر الطاهرة بعد أن تم تجهيزه كمركز قيادة لإدارة الحرب، وفى يوم الجمعة 5 أكتوبر ذهبت لأصلى فى الجامع الذى تعلمت فيه الصلاة من خمسين سنة، وفى رحاب الله وهدوء الجامع شرد ذهنى لأيام الطفولة، وبعد الظهر جلست فى الشرفة، كان القمر طلعته جميلة وأنا أعشق الطبيعة ولا أحب المدينة ولا الزخرف والأضواء، كنت فى أقصى درجات السلام الروحى فرغم اللحظة التى كنت مقبلاً عليها، كنت أرنو إلى الغد لليوم الذى قدر لى الله أن أعيشه، دخلت المعركة دون أدنى انفعال أو عصبية، ولم يكن يشغلنى سوى بعض التفاصيل التى لم تكن إلا مجرد رتوش حول المعركة، وقد يعجب الناس إذا عرفوا أن ليلة المعركة كانت من أحسن الليالى التى نمتها فى حياتى، استيقظت فى الصباح قمت بالتدريبات الرياضية اللازمة وسار برنامجى اليومى كالعادة وكان عقلى فى منتهى النشاط والراحة ومستعداً لمسئوليات اليوم الجديد. فى الساعة الواحدة والنصف من بعد ظهر السبت 6 أكتوبر، حضر المشير أحمد إسماعيل وتوجهنا إلى غرفة العمليات، جلست فى مكانى والقائد العام عن يمينى.. وكانت التعليمات ألا يلتزم الجميع بالصيام، أصدرنا هذا الأمر بفتوى من المشايخ، كنت أتصور أن القادة قد نفذوه ولم أكن واثقاً من أن هذا قد حدث بالفعل فسألتهم : «انتوا ليه ما بتشربوش سجاير؟ العملية دى عايزة تركيز وانتباه»، لاحظت عليهم الحرج فطلبت الشاى وأشعلت غليونى ورحت أدخن وعلى الفور فعلوا كلهم مثلى، وفى الساعة الثانية تماماً وصل الخبر بأن طائراتنا قد عبرت قناة السويس وكانت 222 طائرة نفاثة سرعتها فوق سرعة الصوت وانتهت من ضربتها الأولى فى ثلث الساعة فقدنا فيها 5 طائرات، وفقدت فى اللحظات الأولى من الحرب أخى الطيار الشهيد عاطف الذى كان فى منزلة ابنى، وأخفوا علىّ نبأ استشهاده. اقرأ أيضًا| كنوز| 51 سنة ورايات النصر يا مصر مرفوعة فى السماء ويستطرد بطل الحرب قائلاً : «نجحت ضربة الطيران نجاحاً مذهلاً حسب التخطيط، وحققت نتائج فاقت 90% بخسائر لم تزد على 2%، النجاح أذهل إسرائيل والعالم كله، وكان تقدير خبراء الاتحاد السوفيتى قبل أن يخرجوا من مصر أن ضربة الطيران الأولى سوف تكلف سلاح الطيران 40% من قوته ولن تحقق نتائج أكثر من 30% لتعجيزنا وتخويفنا من المعركة فلم يكن للسوفيت ثقة فينا كما فقدنا الثقة فيهم، وفى عشرين دقيقة ضربت طائراتنا مراكز القيادة ومراكز إدارة الطيران ومراكز إدارة الدفاع الجوى، وحين تحققت من هذه النتيجة هنأت قائد الطيران حسنى مبارك الذى خطط ونفذ هذه الضربة، وهنأت جميع القادة فى غرفة العمليات لأن هذه الضربة حددت مصير المعركة وفقدت إسرائيل توازنها بالكامل ليس للأربعة وعشرين ساعة الأولى الحاسمة بل لأكثر من أربعة أيام فقدت فيها السيطرة على قواتها فى سيناء وانقطع الاتصال كاملاً بهذه القوات، واستعاد سلاح الطيران المصرى بالضربة الأولى كل ما فقدناه فى حرب 1956، وهزيمة 1967 ومهد الطريق أمام قواتنا لتحقق النصر الذى أعاد لقواتنا وشعبنا وأمتنا العربية الثقة الكاملة فى نفسها وثقة العالم بنا، وأنهى إلى الأبد خرافة إسرائيل التى لا تُهزم، وعقب ضربة الطيران انطلقت قذائف أكثر من ألفى مدفع تقصف أهدافها بدقة رائعة، وهكذا بدأت ملحمة 6 أكتوبر بالأداء الرائع للجندى المصرى العربى، لم ينتظر جنودنا على القناة أمر العبور، كان مرور 222 طائرة مصرية على ارتفاع منخفض يكاد يلمس رءوسهم كافياً لإلهاب حماسهم ومشاعرهم المكبوتة منذ وقتٍ طويل فأخذوا يسحبون زوارقهم إلى مياه القناة، وفى حالة هستيرية اندفعوا يعبرون القناة وهم يصيحون: «الله أكبر». هكذا بدأت مراحل الخطة تُنفذ.. ولأول مرة يغير التخطيط العسكرى المصرى المفاهيم التى كانت ثابتة إلى معركة أكتوبر 1973، كانت القاعدة ألا يتصدى للمدرعات إلا المدرعات، وقد تعلمنا كما تعلم العسكريون فى العالم أن قوات المشاة مهما كان تدريبها أو نوعيتها فيجب ألا تدخل فى أية معارك مع المدرعات، لكن فى حرب أكتوبر عبرت القوات الخاصة والمشاة المُدربة فى الأفواج الأولى وهم يحملون الصواريخ وواجهوا الدبابات الإسرائيلية فى معركة مريرة وضربوا أعداداً ضخمة منها قبل أن تعبر دباباتنا، وكان فى الخطة أن ضربة الطيران تليها ضربة المدفعية ليتم العبور تحت ستار ضربات المدفعية، ولكن الذى حدث أن العبور تم أثناء عملية الطيران وقبل أن تبدأ المدفعية، وبعد العبور دخل جنودنا على الحاجز الترابى الذى كان يبلغ ارتفاعه 17 متراً واستخدموا فى تسلقه سلماً من الحبال يحمله الجندى ثم يتسلق الحاجز الترابى وعندما يبلغ القمة يطرح السلم لإخوانه فيتسلقونه وهم يحملون الأسلحة المضادة للدبابات من صواريخ ومدفعية ثقيلة.. وبسرعة يستولون على المواقع التى أعدها الإسرائيليون خلف الساتر الترابى على الضفة الشرقية ليتربصوا فيها بالعدو ويستروا زملاءهم الذين يعبرون». ويقول الرئيس السادات بفخر واعتزاز: «كان مهرجاناً رائعاً وأنا أرى هذا المشهد من غرفة القيادة هادئ البال حتى خُيل إلىّ أنه لو دخل أى إنسان نفسى لوجد بها طمأنينة كاملة، لم يكن فى خاطرى أى هم، فكل الهموم انقشعت وانتهت تماماً، وكان اللواء السابع هو أول لواء رفع علم مصر على الضفة الشرقية، وتوالت الأنباء بسقوط النقط الحصينة فى خط بارليف الواحدة بعد الأخرى، وفى نهاية ست ساعات كان اليهود قد فقدوا توازنهم وفقدوا السيطرة والقيادات فقدت الاتصال بينها وبين القوات.. وهذا أهم شيء فى العسكرية من أجل تحقيق المفاجأة، وبعد عبور الموجات الأولى من القوات حاملة الصواريخ والمدفعية المضادة للدبابات واحتلالها المواقع التى أعدها الإسرائيليون لإعاقة عبورنا بدأ المهندسون فى تطبيق نظرية شق الحاجز الترابى بخراطيم المياه المكثفة بفكرة مصرية 100% قام بها سلاح المهندسين، وحين طلبنا من الألمان صنع هذه المضخات ذات الضغط العالى سخروا منا وكانوا يتساءلون :»هل هناك حريق فى العالم كله يحتاج إلى كل هذه القوة ؟»، ومن قوة دفع الماء قُطع الساتر الرملى كما لو كان بالسكين وفُتحت الثغرات فى هذا الساتر ورُكبت فيها الكبارى وعبرت الدبابات، وفى المساء كان كل شيء قد تم قبل موعده حسب الخطة، أما بالنسبة للموقف على الجبهة صباح 6 أكتوبر فإن القادة المحليين قاموا بخدعة لطيفة عندما جعلوا الجنود يجلسون على ضفة القناة وهم يمتصون عيدان قصب السكر فى تراخٍ وكأنهم فى إجازة، أما الخداع التكتيكى الأساسى الذى أجبر إسرائيل على احترام الجندى المصرى إلى الأبد فهو النزول بخمس فرق كاملة على خط المواجهة الذى كان طوله 180 كيلو متراً. من كتاب «البحث عن الذات» فرحة نجيب محفوظ بالعبور تجاوزت كل الأفراح لم يكتب أديبنا الكبير نجيب محفوظ عملاً روائياً يستلهم فيه انتصارات حرب أكتوبر المجيدة، لكنه تفاعل مع العبور العظيم وكتب مقالاً بجريدة «الأهرام» يقول فيه : «كنت جالساً على مكتبى فى يوم السادس من أكتوبر وجاءتنى مكالمة تليفونية من الدكتور ثروت عكاشة يقول فيها: «عبرنا القنال وقواتنا تشتبك الآن مع العدو فى الضفة الشرقية»، رميت القلم من يدى ونهضت من على مكتبى تاركاً القصة التى كنت قد بدأت فى كتابتها، فلم يكن يخطر ببالى فى أكثر لحظات انطلاق الخيال أن نتمكن من عبور القناة بهذا الشكل، كان الاعتقاد السائد أنه من رابع المستحيلات تخطى خط بارليف الذى لا يمكن أن تخترقه القنابل، وكانت الفترة التى عشتها من 5 يونيو 1967 إلى 6 أكتوبر 1973 من أسوأ فترات حياتى، كنت أعايش فيها حالة الاكتئاب القومى الذى اكتنفنا بسبب الشعور بالإهانة والقنوط دون وجود أى طريق للخلاص، للوهلة الأولى لم أصدق، لكنى بعد أن سمعت الخبر فى إحدى الإذاعات الأجنبية قفزت من الفرح فهذا هو أسعد يوم فى حياتى.. وحين أقارنه بفرحتى عند الفوز بجائزة نوبل أجد أن فرحة أكتوبر فاقت كل الأفراح، وطوال فترة الحرب كنت فى حالة من الانفعال لم أكن أستطيع النوم معها، فقد كنت أخشى أن تتطور الحرب إلى غير ما نشتهيه، إن الذى صنع نصر أكتوبر كان أولاً شيئاً داخلياً ظل سنواتٍ يعتمل فى نفس المصريين والعسكريين بالحاجة إلى رأب الصدع الذى أحدثته الهزيمة فى النفوس، والشيء الثانى هو مساعدة السوفيت لنا، ثم تأتى حرب الاستنزاف التى وفرت ساحة للتدريب لجيوشنا، ولقد ظُلمت حرب الاستنزاف فى حينها لأننا كنا نعتبرها للاستهلاك المحلى، وكنت أنا شخصياً أعتبرها كلاماً فارغاً»! ولم يكتفِ أديب نوبل بهذا المقال لأنه كتب 4 مقالات أخرى نشرها فى 10 و19 و26 و27 أكتوبر قبل أن تضع الحرب أوزارها، فنشر بتاريخ 10 أكتوبر مقالاً بعنوان «عودة الروح» قال فيه: «رُدت الروح بعد معاناة طعم الموت ست سنوات، رأيتُ المصرى خلالها يسير فى الأسواق مرتديًا قناع الذل، يثرثر ولا يتكلم، يقطب بلا كبرياء، يضحك بلا سرور، يتعامل مع المكان وهو غريب، ويساير الزمان بلا مستقبل، من حوله عرب متقاربون وقلوبهم شتى، وأصدقاء من العالم يعطفون عليه بإشفاق لا يخلو من زراية، وعدونا يعربد، يأسرنا فى السماء، يتحدانا فى الأرض، ضربة فى سوريا، لطمة فى لبنان. وأسأل النفس الحزينة ما العمل، ما المصير؟ القتال منا يُقال محال، والاستسلام محال، والاستنزاف لا يتوقف، ثم رُدت الروح بعد معاناة الموت ست سنوات، روح مصر تنطلق بلا توقع، تتعملق وتخلق مقدماتٍ، تتجسد فى الجنود، بعد أن تجسدت فى قلب ابن من أبر أبنائها، تقمص فى لحظة من الزمان عصارة أرواح الشهداء العظام من زعمائها، واتخذ قراره ووجه ضربته، ووقعت المعجزة، انتقل الجيش من الغرب إلى الشرق، بادر العرب إلى العروة الوثقى، ذُهل الأصدقاء والأعداء، استرد المواطن عهود مجده وكبريائه، سارت مصر من عصر إلى عصر، ومن عهدٍ إلى عهد، ومن موتٍ إلى خلود، أيها الزعيم، لقد وفرت السلاح، ولعلمك بأن الإنسان لا يحارب بالسلاح وحده، سلّحت شعبك قبل ذلك بالقانون والديمقراطية والحوار الحر، فإلى الأمام، ومهما تكن العواقب فقد رُدت إلينا الروح والعصر والمستقبل». وسوف نوالى إعادة نشر بقية المقالات التى كتبها أديبنا الروائى العظيم الأسابيع القادمة. سينما أكتوبر التسجيلية تتفوق على الروائية ! رصد الناقد الراحل الكبير سمير فريد فى كتاب «حرب أكتوبر فى السينما» الدورالذى لعبته أفلام الحرب الروائية وأفلام السينما التسجيلية التى وثقت انتصارات حرب 6 أكتوبر، ويؤكد سمير فريد فى كتابه: أن ذروة الانفعال بالانتصارات التى تحققت فى الحرب، تم إنتاج عدد من روائع الأفلام التسجيلية ومنها: «جيوش الشمس» للمخرج شادى عبد السلام، و«أبطال من مصر» إخراج أحمد راشد، و«ثلاثية رفح» للمخرج حسام على، و«صائد الدبابات» للمخرج خيرى بشارة، و«مسافر إلى الشمال.. مسافر إلى الجنوب» للمخرج سمير عوف، وكلها من إنتاج وزارة الثقافة، ويستهل المخرج شادى عبد السلام فيلم «جيوش الشمس» برواية أحد الجنود عن لحظة عبور قناة السويس، واستعراض اللقطات لخط بارليف الذى دمرته جيوش الشمس المصرية.. وشاركت فى الفيلم نادية لطفى كضيف شرف فى شخصية ممرضة، ويتناول المخرج خيرى بشارة فى «صائد الدبابات» بطولة المقاتل البطل عبد العاطى الذى دمر 23 دبابة، بينما يتناول فيلم «نزرع المداخن.. نحصد العدو» حكاية المقاتل البطل سيد الحاصل على نجمة سيناء وهو فى القطار فى طريقه إلى أسرته، ويتناول فيلم «نهاية بارليف» للمخرج عبد القادر التلمسانى الدمار الذى ألحقته القوات الإسرائيلية بمدن القناة والدمار الذى ألحقته قواتنا بخط بارليف، ويتطرق سمير فريد إلى فيلم «الانطلاق» الذى أخرجه يوسف شاهين وفيلم «أهداف استراتيجية» للمخرج فيصل الباسرى الذى يفضح أكاذيب إسرائيل المُعتادة، وفيلم «القتلة» لوديع يوسف، الذى يتضمن حواراً مع طيار إسرائيلى شاب سرعان ما يتبين أنه من ضحايا المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، وفيلم «لعب أطفالنا الجديدة» الذى يصور أطفالاً من دمشق يلعبون ببقايا الطائرات المتساقطة، وينتهى بهتاف طفل يكتب على الحطام «يعيش صاروخ سام.. يسقط العم سام»، ويتناول أيضاً فيلم «فى 6 ساعات» للمخرج خليل شوقى، وفيلم «الإرادة» للمخرج نبيل البيه. وتناول سمير فريد فى كتابه الفيلم الإسرائيلى التسجيلى الطويل «الأراضى الموعودة»، للمخرجة الأمريكية سوزان سونتاج التى شاركت به فى مهرجان كان 1974، منوهاً بضرورة وجود أفلام تعرض وجهة النظر المصرية فى مواجهة هذا الفيلم، وفضح مخططات السينما الصهيونية لاختيار يوم 6 يونيو موعداً للعرض الأول للفيلم، والثناء الذى وجهه المخرج الإيطالى روبرتو روسللينى للفيلم ومخرجته، وقال سمير فريد بأسى: «هذا هو من فتحنا له صدورنا وخزائننا وانقلب إلى جندى فى صفوف الصهيونية!». من «حرب أكتوبر فى السينما» انتصارات أكتوبر فى مرآة الصحافة العالمية كان من المُتوقع أن تنحاز الصحف الأمريكية والغربية للعدو الإسرائيلى فى نقل أخبار الحرب على اعتبار أنها لن تكون محايدة فى نقل الوقائع للقارئ، وصدقت التوقعات فى الأيام الأولى من الحرب، لكن تلك الصحف وجدت نفسها مضطرة لنقل الحقائق بعد العبور العظيم والهزائم المتلاحقة التى كبدت العدو خسائر كبيرة قهرت أسطورة الجيش الذى لا يُهزم، وتلك جولة سريعة فيما قالته بعض تلك الصحف: قالت صحيفة «التليجراف» البريطانية: «نظرية الحدود التى بنتها إسرائيل منذ سنين بغرض التوسع انهارت تماماً، وتحطمت الأسطورة الإسرائيلية»، أما صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية فوصفت الجنود المصريين بالشجعان وأكدت فى عناوينها وتقاريرها أنهم خاضوا المعارك بكفاءة وتنظيم وشجاعة، وقالت إن جنودنا حققوا نصراً تحطمت معه أوهام الإسرائيليين بأن العرب لا يصلحون للحرب»! وأبرزت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية انتصارات الجيش المصرى قائلة: «حرب أكتوبر غيرت الخريطة السياسية لإسرائيل ومصر على حد السواء»، وقالت: إن هذه الحرب سيكون لها تداعيات كبيرة على مجرى الصراع العربى - الإسرائيلى فى الشرق الأوسط، كما وجهت الضوء على الفشل الاستخباراتى الإسرائيلى». وقالت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية: «المصريون يقاتلون ببسالة ليس لها مثيل، وينتاب الإسرائيليين إحساس عام بالاكتئاب بسبب خسارتهم للحرب، وتشير الدلائل إلى أن الإسرائيليين كانوا يتقهقرون على طول الخط أمام القوات المصرية المتقدمة». وقالت صحيفة «ديلى ميل» البريطانية: «القوات المصرية أمسكت بالقيادة الإسرائيلية وهى عارية، كان الرأى العام الإسرائيلى قائماً على الاعتقاد بأن أجهزة مخابراته هى الأكفأ، وأن جيشه هو الأقوى والآن يريد الرأى العام فى إسرائيل أن يعرف ما الذى حدث بالضبط». ونشرت مجلة «ذا إيكونوميست» الأمريكية تقريراً وصفت فيه حرب أكتوبر بأعظم انتصارٍ للعرب، من خلال أكبر هجوم يشنه جيش منذ الغزو الأمريكى للهند الصينية عام 1950». وقالت صحيفة «لومانتيه» الفرنسية: «الكفاح الذى يخوضه العرب ضد إسرائيل كفاح عادل، العرب يقاتلون دفاعاً عن حقوقهم، وإذا حارب المرء دفاعاً عن أرضه ضد معتدٍ فإنه يخوض حرباً تحريرية، أما الحرب من أجل الاستمرار فى احتلال أرض الغير فإنها عدوان سافر». وأشارت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية إلى الانتصارات التى تحققها الجيوش العربية قائلة : «الشعور السائد فى إسرائيل اليوم يتميز بالحزن والاكتئاب، كما أن عدد أسرى الحرب العائدين من مصر، كان أكثر مما كان مُتوقعاً، الأمر الذى يعنى وقوع الكثير من القتلى». وأشادت صحيفة «الأوبزرفر» البريطانية بجنودنا البواسل قائلة: «لقد واجه الإسرائيليون خصماً يتفوق عليهم فى كل شيء ومستعد لحرب استنزاف طويلة، لقد واجهت إسرائيل خصماً هو الأفضل تدريباً والأمهر قيادة».