تاريخ طويل من الاغتيالات نفذته تل أبيب لقادة المقاومة من الفلسطينيين واللبنانيين بهدف القضاء عليهم هل ستتوقف إسرائيل عن اغتيال قادة حزب الله اللبنانى ومنظمة حماس؟ أو بمعنى آخر.. هل تتوقف عن اغتيال معارضيها؟ فى رأيى أن زعيم حزب الله فى لبنان حسن نصر الله لن يكون الأخير، فقد اغتالت من قبل عباس الموسوى الزعيم السابق لحزب الله فى 16 فبراير عام 1992 فى ضربة جوية أيضا. تاريخ طويل من الاغتيالات نفذته تل أبيب لقادة المقاومة من الفلسطينيين واللبنانيين بهدف القضاء عليهم، ورغم ذلك لم تنته المقاومة ولم تسلم سلاحها ولم تنعم إسرائيل بالسلام والاستقرار. فى مساء 9 إبريل عام 1973 قامت القوات الخاصة الإسرائيلية عن طريق الزوارق المطاطية بالهجوم على الشواطئ اللبنانية فيما عرف وقتها ب»مجزرة فردان»، وتمكنت من اغتيال عدد من كبار قادة المقاومة الفلسطينية فى بيروت وصيدا. هاجمت عدة أهداف لمنظمة التحرير الفلسطينية فى بيروت وصيدا انتقاما لعملية ميونيخ خلال دورة الألعاب الأولمبية الصيفية 1972عندما احتجز فلسطينيون من منظمة أيلول الأسود الفريق الإسرائيلى فى ميونيخ بألمانيا وقتلوا عددا منهم. وصلت القوات الإسرائيلية إلى الشواطئ اللبنانية على متن زوارق سريعة انطلقت من زوارق الصواريخ البحرية. وكان عملاء الموساد ينتظرون القوات على الشواطئ بسيارات استأجروها فى اليوم السابق ثم ساعدوهم فى الوصول إلى أهدافهم ثم عادوا بعد ذلك إلى الشواطئ لإخراجهم. قُتل ثلاثة من كبار قادة منظمة التحرير الفلسطينية خلال العملية والذين فوجئوا فى منازلهم بالهجوم إلى جانب أعضاء آخرين فى منظمة التحرير الفلسطينية، كما قُتل عدد من رجال الأمن اللبنانيين وعدد من المدنيين بالإضافة إلى جنديين إسرائيليين. كانت إسرائيل قد حصلت على معلومات استخباراتية فى أكتوبر 1972عن عناوين منازل ثلاثة من كبار مسئولى منظمة التحرير الفلسطينية فى بيروت: محمد يوسف النجار «أبو يوسف» قائد عمليات أيلول الأسود وكان أيضاً من قدامى المحاربين فى منظمة التحرير الفلسطينية ورئيساً سابقاً لفروع فتح اللبنانية ورئيساً لجهاز المخابرات الداخلية لفتح، وكانت آخر مهامه رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية وأحد نواب ياسر عرفات والثالث فى قيادة فتح. وكمال عدوان رئيس عمليات منظمة التحرير الفلسطينية، المسئول عن الهجمات المسلحة ضد أهداف إسرائيلية. وكمال ناصر الناطق باسم منظمة التحرير الفلسطينية وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية. عاش أبو يوسف وعدوان وناصر بالقرب من بعضهم البعض فى مبنيين من سبعة طوابق فى منطقة شارع فردان الراقية غرب بيروت. وكانت هذه المبانى عبارة عن مساكن سكنية للعائلات البريطانية والإيطالية إلى جانب العائلات العربية. كان أبو يوسف يقطن فى أحد المبنيين وفى المبنى الثانى على الجانب الآخر من الشارع كان يقطن عدوان وناصر. زرع الموساد عميلة فى بيروت فى يناير 1973 لجمع المزيد من المعلومات الاستخبارية حتى يمكن التخطيط لعملية الاغتيال. والتى وصلت إلى لبنان تحت غطاء إجراء بحث لمسلسل تلفزيونى كانت تخطط لكتابته. واستأجرت شقة فى مبنى مقابل للمبنيين اللذين يعيش فيهما النجار وعدوان وناصر وصورت سراً مناطق الإنزال المحتملة والمبانى المستهدفة، كما سجلت بدقة نشاط الأشخاص الموجودين فى المباني، ورسمت خريطة كاملة للمبنى قبل الهجوم. ولا ننسى عملية اغتيال خليل الوزير «أبو جهاد» فى تونس يوم 16 أبريل 1988 حيث كان الوزير فى منزله بحى سيدى بوسعيد شمال شرق تونس العاصمة وكان يبلغ من العمر 52 عامًا. وكانت إسرائيل تتهم خليل الوزير بالمسئولية عن تخطيط أعمال عسكرية وفدائية ضدها كما برز نجمه كأحد المحركين للانتفاضة الفلسطينية الأولى. تاريخ طويل لن ينتهى من الاغتيالات ناهيكم عن عمليات أخرى كثيرة تمت بحق مناضلين فلسطينيين فى أوروبا خلال سنوات الثمانينيات.