قال الله سبحانه وتعالى «وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ» وهذا يعنى أنه كلام فيه سهولة ويسر فى التلاوة وفى الحفظ وفى الفهم وفى التطبيق والعمل به ونجد أول سورة يتضمنها القرآن الكريم سورة الفاتحة ولها أكثر من 20 اسما منها أم الكتاب والحمد والسبع مثانى والشافية إلخ وسميت بالفاتحة لافتتاح القرآن بها وأم الكتاب لأنها اشتملت على جميع مقاصد الدين والمثانى لأنه يعاد قولها فى كل ركعة بالصلاة ويقول النبى صلى الله عليه وسلم إنها الكافية لأنها تكفى عن غيرها ولايكفى عنها غيرها ويقول العالم عادل محمد خليل فى كتابه «تدبر القرآن» إن النبى صلى الله عليه وسلم قال إنها سورة من أعظم سور القرآن لما تحتويه، فهى كلمات ما أنزل فى التوراة مثلها ولا فى الإنجيل ولا فى الزبور والسورة بدأت بالحمد «الحمد لله رب العالمين» واختتمت بالدعاء «اهدنا الصراط المستقيم» والحمد لله إشارة إلى توحيد الألوهية والربوبية وجاء فيها «مالك يوم الدين» إشارة إلى الإيمان باليوم الآخر كما استوجبت السورة ضرورة الإكثار من الحمد، كما تضمنت أهم عملية من أعمال القلوب «الإخلاص» «إياك نعبد»، «والتوكيل»، «إياك نستعين». ونجد أن تكرار الحمد جاء لكثرة فضائله وأهميته فى حياة العبد وقيل إن أفضل عباد الله الحمادون وأحب الكلام إلى الله «سبحان الله وبحمده» وجاء أن الحمد هو لثبات النعمة على العبد وسبب زيادتها وآخر ما جاء فى السورة «اهدنا الصراط المستقيم» وهو مرتبط بأول سورة البقرة «هدى للمتقين..» وإلى سورة أخرى إذا كان فى العمر بقية.