أيام ويهل اليوم السابع من أكتوبر وندخل فى العام الثانى لمحرقة غزة التى أعقبت فى انطلاقة نيرانها عملية طوفان الأقصى التى نفذتها كتائب القسام الفلسطينية ضد المغتصبات الصهيونية غير الشرعية على أراض محتلة فى غلاف غزة. عام كامل، 365 يومًا، عناوينها الرئيسية كتبت فى الزمن بالنار والدم، عام من الدمار والخراب والمجازر الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية اقترفت فيه آلة العدوان الصهيونى الوحشى من الجرائم ما لم يعرف ويسجل التاريخ البشرى لها مثيلاً. عام انكشف فيه الغرب الشريك المباشر فى العدوان وافتضح فيه العرب بضعفهم وتعرت الإسلامية بتخاذلها، عام صدحت فيه عواصم الغرب بهتافات شعوب تعتنق الإنسانية نصرة للفلسطينيين وضجت فيه محافلها السياسية بما يشهد بأكذوبة الديمقراطية وتجاهل السياسة الدولية لمبادئ الإنسانية ولوظيفتها كمعبر عن رأى عام حر فى بلاد طالما صدعت رؤوس العالم بالحديث عن الحريات والتحضر. عام رأينا فيه التجسيد العملى لمبدأ مكونات محور المقاومة. عام أوشك على الانتهاء لكنه لم يتركنا دون أن يعلمنا جديدًا عن الحرب بعدما أتتنا مباغتة العدو، بنقلة لمشهد من الصورة التى ستكون عليها حروب المستقبل، هى عملية «البيجر» التى أتصور أن المقاومة التى اعتدنا جاهزيتها وضعتها محل دراسة، لتعييد تقييم عقول استخباراتها ولتتهيأ لما يمكن أن يكون قادمًا، والأهم لتملك القدرة على مقرعة العدو فى ساحات النزال التقنية والمستقبلية.