أثارت الأنباء التي ترددت أمس الإثنين 16 سبتمبر، حول تعيين "جدعون ساعر" زعيم حزب اليمين الوطني وزيراً للدفاع في الحكومة الحالية، وإقالة جالانت حالة من الجدل في الساحة السياسية في إسرائيل، لينقسم السياسيون بين مؤيدين ومعارضين للقرار المحتمل تنفيذه على أرض الواقع قريبًا. وأشارت صحيفة "معاريف" العبرية في تقرير لها إلي اتصال أجراه مقربون من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو برؤساء الائتلاف للتأكد من موافقتهم على الخطوة وموافقة رؤساء الائتلاف عليها لكن في المقابل، هاجمت المعارضة بشدة هذه الخطوة. اقرأ أيضا: مسؤول أمريكي: إقالة وزير الدفاع الإسرائيلي وسط الحرب "جنون" تصريحات الجانب المؤيد لإقالة جالانت وتعيين ساعر أعرب عضو الكنيست موشيه سعادة من حزب الليكود اليوم الثلاثاء 17 سبتمبر في مقابلة مع أودي سيجال وعنات دافيدوف على الراديو عن دعمه لإقالة جالانت وتعيين ساعر وقال في بداية المقابلة: " انتقد جالانت بشدة: "إنه متعب وغير كفء". وذكر أنه دعا إلى إقالته في السابق قائلًا: "لديه حاضر التراخي والفشل ويتقدم بشكل مستمر في التراجعات والانتكاسات بدلًا من القرارات والانتصارات إنني طلبت إقالة وزير الدفاع، والذي يجب أن يتم استبداله بوزير دفاع آخر يتحدى النظام، هذا الرجل متعب ويحتاج إلى العودة إلى منزله". وقال وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير انه منذ أشهر طويلة دعا نتنياهو إلى إقالة جالانت، مشيراً إلى ضرورة تحقيق الحسم في الجبهة الشمالية وأن جالانت ليس الشخص المناسب لقيادة ذلك، وذلك على خلفية رفض جالانت شن عملية عسكرية على لبنان لما سيكون لها تأثير سلبي على اتفاق تبادل الأسرى. وجهات نظر الجانب المعارض لإقالة جالانت وتعيين ساعر تحدث رئيس قسم العمليات في هيئة الأركان العامة السابق، اللواء المتقاعد يسرائيل زيف، اليوم الثلاثاء مع عنات دافيدوف وأودي سيجال: "هذا خطأ إنه أمر لا يجب فعله من حيث المبدأ وزير الدفاع الحالي على دراية كبيرة بالمجال وعاش الواقع، وتطور من تفاصيله الخاصة". ويمكن للوزير الجديد أن يخلق حالة من الانفصال أو العبء أو التدخل فعليًا نتيجة لانعدام الأمن أو عدم التفاهم عندما يأتي شخص ما ولا يمتلك المهارات، فإن ذلك يدل على انعدام الثقة في الحكومة بأكملها والجيش، إنه شرخ في نظام إدارة الحرب". وأصدرت هيئة عائلات الرهائن في تل أبيب بيانًا انتقدت فيه تعيين ساعر كوزير للدفاع، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تمثل تخليًا من قبل نتنياهو عن قضية الرهائن المحتجزين لدى حماس البيان يعكس المخاوف من أن التغييرات في القيادة العسكرية قد تؤثر سلبًا على جهود استعادة الرهائن. وذكر موقع أكسيوس الأمريكي نقلًا عن مسئول أمريكي، أنه من الجنون أن يقيل نتنياهو وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت وسط حرب تخوضها إسرائيل في غزة وأخرى محتملة في لبنان. وبات جالانت الشخصية الوحيدة التي تواجه نتنياهو وقراراته بشأن إدارة الحرب وقضايا أخرى وإن الخلاف بين نتنياهو وجالانت في الأساس هو "مسألة سياسية" وإنهم وسط منافسة بكل تأكيد، أن جالانت "يخطط لاستبدال نتنياهو في محاولة لإحراجه وجعله ضعيفا أمام العالم". ويحظى جالانت بشعبية واسعة منذ احتجاجات التعديلات القضائية وكذلك ثقة قيادة الجيش، فيما يرى بعض المحللين الإسرائيليين أن هذا يعرقل سيطرة نتنياهو على مجريات الأمور. ويعتبر جالانت الوزير الوحيد الذي خرج ضد التعديلات القضائية وصرح أمام العالم بأن ذلك يشكل خطرا على دولة إسرائيل، وبعد مرور 24 ساعة على تصريحاته آنذاك أقاله نتنياهو وتظاهر الإسرائيليون في جميع أنحاء البلاد بشكل غير مسبوق بمشاركة ما يقارب مليون متظاهر، وسميت "بليلة جالانت". وأعلنت حينها نقابة العمال في إسرائيل إضراب عام وتراجع نتنياهو عن قراره بإقالة جالانت ومنذ ذلك علاقة جالانت ونتنياهو توصف ب "السيئة" علما أن لجالانت قرارات ووجهات نظر "تعارض رئيس حكومته".