عملية بحث روتينية على شبكة الإنترنت عن تاريخ المواجهات العسكرية المصرية الصهيونية قادتنى إلى أحد الأفلام الوثائقة المهمة عن حرب أكتوبر 1973 هو فيلم الكيلو 10 الذى أعد السيناريو له الراحل العظيم سعد الدين وهبة وأخرجه حسين الطيب ويتناول أحد أول وأهم المعارك التى خاضها الجيش المصرى على محور شرق بورسعيد فى افتتاحية الحرب يوم 6 أكتوبر وتمكن خلالها من تدمير وإسقاط أقوى حصون خط بارليف التى كان يتباهى بها جيش العدوان الصهيونى والواقع فى المنطقة ما بين بورفؤاد ورمانة قبل الاستيلاء عليه وقتل 60 وأسر 26 من أزلام عصابات الجيش الوغد الذى لا يعرف غير مواجهة العزل. ومن الفيلم إلى عدة أفلام وثائقية أخرى تناولت المعارك التى قادها الجيش المصرى فى حرب أكتوبر ومن قبلها حرب الاستنزاف التى أطلقتها مصر على جبهة سيناء مباشرة بعد توقف القتال إثر هزيمة يونيو 1967 وواصلتها حتى 1970. وقدر سعادتى بمشاهدة هذه الأفلام المهمة التى تسجل لحظات فاصلة حاسمة عن أمجد ملاحمنا الوطنية، قدر حزنى على الحال الذى آلت إليه هذه الأفلام التى على ما يبدو أهملت فى ظروف تخزين غير ملائمة حتى صارت بفعل الزمن أقرب إلى المشوهة والمطموسة غير المؤهلة للعرض العام لصعوبة مشاهدتها. وإلى من بيدهم أمر السينما فى مصر من المسئولين عن الثقافة والفنون أقول إن الأفلام الوثائقية كلها التى أنتجت وأبدعها مصريون من أساطين فن السينما عبر تاريخه الطويل فى بلدنا وليس فقط الأفلام الروائية التجارية تحتاج إلى عملية واسعة ومحترفة للترميم لإعادة تأهيلها للعرض، فالحقيقة أن بين يدينا وفى مخازننا ثروة لا تقدر بثمن فى صورة نيجاتيف لأفلام تحفظ تاريخ مصر والكثير من تفاصيل الحياة على أرضها فى أكثر من 100 عام.. وهى أفلام تتعرض إلى كل شيء تقريبًا الأرض والناس وحتى الحياة البرية والسماء كيف كانت وكانوا وكيف تغيروا وإلى ماذا صاروا، بالأقل حتى تعرف الأجيال الجديدة.