عقد المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام برئاسة الكاتب الصحفى كرم جبر جلسة العمل الأولى الخاصة بمبادرة «التنظيم الذاتى للإعلام»، بحضور المستشار ياسر المعبدى أمين عام المجلس والخبير الإعلامى الدكتور ياسر عبد العزيز، وعدد من أعضاء المجلس والمتخصصين فى مجال الإعلام وأساتذة الجامعات وقيادات العمل الإعلامى فى مصر. ناقش الحضور فى الاجتماع عددًا من القضايا التى تتعلق بالبرامج الحوارية، والإعلام الرياضي، والأنشطة الإعلانية، والتحديات التكنولوجية فى مجال العمل الإعلامي، وخصوصًا ما يتعلق باستخدامات الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى تعزيز التعاون بين كليات الإعلام ووسائل الإعلام المختلفة. فى بداية اللقاء أكد الكاتب الصحفى كرم جبر أهمية عقد مثل تلك اللقاءات لمناقشة التحديات التى تواجه صناعة الإعلام فى مصر، مضيفًا: أن الإعلام المصرى حقق نجاحاتٍ مشهوداً لها خلال الفترة الأخيرة. وأضاف: أن هناك رواجًا كبيرًا فى الإعلام المصرى خصوصًا مع زيادة عدد القنوات الفضائية ذات التأثير خلال الفترة الماضية، وكذلك الدماء الشابة التى تم ضخها فى القنوات، مشيرًا إلى أن هناك تحديات كبيرة تواجه وسائل الإعلام ومنها وسائل الإعلام الحديثة أو السوشيال ميديا وكذلك الثورة التكنولوجية التى يشهدها العالم والذكاء الاصطناعي. وأشار رئيس «الأعلى للإعلام»، إلى ضرورة إيجاد سبل للتعاون بين كليات الإعلام ووسائل الإعلام، مضيفًا: أن هناك إشكالية فى غاية الأهمية، تكمن فى ظهور بعض الشخصيات على الهواء بزعم أنهم متخصصون فى القطاعات المختلفة المهمة كالطبية أو القانونية دون التأكد من هويتهم، مما يؤدى الى نشر آراء غير علمية تسهم فى تضليل المشاهد، متسائلًا: « لماذا تسمح القنوات باستضافة هؤلاء الشخصيات دون التأكد من هويتهم ومؤهلهم العلمى للحديث فى القضايا الشائكة وإبداء آرائهم التى تؤثر فى الرأى العام».. وقال جبر: إننا على استعداد لإصدار كود لضبط ظهور غير المتخصصين فى الشئون الطبية والدينية والقانونية، وملاحقة كل من يخالف ذلك، من أجل ضبط المشهد الإعلامي، لكن لا بد من توافق أصحاب القنوات على هذه المبادئ والعمل معا على تنفيذها، مشيرًا إلى أن هناك كيانات وطنية مهمة تتولى مهمة كبرى وهى تدريب الإعلاميين وتأتى فى مقدمتها: الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية والأكاديمية الوطنية للتدريب. من جانبه أكد د. ياسر عبدالعزيز، الخبير الإعلامي، أن صناعة الإعلام فى مصر تمر بفترة فارقة، وأنها فى حاجة ماسة إلى تعزيز قدرات «التنظيم الذاتي»، التى تنطلق من تفعيل أدوار أطراف الصناعة لضبط الأداء.. بينما أشار النائب د. محمود مسلم، رئيس لجنة الثقافة والإعلام بمجلس الشيوخ، إلى أن السبب الرئيسى فى التعصب الكروى هى المنصات وليست وسائل الإعلام، حيث يخرج عليها البعض يبثون عليها أفكارًا واتجاهاتٍ سلوكية غير سليمة، مضيفًا أنه يجب على مذيعى «التوك شو» عدم تحويل البرامج لبث أفكارهم الخاصة.. وطالب د. محمد الباز، رئيس مجلسى إدارة وتحرير «الدستور»، بضرورة تشكيل لجان لإعداد ملفات ورصد دقيق جدًا حول مشاكل الإعلام، بحيث يسبق ذلك انعقاد المناقشات الخاصة بتنظيم الإعلام، قائلًا: «عندنا مشاكل مع المصادر اللى مش بترد ولا بتتكلم .. واللى شغالين فى الإعلام تقع على كاهلهم ضغوط كبيرة». فيما أوضحت د. درية شرف الدين، رئيس لجنة الثقافة والإعلام والسياحة والآثار بمجلس النواب، ضرورة الاهتمام ببرامج الأطفال والشباب والبرامج الثقافية، مشيرة إلى أنه آن الأوان ليكون هناك اهتمام خاص بالقنوات المتخصصة والإقليمية، كذلك ضرورة سرعة إصدار قانون حرية تداول المعلومات. فيما أشار خالد مرسي، رئيس التطوير بالتليفزيون المصري، إلى ضرورة تدريب جميع العاملين فى الوسط الإعلامي، ولكن أولًا يجب تأهيل من يقوم بالتدريب لأن من يدرب يحتاج إلى تدريب.