عدوان همجى وإبادة جماعية بحق أهلنا فى قطاع غزة كانت العنوان الأبرز لعشرة أشهر مشتعلة فى منطقة لم تعد تعرف معنى الهدوء. لكن التصعيد الإسرائيلى الأخير مع اغتيال القائد العسكرى الكبير فى حزب الله فؤاد شكر فى الضاحية الجنوبية بالعاصمة اللبنانيةبيروت ثم بعد ساعات اغتيال رئيس المكتب السياسى لحركة حماس إسماعيل هنية فى قلب العاصمة الإيرانيةطهران دفع المنطقة إلى حافة الهاوية. وأصبحت المحطة التالية للصراع هى كل ما يشغل بال المواطنين والخبراء على حد سواء ما بين المخاوف من استمرار التصعيد وانزلاق المنطقة إلى حرب شاملة، وبين الآمال فى أن تكون التوترات قد بلغت ذروتها بما يفتح الباب أمام تهدئة محتملة بعد إدراك الجميع أن اتساع نطاق الحرب لم يعد فى مصلحة أحد. وفى الوقت الذى تصر فيه إيران على رد قاس ومكلف لإسرائيل التى ألحقت الضرر بسمعتها بعد الاختراق الأمنى الذى مكنها من اغتيال هنية على أراضيها وفى قلب مجمع تابع للحرس الثورى، يراهن البعض على أن رد طهران سيأتى رمزياً مماثلاً لما حدث فى ابريل الماضى بعد استهداف قنصليتها فى دمشق. ولأن الملفات تتقاطع وتتداخل فإن رد إيران لا ينفصل عن محادثات وقف إطلاق النار التى أعادها اغتيال هنية إلى دائرة الضوء. ورغم الحديث عن تعقد الموقف بعد استهداف رئيس المكتب السياسى لحماس الذى كان جزءًا من المفاوضات ورغم إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو على لهجته الاستفزازية الرافضة لوقف الحرب إلا أن البيان الثلاثى المصرى القطرى الأمريكى الذى دعا إلى مفاوضات جديدة الخميس القادم أحيا الآمال بإمكانية انتهاء الوضع المأساوى فى غزة خاصة بعد تلميح تقارير غربية إلى أن يحيى السنوار ربما يكون أكثر مرونة من سلفه هنية وأن إيران ربما تقبل بالتراجع عن الرد فى إطار صفقة تسوية شاملة للمنطقة. ومع ذلك، تبقى المخاوف من أن يكون غلق جبهة غزة مجرد حيلة إسرائيلية لفتح جبهة جديدة فى لبنان.. وتبقى المنطقة تتأرجح بين التهدئة والتصعيد.