فى قلب الدلتا، حيث يلتقى النيل بالأراضى الزراعية الخصبة، تكمن كارثة تهدد مستقبل مصر، نبات غريب، جاء من بعيد ليزين قصرًا، ثم تحول إلى عدو لدود يهدد الحياة والموارد المائية. إنه ورد النيل، الغزو الأخضر الذى يهدد أمن مصر المائى.. يستهلك كل نبات من نباتات ورد النيل حوالى لتر ماء يوميًا، مما يعنى أن ملايين الأطنان من المياه العذبة تضيع هباءً كل عام، هذا الهدر المائى يمثل تهديدًا خطيرًا لأمن مصر المائى، خاصة فى ظل التغيرات المناخية وتناقص حصة مصر من مياه النيل.. «الأخبار» بدأت رحلة الرصد؟ كيف دخل هذا السرطان المائى إلى مصر؟ وكيف بدأت تروضه ومعالجته والاستفادة منه؟ اقرأأ يضا| وزير الزراعة يتفقد الحقول الإرشادية لنظم الري الحديث بالطاقة الشمسية لص النهر الخالد يتحول لحرف تراثية تغزو الأسواق العالمية البداية كانت من قصر محمد على باشا وبقرار خاطئ أحضره من بيئته الطبيعية بحوض الأمازون، بأمريكا الجنوبية ليزين به نافورة القصر الملكى. ولكن سرعان ما تحول جمال زهرة ورد النيل إلى نقمة وأصبح هناك نمو سريع جداً لدرجة أنه غطى النافورة الملكية بأكملها، وقطعه خدام القصر ثم ألقوه فى مجرى النيل ليتحول مع الأيام إلى كارثة بيئية واقتصادية يدفع ثمنها الشعب المصرى حتى الآن. فهذا النبات الذى أطلق عليه فيما بعد اسم «ورد النيل» هو أحد المعوقات الحقيقية لاستهلاك المياه وأيضًا تقليل رفع كفاءة الثروة السمكية بمجرى النيل وخاصة بعد بناء السد العالى، حيث كانت الفيضانات التى تضرب مصر قبل بناء السد العالى، تساعد إلى حد ما فى التخلص من كميات كبيرة من كتل تجمعات «ورد النيل» خاصة أنها كانت ترمى بها على ضفاف النيل لأنه من النباتات الطافية، إلا أن الوضع اختلف بعد بناء السد العالى لأنه دفع بالاستقرار البيئى لتجمعات تلك النبتة. «ورد النيل» هو العدو الأول لوزارة الموارد المائية والرى خاصة على مدار ال 50 عاماً الماضية، لأنه يستهلك ميزانية ضخمة بسبب تكاليف الطرق الميكانيكية للتدخل لإزالة تجمعات ورد النيل من مجارى الترع والنيل لأن التخلص من النبات الطافى لا يعنى أنه تم التخلص منه نهائيًا لأنه يترك بذورًا فى قاع النيل ومجارى الترع، تبدأ دورة حياة جديدة فى مدة أقل من أسبوعين، لأن النبات قادر على تجديد نفسه بعدة طرق تكاثر مثل التبرعم والتجزؤ أو التقطيع بالإضافة إلى تكاثره بواسطة البذور. فنبات «ورد النيل» لديه القدرة على تغطية 50٪ من مسطح ترعة فى أقل من شهر، حيث تساعد قلة سرعة حركة المياه فى توفير بيئة أفضل للنمو السريع لنبات ورد النيل، وإذا ترك لمدة أكثر قد يلتهم مياه الترعة بأكملها، خاصة أن كل نبات من ورد النيل يستهلك لتر مياه يومياً، ولهذا يقدر حجم الماء المفقود سنويا ب(3.0 مليار متر مكعب) من حصة مصر ذات ال 55.5 مليار متر مكعب. ولصعوبة التعامل مع ورد النيل الذى سد المجرى المائى بشكل شبه كامل، وانتشر بأعداد تصل للمليارات فى نهر النيل طرح الدكتور هانى سويلم، وزير الموارد المائية والرى. فكرة تحويل نبات ورد النيل إلى منتجات بعد إعادة تدويره والاستفادة منه فى الصناعات اليدوية لتحويل ورد النيل إلى منتج صديق للبيئة، واستخدامه كوسيلة لخلق قيمة اقتصادية واستخدامه فى الصناعات اليدوية المفيدة، مؤكدًا أن مقترحه للحل يمثل قيمة اقتصادية لاستخدام ورد النيل، وتم تطبيق الفكرة على الأرض بعد عقد دورات تدريبية فى مركز التدريب الاقليمى التابع للوزارة وفروعه فى المحافظات.. وأضاف وزير الرى، أن مركز التدريب الإقليمى التابع لوزارة الموارد المائية والرى استفاد من الخبرات الآسيوية فى الصناعات اليدوية لتحويل ورد النيل إلى منتج صديق للبيئة.. وأوضح أن المركز درب مجموعات مختلفة من السيدات فى القرى على هذه الصناعة اليدوية المفيدة، بالإضافة إلى خلق فرص عمل، والاهتمام بالمرأة، وزيادة دخل هذه الأسر.. وأشار إلى أن صناعة المنتجات اليدوية من ورد النيل تخلق فرص عمل للمرأة وزيادة دخل للأسر، ويهدف بشكل رئيسى فى المساهمة بقدر ما فى حل إحدى المشكلات، وهى تكاثر ورد النيل. وقود وسماد عضوى وأعلاف من العشب المركز القومى للبحوث المائية نجح فى إنتاج الغاز الحيوى المستخدم فى جميع الأغراض التنموية والمنزلية من المخلفات العضوية (ورد النيل والنباتات المائية وروث الماشية) من خلال تقنية بسيطة نسبياً وملائمة لظروف ريفنا المصرى فى معظم الحالات، لتلبية المتطلبات الأساسية من الطاقة.. وقال د.شريف محمدى رئيس المركز القومى لبحوث المياه إن نبات ورد النيل يعتبر مصدر إزعاج ووباء نظراً لسرعة نموه وانتشاره بشكل مكثف فى المجارى المائية وإزالته بطرق المكافحة المختلفة وعدم تركه على جسور المجارى المائية أمر بالغ الأهمية حتى لا تتجدد الإصابة مرة أخرى بسقوط النبات أو بذوره فى الماء.. وأوضح رئيس المركز القومى لبحوث المياه، أن هناك عدة تطبيقات بحثية مختلفة أثبتت نجاحها حتى الآن على النطاق البحثى والتجريبى ذلك للاستفادة من نبات ورد النيل، فى مجالات مختلفة أبرزها تحويل نبات ورد النيل إلى غاز حيوى (بيوجاز)، من خلال استفادة المزارعين القائمين بجوار المجرى المائى من نبات ورد النيل فى إنتاج البيوجاز عن طريق نشر فكر تحويل نبات ورد النيل المزال من المجرى المائى والذى يتم تشوينه على جوانبه بإضافته مع الروث للاستفادة منه فى إنتاج الغاز الحيوى (البيوجاز) وبالتالى تقليل تكاليف النقل والتشوين وضمان عدم رجوع النبات للمجرى المائى مرة أخرى فى حالة تركه على جسور المجرى المائى. وأضاف الدكتور شريف محمدى، أنه يمكن استخدام ورد النيل لإنتاج الأسمدة العضوية من خلال قيام المزارعين المتواجدين بجوار المجرى المائى بجمع نبات ورد النيل من المجرى المائى واستخدامه ضمن مكونات صناعة السماد العضوى. وأكد أنه يمكن الاستفادة من ورد النيل فى تغذية الحيوان بإدخاله ضمن مكونات الأعلاف مع عمل الاختبارات اللازمة لضمان سلامة وكفاءة التغذية بالعلف، مع إمكانية استخدام ورد النيل فى إنتاج الأخشاب والورق فى مشروعات التنمية الصغيرة وذلك بعد تجربته وثبات نجاحه وجدواه الاقتصادية، وكذلك يمكن استخدامه فى إنتاج وقود صلب كطاقة جديدة ومتجددة. مركبة جديدة لتطهير الترع تولى وزارة الموارد المائية والرى حالياً أهمية لدراسة إيجاد آلية للاستفادة من نبات ورد النيل واستغلاله اقتصادياً بما يشجع المزارعين نحو تجميعه للاستفادة منه. أعلنت وزارة الموارد المائية والرى أنه تم التعاون مع إحدى الجامعات المصرية لدراسة تحويل النباتات فى المجارى المائية، وبخاصة ورد النيل، إلى «كمبوست زراعى»، لخلق عائد اقتصادى لهذه النباتات، ما يسهل التخلص منها ويخفض من العبء الملقى على خزانة الدولة. وأشارت الوزارة إلى أن مركز التدريب الإقليمى، التابع للوزارة حالياً وبالاستعانة بالخبرات الآسيوية، ينظم دورات تدريبية للحرف اليدوية لاستخدام ورد النيل وغيره من النباتات لإنتاج منتجات طبيعية ذات عائد اقتصادى. وأضافت أنها ترحب بأى دراسات علمية أو تعاون بحثى فى هذا الشأن مع الجامعات والمراكز البحثية، خاصة لإيجاد طرق مبتكرة للتخلص الآمن من هذه النباتات (مثل الطرق البيولوجية) دون تأثير على التوازن البيئى وكذلك إيجاد المزيد من الاستخدامات الاقتصادية.. وأضافت أنه جارٍ الدفع بالمعدات اللازمة لإزالة أى تجمعات من النباتات، فيما تواصل أجهزة قطاع حماية وتطوير نهر النيل متابعة المجرى المائى للنهر لرصد أية تجمعات جديدة قد تظهر وإزالتها على الفور، وهو ضمن المهام اليومية لقطاع حمايه نهر النيل وفرعيه بالوزارة. وأشار د. هانى سويلم وزير الرى أنه تم مناقشة مقترحات تطوير منظومة صيانة المجارى المائية، وفكرة مقترح لتنفيذ مركبة برمائية متعددة الاستخدامات لتطهير الترع والمصارف للتخلص من ورد النيل والحشائش المائية. وشدد وزير الرى على حرصه على تطوير منظومة الصيانة الوقائية بالوزارة لتمكينها من التعامل الاستباقى لتجنب حدوث المشاكل والأزمات، مع تفعيل دور الإدارة المركزية لصيانة المجارى المائية فى مجال تطهير الترع. وأكد أن تصميم وتنفيذ مركبة برمائية على جنزير مطاط تستخدم فى حصاد ورد النيل وعصره للتخلص من السوائل ثم ضغطه لخفض وزنه وحجمه بدلًا من حصاد النبات بمحتواه من المياه، مع إمكانية تركيب شفرات مختلفة للتعامل مع مختلف أنواع الحشائش والمخلفات، مع تصميم المركبة بما يحقق سهولة تحركها عبر الترع والمصارف. وأكد وزير الرى على ضرورة أن يراعى تصميم المركبة إمكانية تطهير الترع المبطنة وغير المبطنة والمصارف بدون التأثير سلبًا على الجسور كحل بديل أكثر فاعلية وأقل تكلفة من معدات التطهير الميكانيكى والتى قد تؤثر على جسور الترع والمصارف أثناء أعمال التطهيرات، ومراعاة أن تكون المعدة مناسبة للترع والمصارف ذات عرض قاع متنوع واحد متر فأعلى. وشدد على أهمية أن تكون أقل تأثيراً على بنية الجسور والطرق، ولها القدرة على التحرك على ميول جسور الترع والمصارف بسهولة لتسهيل أعمال التطهيرات بكامل طول المجرى المائى، لحماية المجارى المائية والترع. ووجّه الوزير بعمل صاولات فاصلة فى المواقع التى يتواجد بها ورد النيل، ومتابعة زراعات الأرز المخالفة والتعامل الفورى معها لتأثيرها السلبى الشديد على عملية توزيع المياه.. وقال الوزير إنه التقى أمناء الروابط على مستوى المراكز والمحافظة المنتخبين حديثًا تفعيلًا لقانون الموارد المائية والرى ولائحته التنفيذية، واستمع لمقترحاتهم، مؤكدًا على دعمه الكامل للروابط لتنفيذ أنشطتها وتحقيق أهدافها لدورها المهم فى التعامل مع تحدى تفتت الملكية الزراعية والتعاون بين المزارعين لتطهير المساقى الخصوصية، مشيرًا إلى أهمية النقاش مع المنتفعين لتحسين إدارة المنظومة المائية وحل شكاوى المنتفعين، وموجهًا بسرعة التعامل مع الطلبات المقدمة من الروابط على الترع.. وقال إن الوزارة تقوم بجهود كبيرة لمواجهة انتشار نبات ورد النيل بكافة المجارى المائية «نهر النيل» الترع والرياحات والمصارف، وذلك من خلال ما يعرف بالمقاومة الميكانيكية لنبات ورد النيل والحشائش المائية بأنواعها من خلال عقود التطهيرات ونزع الحشائش وورد النيل من المجارى المائية السنوية باستخدام المعدات الميكانيكية من حفارات وصنادل، حيث يتم تجميع كميات الحشائش خارج المجرى المائى والتخلص منها. وأشار إلى أن أعمال التطهيرات ونزع الحشائش ومقاومة ورد النيل تتواصل على امتداد مجرى النهر، وقال إنه يتم استخدام المعدات الميكانيكية من حفارات وخلافه المملوكة للوزارة فى تجميع ورد النيل خارج المجرى المائى، فيما يعرف بالتشغيل الذاتى للاستفادة من هذه المعدات وتقليل التكلفة. وأضاف أنه تم التوسع فى عمل نطاقات الحماية والصاولات للحد من انتشار ورد النيل وانتقاله من مجرى لآخر، فضلاً عن سهولة تجميعه خارج المجرى المائى. أصابع سحرية تقاوم الغازى| استلهام التجربة الإندونيسية فى التعامل معه مشغولات يدوية وقطع فنية متنوعة تدهشك ببساطتها وجمالها أبدعتها أيادى السيدات فى مركز التدريب الإقليمى التابع لوزارة الرى بالسادس من أكتوبر، يصنعن منتجات فنية متنوعة من نبات ورد النيل.. السيدات يبدعن فى المشغولات اليدوية بأيديهن، حولن نباتًا متواضعًا يمثل عبئا على الدولة إلى كنز ثمين يوفر ملايين الجنيهات من تكاليف التخلص منه، مجموعة من المتدربات استطعن أن يحولن ورد النيل إلى منتجات فنية فريدة ليكتشفن الجمال الخفى فى ورد النيل. التقت «الأخبار» عددا من المتدربات وأيضا المدرب الخاص بهن لمعرفة تجربتهن فى استخدام ورد النيل وتحويله لمنتجات متميزة وفريدة. البداية كانت مع أحمد أبو الشيخ، المدرب الذى احترف صناعة المشغولات اليدوية من «ورد النيل»، فبعد أن حصل على منحة من السفارة الإندونيسية للسفر إلى جاكرتا من أجل التدريب على كيفية إعادة تدوير ورد النيل وإدخال مراحل تصنيع متعددة لصنع منتجات ذات عائد اقتصادى. وأوضح أبو الشيخ أن التدريب كان عبارة عن طرق تجفيف ورد النيل ثم وضعه فى حزم وبدء استخدامه فى تصنيع مشغولات يدوية مثل الحقائب والأحذية والسجاد أيضا، ومنتجات متعددة، مضيفاً أن أثناء التدريب اكتشف أن أكثر من 40 ألف أسرة إندونيسية تمتهن هذه الصناعة من ورد النيل فقط ويصدرون لكثيرٍ من الدول والولايات المتحدة خاصة يتم تصدير منتجات ورد النيل الإندونيسى لأكثر من 16 ولاية أمريكية. وأشار إلى أن مصر تعانى من انتشار «ورد النيل»، وبالتالى تحويله لمنتجات من الممكن أن تدر عائداً اقتصادياً للأسر إذا تغير ثقافة المواطن بضرورة الاستفادة من هذا النبات وليس إحراقه، وبالتالى التصنيع هو ميزة تحل مشكلة بيئية أيضًا. وأكد أن تكلفة خامات هذا النبات تكاد تكون لا تذكر ونستطيع أن نصع منها الكثير من المنتجات، فهو سهل التشكيل والتدريب المستمر للأسر يزيد من سرعة نشر ثقافة إعادة تدوير ورد النيل، موضحاً أن الفروقات بين المتدربين تكمن فى مدى سرعة استجابة وإبداع كل شخص عن الآخر. وأكد أن مبادرة وزارة الرى، باستغلال هذا النبات من أفضل المبادرات، خاصة أن قررت التعاقد على شراء هذا النبات بعد تجفيفه بقيمة 20 ألف جنيه للطن، كما أنها ساعدت المتدربين فى المشاركة فى الكثير من المعارض أبرزها ديارنا وتراثنا وأيضا عدد من معارض المشغولات اليدوية. تحدث بعد ذلك مع المتدربات فى برنامج التدريب المصرى للاستخدام الآمن لورد النيل وقالت إلهام طه، إحدى المتدربات فى تحويل ورد النيل لمشغولات يدوية، إنها تعمل أخصائية تخاطب، واكتشفت هذا البرنامج التدريبى بالصدفة بعد معرفة المنتجات الكثيرة التى يمكن صنعها من ورد النيل. وأوضحت إلهام، أن فكرة التصنيع اليدوى لورد النيل جديدة وبعدما تمكنت من صنع حذاء منه تشجعت كثيراً وبالتدريب المكثف تمكنت من صنع علبة للمناديل، والتكلفة تكاد تكون منعدمة فى توفير ورد النيل لأن وزارة الرى هى من توفر حتى الآن لنا الخامات، ثم يبدأ الشغل اليدوى، ويقوم المدرب بتعليمنا بالتعامل مع أعمدة ورد النيل، وكيفية تشكيلها للشكل الذى نرغب بصناعته. وأكدت أن هذا التدريب يؤهلنا لعمل مشروع يدر لنا ربحاً قد يكون بسيطاً فى البداية لكنها تتوقع له النجاح الكبير خاصة مع توافر ورد النيل بكثرة.. أما هيام عبد الصادق، موظفة فى إحدى شركات الملابس، تصف تجربتها فى صناعة إحدى الأحذية من ورد النيل، بالفريدة لأنها لم تر طوال حياتها مشغولات يدوية من هذا النبات، وشبهته بالمنتجات المصنوعة من الجريد، وأنه يختلف عنها بسهولة التشكيل نظراً لأنه يتسم ب«الليونة».. وأوضحت أنه على مدار 4 أيام تتدرب على يد خبير فى صناعة المشغولات اليدوية والذى تدرب فى إندونيسيا، وتمكنت من صنع العديد من المنتجات، وأهدتها لأقاربها الذين انبهروا بها.. وانتقلنا بعد ذلك إلى عبير حامد رفاعى، متدربة بالمركز، التى تمسك ورد النيل بيديها وشاكوشا صغيرا لتركز بدقة لتشكيله من أجل صناعة حذاء صديق للبيئة كل المواد المستخدمة به مواد طبيعية، وأدخلت الكروشيه لإضفاء لمسة جمالية للحذاء، وتبدأ حديثها عن ورد النيل، بأنها تمكنت من صناعة منتجات بسيطة ولم تكلفها شيئا بسبب انخفاض سعره، كما أن الوزارة أصبحت توفره للكثير من المتدربين لتجفيفه لنتمكن من استخدامه. وأوضحت أنها تمكنت من صناعة علب لمناديل الورق وبراويز للصور وأطباق وأحذية وصنعت مفارش وسجادا يدوى الصنع، موضحة أن هناك ميزة إضافية لهذا النبات أيضا أنه لا يوجد هدر كبير عند تصنيعه. وقالت أحلام إدريس، متدربة، إنها رغبت فى تنمية موهبة تفيدها قبل خروجها على المعاش، وانضمت للبرنامج التدريبى لصناعة مشغولات يدوية من «ورد النيل»، وتمكنت من صناعة مفارش وسجاد مشيرة إلى أن الميزة فى ورد النيل سهولة تشكيله وإمكانية دمج أى مواد موجودة فى المنزل به تضيف لمسات جميلة. والتقطت أطراف الحديث وفاء أحمد، أنها استطاعت صناعة مفرش لكراسى السيارات ولأن ورد النيل بعد التجفيف لا يزال يتسم بخامة لينة سهل تشكيلها مؤكدة أن أهم شىء هو اللمسات النهائية فى صناعة المنتجات من ورد النيل.. وأوضحت أن السياح فى مصر دائما يعجبون بالصناعات اليدوية المصرية والمنتجات صديقة البيئة، وعندما شاهدوا منتجات مصنوعة من ورد النيل انبهروا أكثر خاصة أنها تعتبر منتجات جديدة لم يعتادوا أن يشاهدوها من قبل لأن السائد المنتجات المصنوعة من جريد ومخلفات النخيل.. قالت نور جلال، متطوعة من وزارة الشباب والرياضة، إنها خريجة من برنامج كن سفيراً ونقوم بتدريب الأطفال لاستخدام المنتجات صديقة البيئة واستخدام أدوات التنمية المستدامة من خلال خلق توعية بيئية، والتدريب على صناعة منتجات من ورد النيل سيساهم فى مساعدتها فى تدريب الأطفال أيضا على صنع منتجات بسيطة وبالتالى مزيد من التوعية بقضايا البيئة.. وأوضحت أن وردة النيل الواحدة، تتكاثر بعدد ضخم فى أسابيع قليلة وبالتالى إعادة تدويرها يساهم فى حل قضية بيئية تشغل بال الدولة وهى حرق مخلفات ورد النيل، وبالتالى الدورة التدريبية تساعدها فى تجفيف ورد النيل وكيفية استخدامه فى صناعة منتجات صديقة للبيئة، مثل المفروشات والسجاد وغيرها من المنتجات.. وأضافت أنه يجب أن يسلط عليها الضوء بشكل كبير، حتى تستطيع أن تخرج إلى النور، وأن أى جهود تقدم فى هذا الجانب ينتج عنها تشجيع العديد من الفتيات والأيدى العاملة الناعمة، وجذبهن لسوق العمل لأن المرأة جزء لا يتجزأ من تنمية الاقتصاد. رئيس مركز التدريب بوزارة الرى| تحويل العشب الضار إلى منتج صديق البيئة دربنا السيدات والاشتراك فى معارض محلية ودولية لتسويق المنتج مركز التدريب الإقليمى بوزارة الموارد المائية والرى من أهم الركائز التى تدعم قطاع المياه فى مصر والمنطقة، فهو يقوم بتقديم برامج تدريبية متخصصة ومتنوعة تستهدف مختلف الفئات العاملة فى هذا القطاع، بدءًا من المهندسين والفنيين وحتى صناع القرار، بداية فكرة إعادة تدوير «ورد النيل» واستخدامه فى المشغولات اليدوية ليتحول لمشروع يدر ربحاً على الأسر. جاءت الدكتورة سلوى أبو العلا رئيس مركز التدريب، لتبدأ فى البحث عن مدرب محترف لديه خبرة فى مجال صناعات الأعمال اليدوية لينقل خبراته للأسر وبالتالى تحل مشكلة التخلص من ورد النيل بدلاً من حرقه يتم صنع منتجات منه. فى البداية ما أهداف المركز؟ يسعى المركز جاهداً إلى مواكبة التطورات العالمية فى مجال إدارة الموارد المائية وتقديم أحدث التقنيات والأساليب التدريبية، ومركز التدريب الإقليمى التابع لوزارة الموارد المائية والري، من أهم المراكز الذى تعتمد عليه الوزارة فى تأهيل وتدريب الكثير من المواطنين فى مجال المياه. كيف جاءت فكرة مجابهة ورد النيل من خلال الصناعات اليدوية ؟ أحد الحلول لمشكلة ورد النيل هو خلق قيمة اقتصادية مضافة لاستخداماته، وفى هذا الإطار قام المركز بالاستفادة من الخبرات الآسيوية فى الصناعات اليدوية لتحويل ورد النيل الى منتج صديق للبيئة. وقام المركز بتدريب مجموعات مختلفه من السيدات فى القرى على هذه الصناعة اليدوية المفيدة بالاضافة الى خلق فرص عمل والاهتمام بالمرأة وزياده دخل هذه الاسر يهدف المشروع بشكل رئيسى فى المساهمة بقدر ما فى حل احد المشاكل وهى تكاثر ورد النيل ويستمر المركز فى تدريب الشباب على تحويل المبادرة الى business model وكيفية تطوير المنتجات وتسويقها حتى تكتمل المنظومة .. نرحب بجميع الأفكار الإبداعية والأبحاث العلمية فى المساهمة لحل أى مشكلة تخص ملف المياه فى مصر. هل تم عقد تدريبات فى هذا الموضوع فعليًا ؟ المركز قام بتدريب مجموعات مختلفة من السيدات فى قرى مصر على هذه الصناعة، على استعداد لتدريب المزيد، وتلقى اقتراحات أخرى للاستفادة من ورد النيل فى أنشطة تضمن الحفاظ على البيئة والاستثمار المالى لهذا المورد بحيث لا يكون عائقًا على المورد الأهم وهو مياه النيل. دائمًا نبات ورد النيل يمثل عائقًا أمام الكثير من الدول كيف يمكن الاستفادة منه وتحويله من نقمة إلى نعمة ؟ هناك عدة دورات تم عقدها تتناول كيفية تجميع وتجفيف ورد النيل ليكون جاهزا للاستخدام فى تصنيع منتجات يدوية تخلق فرص عمل وتدر دخلاً لصانعيها مما يسهم مستقبلاً بتخفيف الأعباء البيئية والاقتصادية، وأيضاً الحفاظ على الموارد المائية، وأول دورة تم عقدها كانت فى كفر الشيخ بمشاركة 36 سيدة ومزارعاً من روابط مستخدمى المياه بقرية لاصفير بمركز دسوق وأيضاً تم تدريب 17 مزارعاً من روابط مستخدمى المياه بقرية خريجين بمركز سيدى غازى بالتنسيق مع التوجيه المائى بكفر الشيخ. هل هناك دورات تدريبية أخرى تستهدف فئات أخرى بخلاف المزارعين ؟ سنقوم بتقديم دورات تدريبية خاصة بورد النيل خلال الفترة القادمة تستهدف روابط مستخدمى المياه والعاملين بوزارة الموارد المائية والرى فى كفر الشيخ، بينما سيتم عقد دورة تدريبية بمقر مركز التدريب بالسادس من اكتوبر تستهدف سيدات المجتمع المدنى والعاملين بوزارة الموارد المائية والرى. ما عدد المتدربين حتى الآن المستفيدين من الدورات التدريبية؟ تم تدريب عدد 100 سيدة حتى الآن وجار تدريب آخرين ، وسيقوم مركز التدريب الإقليمى للموارد المائية والرى بمساعدة السيدات والشباب لتسويق المنتجات داخل مصر وخارجها وفتح سوق عمل لهم. هل هناك مبادرة ستتبناها وزارة الرى الفترة القادمة بخصوص بورد النيل؟ وزارة الموارد المائية والرى ستطلق مبادرة على مستوى محافظة كاملة يجرى العمل عليها الآن لتدريب مجموعات من الرجال والشباب والسيدات لتجميع ورد النيل وتهذيبه فى صورة قابلة لاستخدامه فى التصنيع ومجموعات أخرى لتصنيع المشغولات اليدوية، وسيقوم مركز التدريب الإقليمى للموارد المائية والرى بمساعدة السيدات والشباب لتسويق المنتجات داخل مصر وخارجها وفتح سوق عمل لهم. ما المنتجات التى تم صنعها من ورد النيل؟ هناك الكثير من المنتجات التى تم صناعتها من ورد النيل أبرزها السجاد وبعض المفروشات وأيضا الحقائب والأحذية صديقة البيئة والكثير من المنتجات التى اعتدنا ان تكون من جريد النخيل. كيف يتم تسويق المنتجات ؟ قامت الوزارة بدعم المتدربين من خلال المشاركة فى المعارض المختلفة مثل معرض ديارنا ومعرض تراثنا ومعارض المشغولات اليدوية فى العلمين الجديدة والغردقة والمتحف الكبير ،وأيضا الاتفاق مع عدد من البازارات لعرض تلك المنتجات للسياح الذى بدورهم أبدوا بإعجابهم بتلك المنتجات خاصة أنها صديقة للبيئة وعمل يدوى احترافى جذاب. ما خطط التسويق لمنتجات ورد النيل ؟ أغلب المنتجات أصبحت الآن على منصات البيع الأونلاين مثل أمازون وعلى بابا، ويخطط المركز لإنشاء منصة إلكترونية تتوفر بها كافة المنتجات الخاصة بالدورات التدريبية وأيضا جعلها منصة تسويقية لكل مصنعى المنتجات من ورد النيل .