كثيرًا من أوهام القوة الصهيونية تبددت، ظنون لا تحصى انهارت وتحطمت على صخرة صمود المقاومة المذهل فى غزة. أكثر هذه الأوهام انهيارًا وهم الجيش الصهيونى الذى لا يقهر، فقد أثبتت الحرب فى غزة أنه يقهر ويذل ويهان ويداس على رأسه بالأحذية. ليس أدل على ذلك من الحرب على غزة التى تدخل شهرها العاشر ولم يتمكن جيش الاحتلال من إحراز أى نصر حقيقى رغم ما يمتلكه من أحدث الأسلحة فى الترسانات الأمريكية. الأرقام الرسمية للرقابة العسكرية للصهاينة تؤكد أنهم فقدوا الآلاف ما بين قتيل وجريح، فى حين أن المستشفيات ووسائل الإعلام العبرية يعلنون أن العدد الفعلى لخسائر الصهاينة البشرية أضعاف ما يتم الإعلان عنه من جانب الجيش الإسرائيلى. يكفى أن نعلم أن أكثر من 10 آلاف جندى من الاحتياط طلبوا تلقى خدمات الصحة العقلية بسبب الحرب على غزة. تقارير صادرة عن منظمة «نفغاشيم» الإسرائيلية أكدت أن عشرات الآلاف من جنود الاحتلال يعودون من قطاع غزة وهم يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة. وإن أكثر من عشرة جنود انتحروا عقب تلقيهم أوامر بالعودة للقتال فى عزة وأن عدد المنتحرين من العسكريين قد ارتفع إلى الدرجة التى اضطر معها الجيش الإسرائيلى إلى تكثيف برامج الرعاية الصحية التى تعالج الميول الانتحارية لدى الجنود. كشف خبراء عسكريون إسرائيليون أن ارتفاع معدلات الانتحار بسبب سلاح اخترعته المقاومة، واطلقوا عليه سلاح «هندسة الخوف» تمثل فى العبوات الناسفة والكمائن التى تستخدمها المقاومة لتقليل فارق العدد والعتاد مع جيش العدو، هذا السلاح يعده الخبراء سببًا إضافيًا لرفع مستويات القلق والتوتر فى قلوب جنود الاحتلال مما يدفعهم إلى الانتحار بدلًا من انتظار الموت فى كمائن المقاومة. أما أخطر التقارير فقد كشفت عنها صحيفة «يديعوت أحرنوت» والتى أكدت أن استطلاعًا داخليًا أجراه الجيش الإسرائيلى أظهر أن 42٪ فقط من الضباط يريدون الاستمرار فى الخدمة بعد انتهاء الحرب فى غزة، وأن هناك نقصًا حادًا فى قوات الاحتياط وأن الجيش «يدلل» على متطوعين للقتال.