باتت اليوم صناعة الرقائق تحتل مكانة مهمة على عرش التكنولوجيا العالمية، إذ أصبحت القوة الرئيسية وراء تقدم العالم الرقمي ومحركًا يدفع بعجلة التطور التكنولوجي إلى الأمام، وعمودًا فقريًا لكل الأجهزة الإلكترونية التي نعتمد عليها في حياتنا اليومية. سواء كانت الهواتف الذكية التي نحملها في جيوبنا، أو الحواسيب، أو حتى السيارات التي تجوب شوارعنا والطائرات التي تعبر سماءنا. صناعة الرقائق.. «دُعامة لتطوير التكنولوجيا» وبفضل هذه الرقائق، نرى تطورًا مستمرًا في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات، ونشهد انتشارًا واسعًا لتطبيقاتها في مجالات حيوية مثل الرعاية الصحية والأمن القومي. ومع ذلك، فإن هذه الصناعة ليست بمنأى عن التحديات، فتزايد التعقيد التكنولوجي يضع ضغوطات متزايدة على الشركات المصنعة لتطوير رقائق أكثر فعالية وكفاءة، ولا يقتصر التحدي هنا، بل تشمل أيضًا التحديات الاقتصادية مثل الاعتماد المتزايد على عدد قليل من الشركات الكبيرة في هذا المجال، مما يجعلها عرضة لمخاطر النقص العالمي في بعض الأحيان. وبالرغم من هذه التحديات، فإن صناعة الرقائق تظل الرافد الاقتصادي الذي يمدنا بالتقنيات المبتكرة والحلول الذكية، وتعد ركيزة أساسية في بناء مستقبلنا التقني والاقتصادي. الرقائق الإلكترونية وثورة الذكاء الاصطناعي وفي ساحة الحرب الإلكترونية الباردة، تُعد الرقائق الإلكترونية عاملا أساسيا، وخاصة في الصراع الذي يعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا بين الولاياتالمتحدةالأمريكيةوالصين. ويبدو أن الرقائق الإلكترونية الجديدة ستشكل زمام الأمور في ثورة الذكاء الاصطناعي، وهو ما يُعتبر تحديا لبقية شركات التقنية. حيث إنه خلال هذا الشهر، كشفت شركة "مايكروسوفت" عن أجهزة الكمبيوتر المعززة بالذكاء الاصطناعي "كابيتال بلس"، وبالتالي يتوقع، أن تشكل أجهزة الكمبيوتر التي تعمل بالذكاء الاصطناعي ما يقارب 80% من سوق أجهزة الكمبيوتر الشخصية بحلول عام 2028، الأمر الذي يعكس التطور المستمر في هذا المجال والطلب المتزايد على تلك التقنيات المبتكرة. الصين تتحدى العقوبات الأمريكية ونجحت بكين في التغلب على العقوبات التي فرضتها واشنطن والتفافها عليها من خلال تأثير صندوق عملاق للرقائق، وذلك لمواجهة القيود الأمريكية. ووفقًا لتحقيق نُشر في صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، فقد تم جمع إحصائيات من مختلف أنحاء العالم تتناول معركة الرقائق العالمية المتصاعدة. وتعد الصين واحدة من الدول التي تتقدم بخطوات مستمرة نحو تحسين صناعتها المحلية للرقائق، خاصة مع القيود المفروضة عليها من قبل واشنطن وبعض حلفائها. حيث قد تمكنت الصين مؤخرًا من إطلاق صندوق بقيمة تبلغ حوالي 48 مليار دولار لتمويل قطاع الرقائق، بالإضافة إلى التمويل السابق الذي بلغ 50 مليار دولار. وتستخدم الولاياتالمتحدةالأمريكية، وحلفاؤها عقوبات ضد الصين في صراع الهيمنة على مجال أشباه الموصلات، حيث بدأت هذه العقوبات عام 2017 بسبب تصرفات غير قانونية لشركة "زد تي إي". وتهدف هذه العقوبات إلى تقييد قدرة الصين على الحصول على التكنولوجيا المتقدمة. يتم تشديد القيود بشكل دوري، ومع ذلك، لا تزال الصين تستمر في تطوير رقائق متقدمة.