حتى الآن، ما زال البعض يعتقد جهلا وإجرامًا أن من اشتراطات فتح مقبرة فرعونية أن تُسال دماء طفل ويقتل على عتباتها، وأن هذه الطريقة هي الأضمن لفتح المقبرة نزولا على رغبة حراسها من الجان، الذين يطلبون للسماح بفتح المقبرة طفلا بعينه يختارونه، ولابد من إطاعة أوامرهم حتى تُفتح المقبرة ويدخل اللصوص إلى داخلها ليأخذوا منها ما شاء لهم أن يأخذوه، دون أن يصابوا بأذى.. خرافات يدفع ثمنها أرواح أطفال أبرياء. ◄ يقدم دماء طفلة جاره لفتح مقبرة فرعونية ويلقى بجثتها فى الزراعات ◄ يقتل ابنة أخيه تنفيذًا لتعليمات الدجال في البداية قد يدفعك العقل والعلم والإنسانية إلى اعتبار هذا كله محض كذب، وأنه غير حقيقي، وأن ما يصدر لنا على اعتباره أمر مؤكد هو في حقيقة الأمر طريقة من طرق الشيطان الأعظم، ذلك الذي يدعى شيخًا ومسؤولا عن فتح المقبرة، وهو جاهل دموي شهوته للدم دفعته إلى أن يزعم أن حراس المقبرة من الجن طلبوا منه ذلك. هذه الوقائع، التي يزهق فيها دم الأطفال على المقابر الفرعونية، ليست صدفة، بل وقائع متكررة، وذات نمط واحد وثابت.. تفاصيل أكثر في السطور التالية. بعيدًا عن شيوخ الآثار، هل شهوة المال والحصول على الكنز قد تصيب صاحبها بالعمى - والمقصود هنا عمى البصيرة لا البصر - حتى يُسرع على الفور في قتل طفل وإزهاق دمه كما أمر له الدجال، والأدهى والأمر أنه في أحيان كثيرة، يكون الطفل ابنه، من صلبه، ويدفعه دفعًا إلى الموت سعيًا للكنز والمال.. قبل أيام، أيدت محكمة جنايات الفيوم، دائرة الاستئناف، برئاسة المستشار أيمن ممدوح قرار حكم الإعدام على المتهم محمد جابر، الذي سبق الحكم عليه بالإعدام في 10 يناير 2024، برئاسة المستشار جنيدي حسين رئيس محكمة الجنايات، وتأييد الحكم عليه بعد اخذ رأي فضيلة مفتي الديار المصرية شرعًا، في شهر فبراير بإعدامه، بتهمة قتل زوجته لرفضها تقديم رضيعها للذبح، لفتح مقبرة فرعونية داخل منزله في إحدى قرى مركز إطسا بمحافظة الفيوم. تعود أحداث الواقعة إلى العام الماضي، عندما كان الزوج على موعد مع فتح مقبرة فرعونية، وقالوا له إن حراس المقبرة من الجان حتى يفتحوا باب الرصد، يأمرون بذبح رضيعه، طفله الصغير المولود حديثًا. لم يفكر الزوج والأب محمد جابر كثيرًا، وبدلا من أن يفرح بابنه الذي وهبه الله له، أخذه كي يقدمه قربانًا للجن، لكن زوجته علمت بالأمر، رفضت هذه الجريمة، حاولت أن تهرب من منزل الزوجية، لكن الزوج، الذي أغراه المال وبلغ منه كل مبلغ، لم يفكر إلا في قتلها ليخلو له الأمر. وبالفعل طعنها 50 طعنة وقتلها غدرا، والغريب أن أمه كانت تشاركه في الأمر، وهي من دفعته إلى التضحية بابنه لفتح المقبرة، وعندما اعترضت زوجة ابنها، دفعت ابنها إلى قتلها وكأنها لا ترى غير المال وتناست أن أعز الولد ولد الولد، ولا تريد إلا الحصول عليه حتى لو في سبيل ذلك قتل حفيدها وزوجة ابنها. ◄ الشيخ الدجال هذه الواقعة لم تكن الأولى، والأكيد أنها لن تكون الأخيرة، فجرائم مقتل الأطفال بحجة فتح مقبرة فرعونية شائعة ومتكررة، كذبة - حتى الآن - هناك من يصدقها. واقعة أخرى شهدت أحداثها مدينة أخميم بمحافظة سوهاج، عندما قتل العم نجلة أخيه، طفلة من ذوي القدرات الخاصة، صاحبة ال 10 أعوام، ليفتح مقبرة فرعونية. كان العم يقف أمام بيته في الظهيرة، مر عليه شيخ ثيابه مهندمة، وحديثه مرتب، وألقى عليه السلام، رد الرجل السلام دون ان يعير الشيخ انتباهًا. الشيخ الذي تجاوزه ببعض الخطوات، عاد إليه، ووقف أمامه وربت على كتفه، وقال له في أذنه: "تحت بيتك سرداب، ممراته متشعبة، مؤدية جميعها إلى المقابر، وفي كل مقبرة ما يغنيك ويغني عائلتك كلها، وينقلب حالك في غمضة عين". العم أخذه الكلام، والتزم الصمت، وقبل أن ينطق عاجله الشيخ قائلا: "البوابة على بعد مترين من سطح الأرض، موجودة في غرفة الجلوس داخل الدار، ويستغرق حفرها ساعتين فقط، وبعدها نستخرج كنز الأجداد". العم كان مشدوها بما يسمعه، لكن أزمته المالية التي كان يعاني منها جعلته يقول: "ليس معي من المال ما يكفي للحفر، وإن كنت متأكدًا مما تقول، تعالي واحفر بنفسك أو اجلب من يقومون بالحفر، وادفع نفقتهم من مالك، وإن استخرجت ما تقول عنه لك فيه مثل ما لي، ويقسم بيننا بالعدل". هذا الرد يعتبر موافقة مبدئية، وبالفعل ذهب الشيخ وفي المساء كان قد حضر ومعه بعض الرجال، دخلوا البيت، وفي آناء الليل بدأوا الحفر، لكن بعد ساعتين توقفوا، ليس لأنهم وصلوا لمبتغاهم، لكن لأنهم لم يصلوا لشيء. حينها قال صاحب البيت، للشيخ الدجال: "قلت لي أن في باطن أرضي كذا وكذا، وأن البوابة على بعض مترين، وأن الحفر للوصول إليها لن يستغرق سوى ساعتين فقط، وها قد مر أكثر من ساعتين دون أن نصل إلى شيء". ◄ العم القاتل الشيخ كان ثابتًا لم يهتز، ومن الواضح أنه مر عليه هذا الموقف مرارًا وتكرارًا، فجأة شرد عن الجميع الذين صدقوا شروده، فأخذ يكلم أشخاصًا لا يراهم أحد غيره، ثم بعد أن انتهى من هذه الحالة المزعومة، توجه بنظره إلى صاحب البيت، وقال له: "بوابة المقبرة تحركت، وحراسها هم من كنت أحدثهم، وأبلغوني أنني مهما حفرت لن نصل إلى شيء، وأنهم سيقومون بتحريك بوابة المقبرة، ولن أبلغها إلا بتنفيذ بعض الشروط، ومن شروطهم دماء طفل أو طفلة، يذبح داخل الحفرة التي قمنا بحفرها، ثم نحفر أسفلها بمتر نجد البوابة". سمع صاحب البيت ما قيل له دون أن يعقب، صمت وكأن ما سمعه شيء اعتيادي، أو كأنه كان ينتظر أن يسمعه، وقال: "حراس المقبرة أبلغوك بمن يريدون من الأطفال، لدي طفلة، هي ابنة أخي، ومعاقة ذهنيًا، وأنا على استعداد لذبحها إرضاءً للجن". الشيخ من الوهلة الأولى كان يرى في صاحب البيت شخص على استعداد أن يفعل أي شيء في سبيل المال، لذلك لم يستغرب من رد الرجل عليه، على الفور أبلغه أن يحقق ما طلب منه، وأن يقتل الصغيرة "شيماء" ذات ال 10 سنوات. خطف العم الصغيرة من داخل بيت أخيه، عندما أقنع زوجته بدخول بيت أخيه خلسة واختطاف الطفلة، وبالفعل حدث المراد، وجاءت الطفلة إلى بيت عمها، وهي مطمئنة آمنة، ولما لا وهي في بيت عمها، أبيها الثاني. جاء بالطفلة إلى موضع الحفرة، لكن الشيخ وقتها ماطل في عملية الذبح، لشعوره وهلة أنه سيفشل في مسعاه للوصول إلى باب الرصد، وأن الصغيرة إن قتلت ولم يحقق ما جاء لأجله، فستدور الدائرة عليه. وبالفعل، حاول حفر متر آخر، والصغيره على فوة الحفرة مستعدة للذبح، فور بلوغ من بداخل الحفرة باب الرصد. ◄ اقرأ أيضًا | الأمن العام يضبط متهمين بالتنقيب عن الآثار بحوزتهما 16 قطعة فرعونية ساعة مرت، وجرت في ذيلها ساعات، دون جدوى، هناك قال لهم الشيخ انتظروا، فهناك مشكلة، أكبر من فكرة الحصول على الكنز، جن الرصد لم يقبل الطفلة. جن جنون العم، تدارك والد شيماء اختفاء ابنته، وسأل شقيقه وأنكر معرفته بوجوده، ووالدها يبحث عنها، وجميع من في القرية يعاونون الأب في رحلة البحث عن "شيماء". وسر الاختفاء عاجلا أو آجلا سينكشف، حينها تساءل العم ماذا سيقول لشقيقه، هل سيقول له أن ابنتك كانت على شفا حفرة من القتل؟ وحتى لا ينكشف أمره، أمسك طفلة أخيه، وأحضر "أيشارب" وخنقها - بمساعدة زوجته -، ودفناها في الرمال داخل حوش ملاصق للمنزل. بعد ساعات من اختفاء الطفلة، وبعد إبلاغ الأجهزة الأمينة، رصدت كاميرات المراقبة لحظة خروج الطفلة من بيت أبيها بصحبة زوجة شقيقه، ورصدت الكاميرات الموجودة بجوار منزل شقيقه لحظة دخولهما منزل الأخ. وهنا بدأ سر الاختفاء يظهر. كشفت التحريات؛ أن المتهم وزوجته، كانا على اتفاق مع دجالين، على ذبح طفلة لفتح الكنز، واستغلا خروج والديها، من المنزل، وترك الطفلة وحيدة في المنزل، وأرسل العم زوجته إلى منزل شقيقه، وأحضرت الطفلة إلى منزلهما، وانتظار أوامر الدجالين بتنفيذ الجريمة، وعندما تيقنا من أن العثور على الكنز درب من دروب الخيال، ومع خشيتهما من فك لغز اختفاء الطفلة، خنقاها بإيشارب، ودفناها في المكان الذي عثرت الأجهزة الأمنية فيه على جثمانها، معلنة رحيلها على يد عمها، الأقرب دمًا لدمها، والغريب عنها وعن أبيها حتى وإن كانا أشقاء. تمكن رجال المباحث من القبض على عم الطفلة وأحيل الى النيابة التي امرت بحبسه وتقديمه لمحكمة الجنايات. ◄ جار الدم وفي محافظة قنا، دفعت الطفلة حليمة، البالغة من العمر 7 أعوام، حياتها مبكرا، ثمنًا للخرافات، الساعية للبحث عن الثراء السريع، فقد راحت ضحية الوهم، والتنقيب عن الكنز المزعوم، بعد أن ذبحها جارها، تنفيذا أيضا لأوامر الدجال. عثرت الأجهزة الأمنية بقنا، على جثة الطفلة البريئة مذبوحة داخل زراعات القصب بالقرية، وتبين أن المتهم في الواقعة، أحد جيرانها، استدرجها لذبحها خاصة لوجود خلافات أسرية مع والدها، وتقديمها قربانا لفتح الكنز. وسوس الدجال في أذن الجار بأن أسفل بيته كنزً، كبير، يقدر بالملايين من الدولارات، كفيلا أن ينقل حياته من مستوى إلى مستوى آخر، يصبح فيه أحد الأثرياء، الأغنياء، الذي يقال عنهم في المثل الدارج "بيلعبوا بالفلوس لعب". اختمرت الفكرة في ذهن الجار، وأسرع على الفور إلى تلبية مطالب الدجال، الذي أمر بذبح طفلة حتى تفتح المقبرة المزعومة. فورًا أدرك الجار ضحيته، ابنة جاره، حليمة، ابنة ال7 أعوام، والذي بينه وبين أبيها خلافات جيرة، وبلغ مستوى العداء بينهما كل مبلغ، حتي أنه قال لنفسه وقتها: "دلوقتي أنا هضرب عصفورين بحجر، أحرق قلب أبوها عليها وفي نفس الوقت هطلع الكنز". الشيطان نفسه، ظن أنه صفق له على هذه الفكرة، والأكيد أنه شجعه عليها، لأنه فورًا قام لتنفيذ خطته، استدرج الطفل وادخلها بيته، وعندما تيقن من أن مسعاه فشل، رفض عودتها مرة أخرى لأبيها، وقرر أن ينفذ الجزء الأول من الخطة، قتلها حقدًا على أبيها، وبالفعل قتلها وألقى جثمانها في الزراعات. استيقظت قرية أبو مناع غرب على الجريمة، عندما وجد أحد المزراعين جثمان الطفلة، وفورًا تم إبلاغ الأجهزة الأمنية، والتي بدأت تحرياتها، وكشفت التحريات أن وراء ارتكاب الجريمة، محاولة للتنقيب عن الآثار، وأن المتهم - جار والد المجني عليها - كان على خلاف مع والد الطفلة، اختطفها لذبحها، وذلك من أجل التنقيب عن الآثار، لاستخراج الكنز المزعوم.