« إذا لم تستحِ فافعل ما شئت «.. هكذا نصف وقاحة بشر أو دول لكن هناك حالات لا تناسبها تلك العبارة لفرط فجورها وتغول أكاذيبها ، ليتم وصفها بما نصف به أحط أنواع البشر وأقذر حماقاتهم الليلية ، عبارة رغم فظاعتها لكنها تُعد من مكارم الأخلاق إذا ما قارناها بهذا بغجر وسفالة من نتحدث عنهم اليوم ، تلك العبارة الشهيرة التى تنتهى ب «....... اللى فيها تجيبو فيك « وما بين النقاط معروف !! الكيان الصهيونى المجرم وقادته السفاحون أحط مجرمى البشر ، كيان بُنى على الأكاذيب والإلهاء والتزييف ، دولة قامت على كذبة كبرى بأن فلسطين أرضهم ،والفلسطينيون محتلون ، وروجوا لذلك حتى صدقهم الكثيرون ، وهذا هو ما يمارسونه مع مصر منذ اندلاع حربهم القذرة بغزة ، وآخرها ما ذكره كبيرهم الذى علمهم الكذب والإجرام ، سفاح العصر نتنياهو بادعاء أن مصر تعطل معبر رفح وتحتجز الغزاويين خلفه ، أى صفاقة وسفالة تلك ، وآخر أكاذيبهم التلميح بوجود أسراهم فى سيناء–الذين أخذتهم حماس بعد أن سلبتهم أعز ما يملكون يوم 7 أكتوبر–وغيرها من ضلالاتهم ضد مصر. والمتابع ببعض التعمق والتجرد للأزمة منذ اندلاعها يدرك لماذا تفعل إسرائيل ذلك ، فمصر برئيسها وشعبها وجيشها وكل طوائفها أفشلت هدفهم من الحرب بتهجير الفلسطينيين ، وتصفية القضية على حساب مصر التى رفضت كل الإغراءات ، وأفشلت بحنكة سياسية كل مخططاتهم وإظهار حقيقتهم أمام العالم أجمع بدليل تحول مواقف الدول تجاه العدوان الصهيونى من التأييد المطلق بداية إلى الإدانة الشديدة بعد التدخلات المصرية ، والذكاء المصرى فى جولات مفاوضات يحسبها الجاهلون تخدم تل أبيب لكنها حقيقة جردتهم أمام العالم وكشفت نواياهم الإجرامية. مواقف مصر تقوم بها بدون ضجيج ،نعلم بعضها ويجهل معظمنا أغلبها ، والمتابع لتصريحات عقلاء فلسطين وحتى قادة حماس يدرك حجم ما تبذله القاهرة بلسان شكر وتقدير فلسطينى عميق للموقف المصرى الذى لولاه لشُيعت القضية الفلسطينية الى مثواها الأخير. آخر تلك المواقف الذى أفقدت سفاح تل أبيب بقايا رشده ، انضمام القاهرة لدعوى جنوب أفريقيا أمام العدل الدولية لفضح ومحاكمة مجرمى الحرب الصهاينة ، فراحوا يسربون أخباراً عن تراجع مصر أو يقللون من تحرك القاهرة ، ومع رد القاهرة الحازم بتأكيد الانضمام لجنوب أفريقيا ، توجه النتن ياهو علانية بتحذير مصر من خطورة موقفها لأنه يدرك قوة الحجة المصرية والوصول للهدف الأهم وهو محاكمته وأفراد عصابته ، وطالما استمرت مصر بمواقفها لن تتوقف تل أبيب عن ممارسة الإلهاء الليلى فى أكبر عمليات عُهر سياسى يجيده رجالها.