خالد.. وزٌع دعوات فرحه ومات قبل ليلة العمر

قنا ‬أبو ‬المعارف ‬الحفناوي ‬
مأساة عريس في محافظة قنا، المباركات والدعوات بمناسبة حفل الزفاف، تحولت إلى دموع، ودعوات إلى الله بالمغفرة، وأصبحت تجهيزات الزفاف تحضيرات لتشييع جثمانه لمثواه الأخير، وتحولت السعادة في قلوب أبناء قريته إلى حزن على ذلك الشاب الذي طالما اتسم بحُسن الخلق والجدعنة، طائر الموت حاصره قبيل أيام من حفل زفافه، وبعد توزيعه دعوات فرحه، فاجأه المرض وكتب السطور الأخيرة في حياته، وفارق الحياة وسط أحزان أهله وأصدقائه.. حكاية العريس وتفاصيل مثيرة في السطور التالية.
فلم يمهله القدر لتحقيق حلم حياته، فقبيل أيام من زفافه، وبعد توزيعه دعوات فرحه، مات بأزمة صحية مفاجئة، خيمت بأحزانها على الجميع.
كان الشاب بشوشا، طيب القلب رحيما بكل محبيه، يود الجميع، ملتزم دينيا وخلقيا، تربى في عائلة معروف عنها بحسن الخلق والأصل الطيب، فالجميع كان ينتظر يوم فرحه، حتى يردوا له الجميل.
قد كان الشاب ينتظر اليوم الموعود، لاتمام فرحة عمره، الوضع هنا كله كان مليئًا بالفرحة، الكل كان على أتم الاستعدادات، سواء الأهل والأقارب أو أصدقاء العريس، الجميع رفع شعار «العريس المنتظر».
الجميع هنا كان على أتم الاستعدادات، وكأنهم رفعوا حالة الطوارئ لحفل زفاف ابنهم الغالي، قسموا أنفسهم، ووزعوا الأدوار فيما بينهم، حتى يخرج حفل الزفاف بمنظر يليق بمحبة الناس للعريس، لكن فجأة تحول كل ذلك إلى مأتم وحزن شديد أضعاف أضعاف حبهم له؛ فلقد مات العريس، وسرعان ما تبدلت الفرحة إلى حزن، وتبدلت الزغاريد إلى صراخ وولولة على الذهاب، بعدما توفى العريس قبل فرحه بخمسة أيام.
محمد خالد فهمي، عاش طيلة عمره، يعمل جاهدًا، لتحقيق حلم حياته في الزواج، إلا أن حلمه مات معه قبل أن يتحقق بخمسة أيام، فبدلا من أن يرتدي بدلة الفرح ارتدى ملابس بيضاء كانت كفنه.
كان أصدقاؤه يعدون العدة للوقوف بجانبه في «ليلة العمر» لكن لم يعلم أنه يدعوهم لحضور جنازته وليس فرحه، وهم لايعلمون بأنهم بدلا من أنهم سيحملونه على الأعناق فرحين به يوم عرسه، سيحملونه على الأعناق لتشييع جثمانه إلى مثواه الأخير، في ليلة بكت فيها قنا على فراقه.
الحزن خيم على أهالي قرية العسيرات بفرشوط، شمالي محافظة قنا، بعد وفاة شاب، متأثرا بإصابته بوعكة صحية ، قبل حفل زفافه بأيام.
قال كرم العسيري، أحد اقارب العريس المتوفي؛ إن الأمور كانت تسير على طبيعتها، الجميع كان في أشد السعادة لقرب زفاف محمد خالد فهمي، من شباب القرية المشهود لهم بحسن الخلق والاحترام وطيبة القلب وبشاشة الوجه، وفي الوقت الذي كان الجميع يستعد لحفل الحناء والزفاف، أصيب الشاب بوعكة صحية، بعد أن وزع دعوات فرحه.
وتابع: دخل الشاب بعد أن أصيب بدور برد شديد لم يكن في الحسبان، مستشفى الحميات، وبعدها توفىفي مفاجأة للجميع، وارتدى العريس الكفن بدلا من بدلة الفرح، في مشاهد مؤلمة لم يتحملها أحد.
اقرأ أيضا : مصرع شاب بطريق المحلة طنطا صدمته سيارة خلال عودته من عرس