تأسست دراسة التمدن أو التحضر الإسلامى على افتراض أن المدن الإسلامية عبارة عن كيانات قائمة بذاتها تشكل مجتمعًا متميرًا وثقافة تختلف اختلافًا جذريًا عن ثقافة مدن الحضارات الأخرى. وقد قدَّم علماء الاستشراق فى القرن التاسع عشر مفهوما محددًا للمدينة الإسلامية واستمر هذا المفهوم (هو مفهوم قائم على الاعتقاد بأن العنصر الإسلامى كان له تأثير كبير على التطور العمرانى لمدن الشرق الأوسط) يحتل مكانة متميزة فى مجال الدراسات التاريخية العمرانية لمدة طويلة. بدأ الإسلام كدين جديد فى بداية القرن السابع الميلادى فى شبه الجزيرة العربية. وبحلول نهاية القرن الثامن كانت الإمبراطورية الإسلامية قد امتدت وتوسعت حتى وصلت إلى الهند وحدود الصين فى الشرق والمغرب وشبه جزيرة أيبريا فى الغرب. اقرأ أيضاً | محمد سليم شوشة: خاتم سليمي رواية عن الحب والإرهاب وتزاوج الحضارات ففى البداية لم تحقق الهيمنة الإسلامية أية تعديلات جوهرية على المدن والبلدات التى دخلتها أوفتحتها ولكنها أدخلت مجموعة متنوعة من الاجتهادات والاستعمالات الجديدة فيها. وقد دفع تنوع الظروف فى المناطق الإسلامية المختلفة العديد من الباحثين الأوائل إلى التشكيك فى وجود مدن إسلامية ذات تراث وخصائص مشتركة. وفى الواقع لم تكن الإمبراطورية الإسلامية الكبيرة كيانًا متجانسًا فقد تضمنت شعوب مختلفة ذات حضارات أصلية مختلفة ونظم اقتصادية مختلفة وموروث ثقافى مختلف وظروف مناخية وجغرافية مختلفة ومتطلبات دفاعية استراتيجية مختلفة.