أذكر أننى زحفت مرة على يدىّ للصعود على رصيف فى تقاطع شارع وادى النيل بجزيرة العرب.. الرصيف عالٍ جدا جدا لم يراع كبار السن أو الأجسام الثقيلة مشكلتى أننى ضعيف أمام نصيحة الدكتور عمرو حسان واقتراح دكتورة مها الطرابيشى.. منذ أيام تلقيت رسالة من الدكتورة «مها كامل الطرابيشى» ابنة الاقتصادى الكبير المرحوم «كامل بك الطرابيشى» - طيب الله ثراه - والدكتورة «مها الطرابيشى» أستاذ الصحافة والعلاقات العامة بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا والرسالة كانت تحت عنوان «من فضلك امشى» ولأن هذه هى تعليمات الطبيب المعالج عالم أمراض القلب الأستاذ الدكتور «عمرو حسان» فى كل زيارة له ينصحنى بشرب المياه كثيرا والمشى على اعتبار أن رياضة المشى لها ارتباط حيوى بسلامة القلب فهو يرى ضرورة تغذية الجذور بالماء لأن الأرجل تصبح صحية عندما يتدفق الدم بها بسبب المشى، ولذلك ينصح أطباء القلب بأن القلب السليم يبقى سليما برياضة المشى.. فالمشى هنا مطلوب فى جميع الأوزان سواء كنت نحيفا أو ضخما والمشى من فوائده أيضا تخفيض الوزن بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من السمنة وفى جميع الأحوال المشى مطلوب للقلب أو للصحة العامة. السبت: مانع الشيخوخة للعلم أن الدكتورة «مها الطرابيشى» تقول إنها ليست طبيبة ولكنها تقرأ كثيرا فهى تموت عشقا فى الأبحاث والدراسات وقد خرجت منها بالآتى: أن الاستمرار فى المشى يمنع الشيخوخة وتظل عضلات الساقين صحية، على الرغم من أن أقدامنا تتقدم فى العمر تدريجيا بمرور الوقت إلا أن تدريب أقدامنا يعد مهمة مدى الحياة، اليوم وكل يوم قم بالمشى على الأقل 10000 خطوة، فالمشى ضرورى يوميا لجميع الأعمار حتى لو دخلت فى مرحلة الشيخوخة وبلغت من العمر 60 عاما، والذى لا يعرفه البشر أن كلتا الساقين تحتوى على 50% من أعصاب جسم الإنسان، و50% من الأوعية الدموية، و50% من الدم يتدفق من خلالها، فالساقان بهما أكبر شبكة للدورة الدموية التى تربط الجسم، فقط عندما تكون الأرجل صحية يتدفق التدفق المشروط للدم بسلاسة، الأحد : قلب قوى وبالتالى فإن الأشخاص ذوى عضلات الساق القوية سيكون لديهم بالتأكيد قلب قوى وهذا هو ما يطالب به أساتذة القلب، فالشيخوخة تبدأ من القدمين إلى أعلى ومع تقدم العمر تقل دقة وسرعة نقل التعليمات بين الدماغ والساقين على عكس الشباب، بالإضافة إلى ذلك يتم فقدان ما يسمى بسماد الكالسيوم للعظام عاجلا أم آجلا مع مرور الوقت مما يجعل كبار السن أكثر عرضة لكسور العظام، الاثنين : كبار السن ومعروف أن كسور العظام لدى كبار السن تؤدى بسهولة إلى عدد من المضاعفات خاصة الأمراض القاتلة مثل تجلط الدم الدماغى.. ولكى تضمن حياة سعيدة عليك بالمشى لمدة 30-40 دقيقة على الأقل يوميا حتى تحصل ساقاك على تمرين كافٍ وتظل عضلات ساقيك صحية وأذكر أننى كنت قد تعرضت لحادث سير خلال ممارستى لرياضة المشى حيث سقطت على جذع نخلة أدى إصابة فى مفصل الركبة الشمال. وحدث فرق كبير فى التوازن وقد أجرينا عملية ترقيع فى المفصل وبقيت فى المستشفى الألمانى. الثلاثاء: أنا والجلطة الدماغية أذكر أننى عندما أصبت بالجلطة الدماغية أكد لى أطباء المخ لعدم تكرار الجلطة مرة أخرى فى حالة مزاولة رياضة المشى على الأقل 20 دقيقة يوميا ولذلك كنت حذرا ومواظبا على العلاج وتنفيذ روشتة العلاج كما كتبت لى حرفيا، فكانت مخاوف الأطباء إهمالى فى روشتة العلاج، حيث كان من الضرورى تناول أقراص السيولة بانتظام فى مواعيدها لتجنب الجلطات الفرعية وكانت الحركة من خلال المشى عاملا مهما فى استقرار العلاج وتقوية الأعصاب. الأربعاء : مع عمرو موسى وأذكر أننى كنت قد بدأت تجربة المشى منذ سنوات فى نادى الجزيرة فكنت أرى الوزير الدبلوماسى «عمرو موسى» عندما كان وزيرا لخارجية مصر، كان يخرج من ديوان الوزارة متجها إلى «نادى الجزيرة» مباشرة وكنت أراه يلف ملعب الفروسية خلفه حراسه الخصوصيون يزاولون نفس رياضة المشى، فعلا من يحب شخصا يعلمه المشى مثل السباحة فالمشى مهم جدا لكل الفئات العمرية، فلم يكن مقصورا على أصحاب الأوزان الثقيلة فقد انتهت نظرية «امشى عشان تخس 5 أو 10 كيلو» وبقيت نظرية «امشى تتحسن ضربات القلب»، ولذلك كم أرى سعادتى فى شخصيات أحب أن أراها وهى تمشى وتحافظ على المشى، وأتذكر أننى اشتركت فى إحدى المصحات الانجليزيه وأثناء طابور المشى لتخسيس وزنى شاهدت فتاة انجليزية قوامها رائع جدا لا تحتاج إلى تخسيس، فقلت لها لماذا أنت هنا قالت إنها فى حاجة إلى التخلص من شرب الخمر وبالمشى أستطيع. الخميس : من أجل الرشاقة نفس السؤال سألته للأخت «نيفين فاروق» مدير عام استقبال وإدارة خدمة النزلاء بفندق «سميراميس» فهى لا تحتاج إلى إنقاص الوزن وسألتها لماذا تنتظمين فى المشى فى نادى الجزيرة ؟ فقالت هى تحافظ على رياضة المشى مرتين فى الأسبوع، ولذلك منحها الله الرشاقة فى قوام الجسم وأضاء النور فى وجهها بسبب رياضة المشى.. فعلا «نادى الجزيرة» يضم شخصيات مختلفة من البشر ومختلفة من الأعمار فقد أصبحت ملاعبه تغوص بهذا الكم من البشر فى رياضة المشى وكأن الأطباء نصحوهم برياضة المشى فأصبحت هذه الأعمار تتسابق فى عدد اللفات ولم يعد نادى الجزيرة وحده هو المحتضن الوحيد لرياضة المشى بل أصبحت رياضة المشى جزءاً من أنشطة النوادى الرياضية. كثيرون يلجأون إلى أطباء القلب بشكوى من النهجان وتصبب العرق صيفا وفى هذه الحالات ينصح الأطباء بضرورة المشى حتى ينضبط ضغط الدم وتنتظم ضربات القلب، طبعا هناك فرق بين المشى على كورنيش النيل والمشى فى الأندية شهرا ورأى الأطباء ضرورة ممارسة رياضة المشى لأعود إلى طبيعتى فأنزلونى فى حمام سباحة وبدأ رياضة المشى فى مياه حمام السباحة وهنا عرفت الفرق بين المشى فى المياه فهو مفيد جدا وسريع المفعول عن المشى على الأقدام وبعد شهر أكد لى الأطباء أن رياضة المشى فى المياه تؤهلنى لكى ألعب كرة القدم. الجمعة: 40 دقيقة يوميا فعلا من يزور المركز الطبى OASIS. فى الشيخ زايد ويتعرف على العلامة الدكتور عمرو حسان وعدد من نخبة أساتذة كلية الطب فى جميع التخصصات، هذا المركز يضم أحدث أجهزة علاج القلب وتشخيص أمراضه ثم تخرج منه حاملا نصيحة أطباء بالمشى 40 دقيقة يوميا أو على فترات المشى هو العلاج السحرى لجميع الأمراض سواء لالتهاب الأعصاب أو المعدة فمشاكل الحياة هى السبب فى الاكتئاب الذى يعانى منه المصريون وهذا المرض مكروه من أطباء القلب ولذلك ينصحون بالمشى كعلاج لإزالة الاكتئاب وهنا أحنى رأسى وأحيى الدكتور عمرو حسان ومها الطرابيشى. كون أن الدولة مهتمة بإنشاء ممشى على طول الكورنيش وهذه الأفكار جاءت بعد أن اكتشفت حالة الكسل الذى أصابت المصريين لم يعد الإنسان يتحمل المشى فى شوارع القاهرة بعد أن تحولت الشوارع إلى جراجات وافتقدت جانب الأمان لا يوجد رصيف للمشى عليه وللأسف المحافظات تتسابق الآن فى تجديد الأرصفة بانتزاع الأرصفة القديمة مع أن التجديد لا يخضع للمناسيب الصحية لتساعد على المشى فوق الرصيف.... الأرصفة عالية جدا.. أذكر أننى زحفت مرة على يدىّ للصعود على رصيف فى تقاطع شارع وادى النيل بجزيرة العرب.. الرصيف عالٍ جدا جدا لم يراع كبار السن أو الأجسام الثقيلة. السبت : بعيدا عن الاكتئاب رياضة المشى، حتى لا تكون مكتئباً اذكر ان ابنتى كانت تشكو من آلام فى الظهر فاصطحبتها الى لندن، ولأول مرة ارى طبيبا يعطيها بدلا من الادوية كتاباً عن رياضة المشى، ويطلب منها ان تخلع الحذاء وتتجنب الكعب العالى وتمارس رياضة المشى يوميا. فعلا، رياضة المشى هى الضمان الوحيد للصحة العامة، والذى رأيته فى لندن لا يحدث فى بلادنا، فلو ان ابنتى ترددت على اطباء العظام فى مصر لأعطوها اصنافاً متعددة من الكريمات والمسكنات، ولكن لا اعرف الفرق، مع ان رياضة المشى فيها جميع المسكنات التى تعالج آلام الظهر بدليل ان الذين يجرون عمليات جراحية يكون اول بروتوكول لهم فى العلاج هو المشى. فعلا، رياضة المشى اصبحت مطلوبة للجميع وتستطيع ان تمشى داخل بيتك ولو مرة او مرتين كل صباح فتجدد الدورة الدموية وتزيدك حيوية، هذا الكلام ليس كلامى لكنه كلام عظماء الاطباء امثال الدكتور عمرو حسان الذى اصبح صديق مرضى القلب وهو الذى يتبنى نظرية "امشى ولو حتى فى الكوليدور مرة او مرتين".
