أؤمن إن المتعة تأتى فى المرتبة الأولى بالنسبة للفن قبل القيمة الفكرية، وهدف السينما فى المقام الأول منذ نشأتها، وحتى اليوم هو الترفيه الذى يسعى إليه كل صُناع السينما لجذب الجمهور، لأن السينما صناعة تهدف للربح، فلابد أن يسعى هؤلاء الصُناع لإمتاع الجمهور، وقبل أيام شاهدت التجربة الروائية الأولى للمخرجة كوثر يونس وهو فيلم «مقسوم» والذى نجحت خلاله فى تقديم عمل سينمائى بسيط جدا وممتع أيضاً، يعتمد على كوميديا خفيفة الظل غير مصطنعة، وأداء متميز يدخل القلب لنجمات غير مصنفات ككوميديانات «ليلى علوى وشيرين رضا وسما ابراهيم» ولكن نجحن فى تقديم كوميديا خفيفة من خلال سيناريو للسيناريست الشاب «هيثم دبور» يتميز بالإنسيابية والتدفق، يقدم معانى إنسانية عن الصداقة، وجاءت لغة الحوار واقعية ومؤثرة دون لغو أو ثرثرة وتنقلنا إلى عوالم شخوص الفيلم بسلاسة وإيقاعٍ سريع لا تشعر معه بالملل لحظة واحدة وتدور أحداث»مقسوم» حول فرقة موسيقية نسائية مكونة من ثلاث صديقات تحمل اسم»AMICI» ومعناها بالايطالي»الأصدقاء» نشأت فى تسعينيات القرن الماضي، ونافسن وقتها كبار المطربين بحفلاتهن وأغانيهن، ولكن بسبب خلافات بين الصديقات الثلاث تشتت الفرقة لمدة ثلاثين عاما وانقطعت علاقتهن تماما، وهن: ليلى علوى «هند» تمسكت بحريتها وعاشت مع كلبتها التى أطلقت عليها اسم «مدحت»- اسم طليقها- واتجهت إلى لوسائل التواصل الاجتماعى لتتعرف على رجل ربما يصبح شريكك حياتها، شيرين رضا أو «إيمي» وتُسمى نفسها ب«الديفا» السيدة البيضاء الأنيقة ذات الشعر الأصفر، والتى تعيش مع ابنتها وزوج الابنة وترفض إنجاب الابنة خوفا من أن يتكرر معها ما حدث مع الأم وهروب الزوج، والثالثة سما إبراهيم «رانيا» الأم المصرية التى تعيش لخدمة زوجها مدحت - سيد رجب-، وبناتها وأحفادها الكثيرين، حتى أصبحت ترى نفسها مثل الخادمة، وتتلقى «هند وإيمى ورانيا» دعوة من»سارة عبدالرحمن- منتجة» وعمرو وهبة - مخرج «، أرادا تصوير فريق تسعينياتى فيديو كليب، واستخدامه فى التجربة السينمائية الأولى للمخرج، من خلال إقامة حفل موسيقى فى أسوان وإعادة إحياء فرقتهن الموسيقية المندثرة بسبب الخلافات بينهن، فينطلق الثلاثى فى مغامرة موسيقية أخيرة مليئة بالمواقف غير المتوقعة وفى نفس الوقت الممتعة للمشاهد. جاءت مشاركة عمرو وهبة كرمانة ميزان فى إطلاق الايفهات الكوميدية اللذيذة التى رسمت الابتسامة على وجوه المشاهدين طوال الفيلم، وظهر محمد ممدوح كضيف شرف فى مشاهد قليلة فيلم ولكنها مؤثرة ومبهجة بفضل أدائه الكوميدى الرائع، وكانت مفاجأة الفيلم ظهور المخرج هانى خليفة كممثل بأداء رائع ومقنع وطلة حلوة على الشاشة.
