عمرو سهل يكتب "كيد العدو".. ميراث المصريين عبر التاريخ

تتجلى عظمة المصريين في قدرتهم على ما يمكن أن نسميه "كيد العو" وهو مفهوم يتجاوز مجرد الخداع السطحي أو مجرد حيلة بل بات نوعا من فن الحياة يتمتع به المصريون طوال تاريخهم فكم سجلت الجداريات الفرعونية حس التخطيط والتدبير في حكايات الآثار والتماثيل يظهر تفوق المصريين في فهم تكتيكات الحياة وفنون التأقلم مع التحديات.
كما لايغيب هذا المفهوم "كيد العو" عن الحكايات الشعبية والأمثال التقليدية ما يظهر عمق هذه السمة في العقل الجماعي
ومجددا يمارس المصريون هوايتهم في مواجهة التحديات السياسية أو الاقتصادية بسلاح "كيد العو" ليقهروها بروح الصمود
إن المصريين لا يتعاملون مع وطنهم كصفقة تسطير عليها المكاسب ولاخسائر بل يعتبرونه حياةً وروحًا تسكنهم فيحبطون الكيد لهم بشغف الانتماء والحب العميق لأرضهم الذي يجمعهم ويمنحهم القوة للدفاع عن مكانتهم في هذا الكون فلا لا يكتفون بالعيش في وطنهم بل يشاركون في بنائه وحمايته وفي كل زمان ومكان يولدون بروح الوطنية قوة هائلة تستدعى حين يحاول أحد ما الاستيلاء على مكانتهم أو تهديد وحدتهم قيتوحدون تحت راية وطنهم جيشا مهيبا لا يعرف الخضوع.
وتأمل معي تلك الوجوه التي اصطفت أمام لجان الانتخابات الرئاسية قبل أن تبدأ عملها وكيف ارتسمت على ملامحها القدرة على استخدام التحديات كدافع لتحقيق النجاح وحين تتكاثف الصعاب يظهر الشعب قدرته على تحويل الهموم إلى حافز للتفوق بعزيمة لا تعرف الحدود وتتجاوز أي عقبة.
ومن جديد وفي زمن التحديات يظهر المصريون كضوء يتلألأ في ظلمة الصعاب وبكل حماس يشيرون هذه قوة الشعب التي تهزم العدو وقلوبهم تفيض بمشاعر النصر فتعلو صحيات التحدي مدوية في سماء الأمم عندما يتحد المصريون بروح تستمد قوتها من التضحية فقوة الشعب لا تأتي فقط من قدرتة بلاده العسكرية بل تأتي أيضا من إيمانهم العميق بالقيم والمبادئ التي يدافعون عنها مستندين إلى تاريخهم العظيم الذي يشهد على صمودهم وثباتهم في وجه التحديات.
وليتذكر كل مشكك أو مقامر أن الشعب المصري عاش ومر بتحديات عديدة عبر التاريخ قهرها بقدرته على التصدي والتحدي بدءا من تحديات الاستعمار حين ظنت بعض القوى قدرتها على السيطرة على أرض مصر ومواردها واجه المصريون تحديات اقتصادية، من التحولات الزراعية إلى ال وكيف واجه ومازال المصريون التحولات الصناعية والاقتصادية الحديثة عبر برامج التنمية والإصلاح لينجحوا في تحسين واقعهم الاقتصادي والاجتماعي وليتذكر المشككون أيضا كيف تجاوزوا الحروب والصراعات وتحديات الأمن في المنطقة والتمسك بالوحدة الوطنية والعمل بجد لتفكيك تحديات التعليم والصحة وقضايا الفقر والعدالة الاجتماعية بمشاريع تنموية غير مسبوقة ودوما وأبدا ستتجسد قوة المصريين وقدرتهم على التصدي لمختلف التحديات واستخدامها كفرص للتطور والتقدم.
إن مشاهد التصويت في الانتخابات الرئاسية تؤكد مجددا أن وحدة المصرييين صخرة قوية لا يمكن كسرها ودرع لا يمكن اختراقها وفي معركة الإرادة والإصرار يبرز الشعب بكل جرأة وإقدام يحول الصعب إلى سهل واليأس إلى أمل ومع كل جيل يرفع علم الوطن ويحمل مشعل الحرية يظل الشعب قادرا على تحطيم الحواجز والتغلب على الصعوبات والسير بزهو في طريق الشرف والشموخ .. فلنحتفل بقوة الشعب وبروحهم الجبارة ولنستلهم منهم العزيمة لتحقيق التغيير والتحديات لنمهد الطريق نحو مستقبل مشرق وحر.