عندما يقف وزير الخارجية الأمريكى بعد اجتماعه بوزراء الخارجية العرب فى عمان، وبعد أن سمع الحديث الحاسم من وزير خارجيتنا سامح شكرى عن ضرورة الوقف الفورى للقتال، وإدخال المساعدات للفلسطينيين فى غزة بلا قيود، وبإيقاف التآمر من أجل تهجير الفلسطينيين المرفوض جملة وتفصيلاً.. يبدو الرجل وكأنه قادم من كوكب آخر، فلا يجد إلا تبنى الأكاذيب الإسرائيلية مرة أخرى، وترديد الاسطوانة المزورة عن حق إسرائيل فى الدفاع عن النفس.. ثم يؤكد مرة أخرى الدعم الأمريكى الكامل لإسرائيل الذى أصبحت ترجمته الفعلية هى المشاركة الكاملة فى حرب الإبادة التى يواجهها شعب فلسطين!! عندما يحدث ذلك.. ولا نرى أو نسمع من الوزير الأمريكى كلمة إدانة واضحة ضد مذابح إسرائيل المستمرة والتى وصلت لضرب المستشفيات واستهداف سيارات الاسعاف وقصف المدارس لتصل حصيلة الحرب النازية الصهيونية التى تدعمها أمريكا إلى عشرة آلاف شهيد حتى الآن ثلثاهم من الأطفال والنساء.. عندما يحدث ذلك فليس غريباً أن نسمع - فى نفس اليوم - ما سمعناه من وزير إسرائيلى معتوه من حديث عن أن اسقاط قنبلة نووية على غزة هو أحد الاحتمالات أو الخيارات الإسرائيلية، وأن غزة هى أرض إسرائيلية ينبغى أن تعود إليها المستوطنات، وأنه لا يوجد مدنى غير متورط فى غزة، وأن أى شخص يلوح بعلم فلسطين أو حماس لا ينبغى أن يستمر فى العيش على وجه الأرض!! ولولا أن الوزير المعتوه (إلياهو وزير التراث) تحدث عن الرهائن بكل استخفاف متسائلاً لماذا هم أكثر أهمية من الجنود أو حياة الناس الذين سيقتلون لاحقاً؟.. لولا ذلك لما سارع المسئولون فى إسرائيل لمحاولة التخفيف من آثار هذه التصريحات التى تمثل فى حقيقتها سياسة حكومة إسرائيل وأفكار أقطابها بدءاً من نتنياهو نفسه وانتهاء ببن غفير وتسيموتريتش وهذا ال «إلياهو» والتى ترى أن على الفلسطينيين أن يختاروا بين التهجير أو القتل.. وهو ما تحاول إسرائيل الآن - بحرب الإبادة - أن تطبقه فى غزة أولا!! هذه هى الحكومة التى تقول أمريكا إنها تؤيدها بلا حدود، والتى تشاركها فى حرب الإبادة ضد شعب فلسطين، وتمنحها كل الدعم السياسى والعسكرى، وترصد لها 14 مليار دولار للمساعدة فى قتل أطفال فلسطين، وتقف معها ضد الرأى العام العالمى كله وهو يطالب بوقف «المحرقة» التى ترتكبها النازية الصهيونية بينما يرفض الرئيس بايدن وإدارته أى حديث عن ايقاف القتال، ويستمرون فى دعم إسرائيل لتقصف الفلسطينيين - حتى الآن - بقنابل تتجاوز قوتها التدميرية ثلاث قنابل نووية(!!). فلا تصدقوهم حين يحاولون التبرؤ من تصريحات «إلياهو». إنه فقط أكثر وقاحة فى التعبير عن حقيقة ما يجرى فى ظل التحالف الأمريكى - الإسرائيلى، ويكشف للعالم كله أن أمريكا تدعم أحط أنواع الارهاب الذى تمارسه الصهيونية النازية.. بل وتشاركه فيما يرتكب من جرائم ضد الإنسانية!
