حرب الإبادة التى تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطينى فى غزة أسقطت «حتى الآن» 2400 شهيد نصفهم من الأطفال والنساء وأصابت تسعة آلاف لا يتوافر لهم العلاج الكافى فى ظل القرار «النازى» الذى أصدرته إسرائيل بمنع الماء والغذاء والدواء عن أكثر من 2 مليون فلسطينى فى غزة. ومع ذلك.. فإسرائيل تقول إن الحرب مازالت فى بدايتها وتستعد لاجتياح غزة وتحاول تهجير سكانها، وتضرب عرض الحائط ببيانات الهيئات الدولية والأمم المتحدة التى تطلب إيقاف حرب الإبادة الإسرائيلية وتحذر من نتائجها الكارثية.. ولم تكن الغازية الصهيونية قادرة على المضى فى جريمتها هذه إلا اعتماداً على تأييد غير محدود من الولاياتالمتحدة والحكومات الأوروبية، وإلا بعد أن وصلت الامدادات العسكرية على وجه السرعة، وجاءت حاملة الطائرات الأمريكية الثانية «ايزنهاور» لتلحق بالأولى «فورد» ومعها بعض البوارج البريطانية التى جاءت لتذكر الجميع بأن أصل المؤامرة التى أقامت الكيان الصهيونى كان بريطانياً وأن أحفاد «بلفور» يسيرون على نفس الطريق!! وحتى الآن.. لا يتحدث مسئول فى الغرب عن وقف «حرب الإبادة» التى مازالوا يعتبرونها من قبيل «الدفاع عن النفس» والتى هى فى حقيقتها دفاع عن الاحتلال الصهيونى، وعن ممارساته النازية، وعن جرائم الحرب التى يرتكبها يومياً!! بل إنهم يتبارون فى الدعم والمساندة، وعندما تكتشف شعوبهم بعض الحقيقة وتخرج للتظاهر ضد الحرب الاسرائيلية المجنونة، تصدر القرارات بمنع هذه المظاهرات بحجة العداء ضد السامية.. وكأن السامية تعنى إباحة القتل وإبادة الشعوب واغتصاب الأرض، والتأييد الكامل لكل الجرائم التى ترتكبها إسرائيل!! مصر وضعت كل التسهيلات لإيصال المساعدات العاجلة لأهلنا فى غزة، فقامت إسرائيل بتدمير الجانب الفلسطينى من معبر رفح لتمنع وصول المساعدات، متوهمة أن ذلك سيساعدها فى تمرير مخطط تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، وهو المستحيل بعينه الذى ينبغى أن تفهمه إسرائيل، والأهم أن يفهمه من يدعمونها من القوى الكبرى، ومن يقفون وراء مخططات تصفية القضية الفلسطينية. استمرار حرب الإبادة التى تشنها إسرائيل ليس له من نتيجة إلا توسيع الحرب وانفجار الموقف فى المنطقة كلها.. وحشد الأساطيل وحاملات الطائرات لدعم إسرائيل لن يمنع الكارثة.. وإنما يمنعها أن تتوقف حرب الإبادة، وأن تحضر السياسة وأن يدرك الجميع أنه لا حل بدون إنهاء الاحتلال.