راقب السماء خلال ليالي مايو.. وشاهد 20 شهابًا في الساعة

أكد خبراء الفلك أن بحلول شهر مايو على المهتمين بمراقبة النجوم في السماء وحتى منتصف يونيو تقريبًا تكون سماء المساء في فترة استراحة بين النجوم الساطعة والنجوم الشتوية والتشكيلات النجمية لفصل الصيف رغم ذلك هناك العديد من الكنوز الرائعة في سماء مايو.
وأكد الخبراء يبدأ شهر مايو والقمر في طور الأحدب المتزايد وينتقل إلى طور البدر المكتمل في الخامس من الشهر وفي هذا الوقت يتسبب في إنارة السماء مما يجعل من الصعب رؤية الأجرام الخافتة وبالتزامن مع ذلك سيحدث خسوف شبة ظل للقمر مرئيًا في العالم العربي وإفريقيا وجنوب شرق آسيا وأستراليا.
إضافة لذلك سيؤثر ضوء القمر هذا الشهر على مراقبة تساقط شهب آيتا الدالويات السنوية والتي ستبلغ ذروتها خلال ساعات الصباح الباكر من 6 و 7 و 8 مايو من بعد منتصف الليل بقليل إلى ما قبل شفق الصباح وهذه الشهب يكون رصدها عادة أفضل من النصف الجنوبي للكرة الأرضية حيث تسمح الليالي الأطول لنقطة إشعاعها بالارتفاع أعلى في السماء قبل حلول الفجر وتنتشر الشهب بشكل اكبر عبر السماء.
اقرأ ايضا :- غدًا.. اقتران القمر والمريخ
عادة يشاهد من 10 إلى 20 شهاباً بالساعة وما يصل إلى 50 شهاباً في ظل ظروف مثالية ولكن من غير المحتمل رؤية هذا العدد هذا العام بسبب ضوء القمر الذي يضيء السماء ولكن الشيء الرائع بشان هذه الشهب هو أنها تنتج عن الحطام المتناثر من المذنب هالي حيث يتم يتحرق الحطام بحجم حبيبات الرمل عندما يدخل الغلاف الجوي للأرض وهذا الوميض المحترق هو الشهاب.
كوكب الزهرة يسطع بشكل مشرق للغاية بالأفق الغربي في وقت مبكر في المساء ويمكن التعرف عليه بسهوله فهو يظهر كنقطة ضوئية براقة للعين المجردة ويبقى لحوالي ثلاث ساعات بعد غروب الشمس.
بداية شهر مايو يبعد كوكب الزهرة مسافة أقل من 145 مليون كيلومتر من الأرض وفي نهاية الشهر أقل من 113 مليون كيلومتر على الرغم من سطوع الكوكب لا يمكن رؤية الكثير من التفاصيل بسبب غيومه الكثيف التي تغطيه بالكامل.
مع ذلك من الممتع رصد كوكب الزهرة بالتلسكوب على مدار أشهر لأنه يمر بأطوار مثل القمر تمامًا نظرًا لأن مداره حول الشمس يوجد داخل مدار الأرض إضافة لذلك يمر كوكب عطارد أيضًا بأطوار للسبب نفسه.
بداية الشهر سوف يشبه كوكب الزهرة قمرًا بيضاوي الشكل من خلال التلسكوب وفي نهاية الشهر سيرى نصف الكوكب تمامًا مثل القمر في طور التربيع الأول.
الكوكب الآخر الوحيد الذي يرصد بسهولة في سماء مايو هو المريخ وهو أعلى قليلاً في السماء من الزهرة. المريخ خافت جداً مقارنة بالزهرة، وهو بعيد جدًا عن الأرض الآن وصغير جدًا في السماء حالياً ولن يكون مناسبًا للرصد بالتلسكوب فكل ما سيظهر نقطة برتقالية اللون إلا عند استخدام تلسكوب كبير.
برغم ذلك تابع مشاهدة الكوكب الأحمر بالعين المجردة، فطوال شهر مايو سيقترب المريخ والزهرة من بعضهما تدريجيًا في طريقهما إلى اقتران سماوي في شهر يونيو المقبل، وما بين 22 و 24 مايو سيمر هلال القمر بالقرب من كوكبي الزهرة والمريخ مما سيجعله مشهدًا رائعًا، وكذلك شاهد النجمين كاستور و بولكس القريبين أيضًا ،وهي النجوم الساطعة في كوكبة التوأمان.
لا يزال لدينا بعض الأبراج الشتوية مثل التوأمان و ممسك الاعنه منخفضة في الأفق الغربي بعد الشفق المسائي ، ولكن بشكل عام تزين النجوم الربيعية السماء الان، حيث تشاهد بسهوله نجوم الأسد عاليا في الأفق الجنوبي بالنصف الشمالي من الكرة الأرضية أو منخفضة في الأفق الشمالي للقاطنين في النصف الجنوبي.
الجزء الأكثر بروزًا في الأسد هو علامة استفهام مميزة تحدد رأس وصدر الأسد الكوني ويوجد في الجزء السفلي من علامة الاستفهام نجم الأسد اللامع قلب الاسد.
إضافة لذلك وفي مكان آخر من السماء الشمالية توجد نجوم الدب الأكبر ونجوم الدب الأصغر التي تضم نجم الشمال بولاريس الجدي في نهاية مقبضها وهناك أيضًا نجوم ذات الكرسي كاسيوبيه التي تشبه حرف W كبيرة منخفضة في الأفق الشمال الغربي.
ان المع نجم يمكن رؤيته هو السماك الرامح في الأفق الجنوبي الشرقي ( النصف الجنوبي بالشمال الشرقي) ، وهو ألالمع في كوكبة العواء وواحد من ألمع النجوم في سماء الليل بأكملها.
نجوم العواء أشبه بالطائرة الورقية العملاقة حيث يشير السماك الرامح إلى الذيل.
كذلك نجوم العقرب التي تضم نجم أحمر لامع آخر يسمى قلب العقرب. نجوم العقرب رائعة لأنها بألوان مختلفة بشكل لافت للنظر كأحجار كريمة باللون الأزرق والأبيض والأحمر في أعالي السماء الجنوبية.
أما السماء في الصباح الباكر فيمكن رؤية نفس النجوم التي نراها في سماء المساء أواخر الصيف، إضافة لذلك يرصد الكوكبان العملاقان في نظامنا الشمسي في سماء مايو قبل الفجر.
فطوال الشهر يكون زحل مرئيًا في منخفضا في الأفق الشرقي قبل وأثناء المراحل الأولى من الشفق الصباحي وهو ألمع جسم للعين المجردة في ذلك الجزء من السماء.
بعد منتصف الشهر يرصد كوكب المشتري منخفضًا جدًا في الافق الشرقي مع بدء الشفق الصباحي. كوكب المشتري أكثر إشراقًا من زحل لكن لن يظهر أي منهما كالمعتاد حاليا من خلال التلسكوب حيث سيكون كلا الكوكبين خافتين للغاية بسبب الطبقة السميكة من الغلاف الجوي للأرض بالقرب من الأفق.
بتاريخ الثالث عشر من مايو سيكون القمر المتناقص بالقرب من زحل وفي السابع عشر سيقترن قمر هلال نهاية الشهر الصغير للغاية بكوكب المشتري، قد يكون من الصعب رؤية ذلك في شفق الصباح لكن لا مانع من المحاولة .