التاريخ الإسلامي شاهد على أن رمضان شهر الانتصارات

كتبت : نرمين الشال
شهر رمضان هو شهر الآيات والمعجزات والمتأمل فى التاريخ الإسلامى يجد العديد من الأحداث الجليلة والمعارك الكبرى التى انتصر فيها المسلمون بفضل الله تعالى فى هذا الشهر المبارك، وكما أن المسلمون الأوائل قدموا لنا دروسا بالانتصارات التى تحققت خلال شهر رمضان بداية من انتصارهم على المشركين فى غزوة بدر، وما تلاها من معارك كبرى خلدت فى التاريخ .. فقد جسد جنود مصر ملحمة ستظل خالدة فى التاريخ العسكرى والإنسانى بانتصارهم يوم العاشر من رمضان وتحرير أرض سيناء من العدو الغاصب.
وعن أهم المعارك فى التاريخ الإسلامى ودلالاتها يقول الدكتور السيد نجم، من علماء الأزهر الشريف : شهر رمضان شهر النشاط والجد والاجتهاد ليس فى العبادة فقط ولكن أيضا على الجانب العملى فكما أن شهر رمضان هو شهر الصيام والقيام وقراءة القرآن، والصدقة والإطعام والعبادات فإنه أيضًا شهر الانتصارات، شهر العزة والكرامة فلقد ارتبط شهر رمضان بالانتصارات الكبيرة والبطولات التى خلدها التاريخ بداية من غزوة بدر الكبرى التى كانت فى السابع عشر من رمضان، والتى أطلق عليها القرآن ( يوم الفرقان ) مرورا بفتح مكة فى رمضان فى السنة العاشرة من الهجرة، ثم بمعركة عين جالوت بقيادة سلطان مصر سيف الدين قطز والتى كتب الله تعالى للمصريين فيها النصر على المغول . ثم يأتى نصر آخر عزيز على قلوبنا جميعا، يوم العزة والكرامة واسترداد الأراضى المصرية، يوم أعز الله فيه قواتنا المسلحة وأعلى رايتها، يوم أعاد للمصريين البسمة على الوجوه والفرحة على القلوب المكلومة: إنه يوم العاشر من رمضان السادس من أكتوبر 1973، ذلك اليوم الذى سطّر التاريخ فيه أنصع صفحاته بأحرف من نور حينما استطاع جنودنا البواسل عبور قناة السويس وتحطيم خط بارليف وعزموا وصمموا على النصر أو الشهادة فكان لهم ما أرادوا بفضل الله . وإذا كنا نقف اليوم متأملين فى هذا اليوم العظيم الذى كتب الله فيه النصر لمصرنا الحبيب .
أسباب النصر
ويوضح، الدكتور السيد نجم، أنه ينبغى علينا جميعا أن نتفكر فى الأسباب التى جعلها الله تعالى سنة كونية لأى انتصار وأى عبور والتعلم وأول هذه الأسباب : هو التعلق بالله تبارك وتعالى، وهذا واضح فى غزوة بدر وأيضا فى انتصارات أكتوبر 1973، فالكل كان يتضرع إلى الله ويدعو آناء الليل وأطراف النهار، حتى كان هتاف جنودنا البواسل والشعب من خلفهم «الله أكبر»، الله أكبر ليست كلمة تقال ولا حروفا تنطق، إنها كلمات استغاثة، إنها طلب المدد من الله، إنها إعلان بأننا نخلع حولنا وقوتنا إلى حول الله وقوته، إنها قلوب ضارعة ونداءات صادقة وجوارح متوكلة على ربها، فاستجاب الله النداء ولبّى الدعاء وكتب النصر.
أما السبب الثانى: هو الاصطفاف والالتفاف حول قيادتنا وقواتنا المسلحة فكان الكل على قلب رجل واحد، ويد واحدة، تشابكت أيدى المصريين على عدوهم واصطفوا خلف قياداتهم، المسلم والمسيحى اختلطت دماؤهم الطاهرة فى قلب سيناء الحبيبة، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن من أسباب النصر هو الحفاظ على ذلكم النسيج المصرى الذى يلتف ويصطف حول قياداته فى وقت الشدائد والأزمات وفى كل وقت وحين .
وأضاف، نجم، أن السبب الثالث فى تحقيق الانتصار هو التخطيط الجيد والتنسيق بين مصر وأشقائها العرب: فانظر إلى الإعداد الجيد والتخطيط المحكم فى نصر أكتوبر ستجد إرادة صلبة وإيمانا صادقا وتخطيطا دقيقا ظهر فى عبور قواتنا المسلحة وتحطيم خط بارليف الحصين وتدمير حصون العدو ومراكز سيطرته، واندحر العدو وهزم شر هزيمة ورجعت أرض سيناء كاملة، وندعوا الله أن يحفظ قواتنا المسلحة وأن يبقى رايتها عالية خفاقة، وتحية لأرواح شهدائنا الأبرار الذين قدموا أرواحهم ودماءهم الزكية للدفاع عن تراب هذا الوطن الغالي.
نقلا من عدد اللواء الأسلامي بتاريخ 30/3/2023
أقرأ أيضأ : رئيس قضايا الدولة يهنئ الرئيس السيسي ووزير الدفاع بذكرى العاشر من رمضان