براتب تصل 2200 درهم.. «العمل» تبدأ اختبارات المتقدمين لوظائف الإمارات    «طفولتها حقها».. حملة قومية لمواجهة زواج الأطفال    رئيس جامعة العريش يهنئ كلية الاستزراع المائي لتأهلها للمنافسة على جائزة التميز الحكومي    وزيرة التضامن تفتتح حضانة «برايت ستارز» بمدينة حدائق العاصمة الإدارية    الاستثمار: زيادة الصادرات غير البترولية بنسبة 21% لتصل إلى 36 مليار    أسعار الفاكهة حول الأسواق بالأقصر.. اليوم الأربعاء 22 أكتوبر 2025    محافظ سوهاج يتفقد عددًا من المواقف لمتابعة مدى الإلتزام بالتعريفة الجديدة    وزير المالية: نتطلع لدور أكبر للبنوك التنموية في خفض تكاليف التمويل للدول الأعضاء    وزير المالية: نتطلع لدور أكبر للبنوك التنموية متعددة الأطراف فى خفض تكاليف التمويل للدول الأعضاء والقطاع الخاص    الرئيس السيسي يبدأ نشاطه فى بروكسل بلقاء ممثلة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي    كوريا الشمالية تطلق صاروخًا باليستيًا باتجاه شرق اليابان    «أونروا»: إسرائيل تنفذ عمليات تدمير في شمال الضفة    حسين الشيخ ورئيس المخابرات الفلسطينية يزوران القاهرة اليوم    بحمولة 8300 طن مساعدات.. الهلال الأحمر المصري يُطلق قافلة «زاد العزة 56» إلى غزة    تشيلسي يواجه أياكس في دوري أبطال أوروبا    موعد مباراة ريال مدريد أمام يوفنتوس في دوري أبطال أوروبا.. والقنوات الناقلة    تشكيل بايرن ميونخ المتوقع أمام كلوب بروج بدوري أبطال أوروبا    النيابة الإدارية تحيل مسئولين بالإسماعيلية للمحاكمة التأديبية العاجلة    فيديوهات خادشة للحياء و4 هواتف.. سقوط مشاهير الترند فى قبضة الأمن بالإسكندرية    محافظ أسيوط: فتح باب التقديم لحج الجمعيات الأهلية وحتى 6 نوفمبر المقبل    حملات مرورية .. رفع 34 سيارة ودراجة نارية متهالكة    أبناء النجوم يتألقون على ريد كاربت «السادة الأفاضل» | صور    اتحاد الناشرين: المتحف المصري الكبير بوابة حضارية جديدة للدولة المصرية    بدء اجتماع الحكومة بالعاصمة الإدارية الجديدة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاربعاء 22-10-2025 في محافظة الأقصر    نائب وزير الصحة يتفقد مستشفى العريش وعيادات التأمين الصحي    طرق طبيعية فعّالة لتنظيف القولون في المنزل    «التأمين الصحي»: توسيع شبكة مقدمي الخدمة الصحية في جميع المحافظات    اعتماد المخطط التفصيلي لمنطقة الفيلات «V26» بمشروع مدينتي بالقاهرة الجديدة    بحضور المتحدث الرسمي للخارجية.. مناقشة "السياسة الخارجية والأزمات الإقليمية" بجامعة بنى سويف    مجلس الكنائس العالمي يشارك في احتفال الكنيسة المصلحة بمرور 150 عامًا على تأسيسها    مفتي الجمهورية: الفتوى الرشيدة صمام أمان لوحدة الأمة وحائط صد ضد التطرف    حسن موسى يكشف سبب استبعاد بعض الأعضاء من التصويت ويوضح مستجدات ملعب الزمالك    حكم القيام بإثبات الحضور للزميل الغائب عن العمل.. الإفتاء تجيب    القبض على سائق قتل طليقته أمام نجلها في السادات بالمنوفية    حبس الطالب المتهم بقتل زميله بمفك فى الرأس فى الدقهلية 4 أيام    ضبط طالب استخدم الذكاء الاصطناعي لفبركة مقطع مخل لفتاة رفضت الارتباط به    تعليم المنوفية تكشف حقيقة غلق مدرسة الشهيد بيومي بالباجور بسبب حالات الجدري المائي "خاص"    27 ألف مريض تلقوا الخدمات الطبية بمستشفيات جامعة بني سويف في أسبوعين    آخر تطورات أزمة مباراة الأهلي وبيراميدز مواليد 2007    السلام من أرض السلام    سماء الفرج    موعد شهر رمضان المبارك 1447 هجريًا والأيام المتبقية    حين يتأخر الجواب: لماذا لا يُستجاب الدعاء أحيانًا؟    إتاحة خدمة التقديم لحج الجمعيات الأهلية إلكترونيا    استقرار وانخفاض طفيف في أسعار الحديد بأسواق المنيا اليوم الاربعاء 22أكتوبر 2025    احتفال وطني بذكرى أكتوبر في كلية الحقوق جامعة المنصورة    الأوكرانيون يستعدون لشتاء آخر من انقطاع الكهرباء مع تغيير روسيا لتكتيكاتها    فياريال ضد مان سيتى.. هالاند يقترب من معادلة رقمه القياسى    سعر الذهب اليوم الأربعاء 22-10-2025 بعد انخفاضه في الصاغة.. وعيار 21 الآن بالمصنعية    جيهان الشماشرجي تكشف علاقتها بيوسف شاهين ودور سعاد نصر في تعرفها عليه    جداول امتحانات شهر أكتوبر 2025 بالجيزة لجميع المراحل التعليمية (ابتدائي – إعدادي – ثانوي)    فيديو.. أسامة كمال يعلق على سرقة متحف اللوفر: اللي بيجي بالساهل بيروح بالساهل    جامعة طنطا تحتفي بإنجاز دولي للدكتورة فتحية الفرارجي بنشر كتابها في المكتبة القومية بفرنسا    «تقريره للاتحاد يدينه.. واختياراته مجاملات».. ميدو يفتح النار على أسامة نبيه    من طقطق لسلامو عليكم.. كل اللي حصل في بعثة تنس الطاولة وسر الحظر الإعلامي    باريس سان جيرمان يكتسح ليفركوزن بسباعية في دوري الأبطال    رومانسي وحساس.. 4 أبراج بتحب بكل جوارحها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ولا عزاء للعولمة

‬فى ‬بداية ‬اندلاع ‬الأزمة ‬الأوكرانية ‬فبراير ‬الماضى ‬تم ‬استدعاء ‬نسخة ‬سبيعينية ‬مما ‬يسمى ‬بالمجاهدين ‬، ‬فمع ‬دوى ‬طلقات ‬المدافع ‬خرجت ‬الدعاية ‬الإخوانية ‬المدعومة ‬من ‬تيار ‬العولمة ‬الأمريكى ‬تعيد ‬من ‬جديد ‬الحالة ‬الأفغانية ‬بصيغة ‬أوروبية ‬،بدأت ‬وسائط ‬التواصل ‬الاجتماعى ‬وهى ‬الأداة ‬الحديثة ‬التى ‬لم ‬تكن ‬متواجدة ‬فى ‬النسخة ‬الأفغانية ‬تنشر ‬بكثافة ‬قصص "‬بطولات ‬المجاهدين ‬الأوكرانيين" ‬وكأن ‬أوكرانيا ‬تحولت ‬إلى ‬دولة ‬ذات ‬أغلبية ‬مسلمة ‬فجأة. ‬
وصلت ‬بلاهة ‬الدعاية ‬الإخوانية ‬المعولمة ‬فى ‬الأسابيع ‬الأولى ‬من ‬الأزمة ‬إلى ‬الترويج ‬لقصص ‬المجاهد ‬أبوفلان ‬والمجاهدة ‬أم ‬علان ‬الذين ‬سقطوا ‬فى ‬ساحة ‬القتال ‬والوغى ‬ضد ‬العدوان ‬الروسى ‬دفاعًا ‬عن ‬حرية ‬كييف، ‬لكن ‬طبيعة ‬الصراع ‬الروسى / ‬الأوكرانى ‬من ‬حيث ‬تداعياته ‬وأطرافه ‬أظهرت ‬سريعًا ‬مدى ‬سذاجة ‬استدعاء ‬هذه ‬النسخة ‬السبيعينية "‬الجهادية " ‬من ‬مخازن ‬التاريخ.‬
هذه ‬الهزيمة ‬السريعة ‬وعدم ‬قناعة ‬ملايين ‬المستهدفين ‬بهذه ‬الدعاية ‬ورداءة ‬ألعاب ‬السبيعينيات ‬جعلت ‬التيار ‬الأمريكى ‬المعولم ‬فى ‬أغلبه ‬والقابض ‬على ‬السلطة ‬حاليًا ‬فى ‬البيت ‬الأبيض ‬يتشكك ‬فى ‬جدوى ‬استخدام ‬مايسمى ‬بالإسلام ‬السياسى ‬لخدمة ‬مصالحه ‬وإن ‬كان ‬الجناح ‬المتشدد ‬داخل ‬هذا ‬التيار ‬يصرعلى ‬رهاناته ‬ويستمد ‬من ‬مخططات ‬هيلارى/ ‬أوباما ‬الفاشلة ‬قوة ‬دافعة ‬لأوهامه ‬بل ‬يرفع ‬من ‬معدلات ‬الوهم ‬بخلطات ‬غريبة ‬يروج ‬لها ‬منظروه ‬ووسائل ‬دعايتهم ‬مثل ‬الإخوانى ‬اليسارى ‬والإخوانى ‬الليبرالى ‬والإخوانى ‬الذى ‬يستطيع ‬التحالف ‬مع ‬رموز ‬نظام ‬فاسد ‬سقط ‬ليعيد ‬إحياءه.‬
‬يعمى ‬التشدد ‬بصر ‬وبصيرة ‬المتشدد ‬وخدمه ‬عن ‬الحقائق ‬التى ‬قد ‬يراها ‬الجميع ‬ولكنهم ‬الوحيدين ‬الذين ‬يغفلون ‬عنها ‬عن ‬عمد ‬أو ‬عن ‬جهل ‬، ‬تقول ‬الحقائق ‬إن ‬الفاشية ‬الدينية ‬ونسخ ‬مايسمى ‬بالإسلام ‬السياسى ‬بكافة ‬درجاته ‬وأشكاله ‬تنهار ‬منذ ‬يونيو ‬2013 ‬فى ‬كافة ‬أرجاء ‬الشرق ‬الأوسط ‬وأن ‬ماصنعته ‬أيادى ‬الاستعمار ‬الأنجلو /‬أمريكى ‬من ‬مخططات ‬على ‬مدار ‬قرن ‬ويزيد ‬لتخليق ‬مسخ ‬ونسخ ‬متعددة ‬ممايسمى ‬بالإسلام ‬السياسى ‬ووزعتها ‬على ‬بلاد ‬الشرق ‬الأوسط ‬،هذه ‬المخططات ‬والنسخ ‬تتآكل ‬الآن ‬ثم ‬تتلاشى ‬على ‬المستوى ‬السياسى ‬والأهم ‬على ‬المستوى ‬الاجتماعى .‬
تشتعل ‬فى ‬طهران ‬الآن ‬النيران ‬فى ‬النسخة ‬الشيعية ‬من ‬هذا ‬المسمى ‬بالإسلام ‬السياسى، ‬لهذا ‬الاشتعال ‬أصل ‬يعود ‬إلى ‬43 ‬عامًا ‬مضت ‬يوم ‬أن ‬وصل ‬الخومينى ‬إلى ‬مطار ‬العاصمة ‬الإيرانية ‬محمولا ‬على ‬طائرة ‬فرنسية ‬برعاية ‬أمريكية ‬انضم ‬الخومينى ‬إلى ‬الملالى ‬المنتظرين ‬فى ‬تحفز ‬للانقضاض ‬على ‬السلطة ‬وسرقة ‬الثورة ‬من ‬الشعب.‬
تم ‬تزويد ‬الخومينى ‬والملالى "‬بكتالوج" ‬أنجلو/‬أخوانى ‬تم ‬تصميمه ‬فى ‬العام ‬1928 ‬تطابق ‬التصميم ‬مع ‬اختلاف ‬طفيف ‬فى ‬المصطلحات ‬بدلا ‬من ‬المرشد ‬العام ‬للجماعة ‬أصبح ‬هناك ‬المرشد ‬الأعلى ‬للثورة، ‬النظام ‬الخاص ‬فى ‬الجماعة ‬الفاشية ‬المسئول ‬عن ‬القتل ‬والاغتيالات ‬تحول ‬فى ‬نظام ‬الملالى ‬إلى ‬الحرس ‬الثورى ‬ومن ‬مجلس ‬شورى ‬الجماعة ‬إلى ‬مجلس ‬تشخيص ‬النظام ‬فى ‬الطبعة ‬الإيرانية ‬،سقطت ‬الدولة ‬فى ‬إيران ‬وصعد ‬التنظيم ‬وشنق ‬الثائرون ‬الباحثون ‬عن ‬الحرية ‬على ‬أعمدة ‬الإنارة ‬فى ‬شوارع ‬طهران ‬باسم ‬الدين.‬
هل ‬مصادفة ‬أن ‬جيمى ‬كارتر ‬الرئيس ‬الأمريكى ‬الذى ‬انطلقت " ‬ثورة " ‬الملالى ‬فى ‬عهده ‬يكون ‬هو ‬نفسه ‬الزائر ‬الأمريكى ‬الأول ‬لمكتب ‬إرشاد ‬الجماعة ‬فى ‬المقطم ‬بالقاهرة ‬عام ‬2012بعد ‬ثورة ‬أخرى ‬؟ ‬أنه ‬سؤال ‬متسع ‬على ‬كثير ‬من ‬الإجابات ‬لكن ‬كارتر ‬وآل ‬كلينتون ‬والتلميذ ‬الذى ‬تفوق ‬على ‬أساتذته ‬باراك ‬أوباما ‬والآن ‬بايدن ‬جميعهم ‬مؤمنون ‬بالعولمة ‬والرعاة ‬الرسميين ‬لما ‬يسمى ‬بالإسلام ‬السياسى .‬
لاتصدق ‬مشاغبات ‬نظام ‬الملالى ‬مع ‬سياسات ‬الولايات ‬المتحدة ‬فى ‬المنطقة ‬ففى ‬بعض ‬الأحيان ‬لا ‬يشترط ‬فى ‬الحليف ‬أن ‬يكون ‬مطيعًا ‬بل ‬المطلوب ‬منه ‬القيام ‬بدور ‬بلطجى ‬الحى ‬حتى ‬يستطيع ‬البلطجى ‬الأكبر ‬بأفعال ‬البلطجى ‬الأصغرابتزازالودعاء ‬المسالمون ‬من ‬الدول ‬مدعيًا ‬أنه ‬يقدم ‬لهم ‬الحماية.‬
قضى ‬نظام ‬الملالى ‬43 ‬عامًا ‬فى ‬السلطة ‬متحكمًا ‬فى ‬إيران ‬باسم ‬الدين ‬فارضًا ‬على ‬واحدة ‬من ‬أقدم ‬الحضارات ‬النسخة ‬الشيعية ‬من ‬ما ‬يسمى ‬بالإسلام ‬السياسى ‬حتى ‬يحقق ‬مصالحه ‬وينشرخزعبلات "‬ثورته" ‬عن ‬طريق ‬ميليشياته ‬التى ‬تعمل ‬على ‬تفتيت ‬الدولة ‬الوطنية ‬فى ‬العالم ‬العربى ‬العدو ‬الأول ‬للعولمة ‬وهى ‬نفس ‬طريقة ‬الجماعة ‬الإخوانية ‬فى ‬النسخة ‬السنية ‬تحت ‬راية ‬وحماية ‬العولمة ‬الأمريكية.‬
أربع ‬سنوات ‬عارضة ‬هى ‬فترة ‬حكم ‬ترامب ‬تخلت ‬فيها ‬العولمة ‬عن ‬السلطة ‬فى ‬البيت ‬الأبيض ‬فرفعت ‬الولايات ‬المتحدة ‬يدها ‬عن ‬البلطجى ‬الصغير ‬بل ‬خرجت ‬تطارده ‬وتقتنص ‬قيادات ‬نظام ‬الملالى ‬لكن ‬مرت ‬السنوات ‬الأربع ‬سريعًا ‬فعادت ‬العولمة ‬بعد ‬معركة ‬شرسة ‬فى ‬واشنطن ‬ويفرح ‬الملالى ‬بعودة ‬حلفائهم ‬بعد ‬غياب.‬
لم ‬يتصور ‬الملالى ‬وأرباب ‬العولمة ‬أن ‬وفاة ‬فتاة ‬فى ‬بداية ‬العشرينات ‬اسمها ‬مهسا ‬أمينى ‬ستكون ‬عود ‬الثقاب ‬الذى ‬يحرق ‬النسخة ‬الشيعية ‬من ‬مايسمى ‬بالإسلام ‬السياسى ‬خرجت ‬نساء ‬إيران ‬يطاردن ‬شرطة ‬الأخلاق ‬ويخلعن ‬الحجاب ‬الذى ‬فرض ‬عليهن ‬لأربع ‬عقود ‬لأنهن ‬يعلمن ‬جيدًا ‬مدى ‬فساد ‬حكم ‬الملالى ‬وأن ‬هذا ‬الحجاب ‬الذى ‬قتلوا ‬مهسا ‬أمينى ‬بسببه ‬وباسم ‬الفضيلة ‬ماهوإلا ‬حيلة ‬استخدمها ‬نظام ‬الملالى ‬لفرض ‬سيطرته ‬السياسية ‬والقمعية ‬على ‬إيران ‬وإخفاء ‬عورة ‬فساده .‬لم ‬تكن ‬النساء ‬فقط ‬من ‬خرجن ‬فى ‬شوارع ‬المدن ‬الإيرانية ‬بل ‬مئات ‬الآلاف ‬من ‬الشباب ‬الذى ‬كفر ‬بنظام ‬حكم ‬يريد ‬أن ‬يعيش ‬فى ‬القرون ‬الوسطى ‬تحت ‬رعاية ‬حداثة ‬العولمة. ‬
قد ‬يسقط ‬الآن ‬أو ‬بعد ‬حين ‬نظام ‬الملالى ‬لكن ‬المؤكد ‬أن ‬فيديوهات ‬الشابات ‬الإيرانيات ‬والشباب ‬الثائرين ‬التى ‬يراها ‬العالم ‬تؤكد ‬وتقول ‬بوضوح ‬إن ‬مايسمى ‬بالإسلام ‬السياسى ‬بنسخته ‬الشيعية ‬غير ‬مرحب ‬به ‬فى ‬الإراضى ‬الإيرانية ‬وأن ‬على ‬نظام ‬الملالى ‬أن ‬يحمل ‬أفكاره ‬الصفراء ‬البالية ‬ويرحل ...‬ولاعزاء ‬للرعاة ‬المعولمين. ‬
فى ‬العام ‬2018 ‬صرح ‬ولى ‬العهد ‬السعودى ‬الأمير ‬محمد ‬بن ‬سلمان ‬إلى ‬صحيفة ‬الواشنطن ‬بوست ‬الأمريكية ‬أثناء ‬حوار ‬معه ‬أن ‬الولايات ‬المتحدة ‬طلبت ‬من ‬السعودية ‬نشر ‬الفكر ‬الوهابى ‬فى ‬العالم ‬الإسلامى ‬لمواجهة ‬السوفيت ‬أثناء ‬الحرب ‬الباردة ‬وأن ‬بلاده ‬الآن ‬تعود ‬إلى ‬الطريق ‬الصحيح.‬
كان ‬وقت ‬صعود ‬النسخة ‬الوهابية ‬فى ‬المملكة ‬بهذه ‬الرعاية ‬الأمريكية ‬أو ‬ما ‬أطلق ‬عليه ‬الصحوة ‬فى ‬العام ‬1979 ‬وهو ‬نفسه ‬العام ‬الذى ‬تم ‬تدشين ‬فيه ‬النسخة ‬الشيعية ‬مما ‬يسمى ‬بالإسلام ‬السياسى ‬فى ‬إيران ‬والحقيقة ‬أن ‬حجم ‬الدعاية ‬الذى ‬قدمته ‬الولايات ‬المتحدة ‬للترويج ‬للنسختين ‬كان ‬غير ‬مسبوق ‬وبتنفيذ ‬إخوانى ‬مما ‬جعل ‬التطرف ‬فى ‬الشرق ‬الأوسط ‬هو ‬القاعدة ‬والتسامح ‬استثناء.‬
قبل ‬التصريح ‬الذى ‬قاله ‬ولى ‬العهد ‬السعودى ‬الكاشف ‬لحقيقة ‬ماحدث ‬أدركت ‬القيادة ‬الشابة ‬فى ‬المملكة ‬أن ‬الوقت ‬قد ‬حان ‬للتخلص ‬من ‬هذه ‬النسخة ‬التى ‬فرضت ‬عليها ‬لأنها ‬أمام ‬مجتمع ‬نسبته ‬الغالبة ‬من ‬الشباب ‬الرافض ‬لأجواء ‬القرون ‬الوسطى ‬وأن ‬الطفرة ‬الاقتصادية ‬البترولية ‬التى ‬حدثت ‬داخل ‬المملكة ‬جعلت ‬هذا ‬الشباب ‬إما ‬يدرس ‬فى ‬الخارج ‬أو ‬على ‬الأقل ‬شاهد ‬طبيعة ‬التطور ‬الذى ‬لايتوقف ‬فى ‬العالم ‬المحيط ‬به ‬ولايمكن ‬فى ‬مجتمع ‬يحقق ‬شبابه ‬النسبة ‬الأكبر ‬فى ‬استخدام ‬وسائل ‬التواصل ‬الاجتماعى ‬بالوطن ‬العربى ‬أن ‬تمنع ‬المرأة ‬من ‬قيادة ‬السيارة ‬بنفسها ‬وخلال ‬سنوات ‬قليلة ‬وبسرعة ‬غير ‬متوقعة ‬تآكلت ‬النسخة ‬الوهابية ‬فى ‬المملكة ‬أمام ‬قرارات ‬التحول ‬المجتمعى ‬التى ‬اتخذتها ‬القيادة ‬الشابة.‬
يمكن ‬أن ‬ندرك ‬غضب ‬الفاشية ‬الإخوانية ‬من ‬التطورالمجتمعى ‬الحادث ‬فى ‬المملكة ‬لأن ‬هذا ‬التطور ‬أنهى ‬الوصاية ‬الإخوانية ‬على ‬عقول ‬هذا ‬الشعب ‬الغنى ‬بشبابه ‬وموارده ‬وأيضا ‬ندرك ‬حسرة ‬ذيول ‬الإخوان ‬من ‬المتسلفة ‬بسبب ‬انقطاع " ‬السبوبة " ‬الوهابية ‬التى ‬كانت ‬تغدق ‬على ‬شيوخ ‬المتسلفة ‬بغير ‬حساب ‬وبنت ‬لهم ‬القصوراشترت ‬لهم ‬السيارات ‬الفارهة ‬لكن ‬الأكثر ‬غضبًا ‬مما ‬يحدث ‬من ‬تحول ‬مجتمعى ‬فى ‬المملكة ‬هم ‬المعولمين ‬الأمريكيين ‬المسيطرين ‬فى ‬واشنطن ‬ففى ‬كل ‬يوم ‬يتم ‬شن ‬الحملات ‬الدعائية ‬وإطلاق ‬التهديدات ‬ضد ‬كل ‬ما ‬تتخذه ‬المملكة ‬وكأن ‬العولمة ‬تشجع ‬وجود ‬النسخة ‬الوهابية ‬عن ‬أجواء ‬الحرية ‬والحداثة .‬
لاغرابة ‬فى ‬ذلك ‬لأن ‬النسخة ‬الوهابية ‬تخدم ‬مصالحها ‬فهى ‬تعنى ‬انغلاق ‬المجتمع ‬وتنفيذ ‬الأوامر ‬دون ‬نقاش ‬فيكون ‬المجتمع ‬المطيع ‬السائر ‬بالفتوى ‬وراء ‬شيوخ ‬التسلف ‬فى ‬خدمة ‬سياسات ‬بعيدة ‬تمامًا ‬عن ‬مصالحه ‬لكن ‬هذه ‬السياسات ‬وأغراضها ‬تتحول ‬إلى ‬مليارات ‬الدولارات ‬فى ‬حسابات ‬المعولمين ‬بواشنطن.‬
يبدو ‬أن ‬الحليف ‬الأكبر ‬سابقًا ‬للعولمة ‬أو ‬البرجماتى ‬الأول ‬فى ‬منطقتنا ‬المضطربة ‬رجب ‬طيب ‬أردوغان ‬يقفز ‬هو ‬الآخر ‬من ‬قطار ‬العولمة ‬ناسيًا ‬حجم ‬الدعاية ‬التى ‬استقبله ‬بها ‬المعولمون ‬فى ‬بداية ‬الألفينات ‬مع ‬توليه ‬السلطة ‬حيث ‬اعتبروا ‬نسخته ‬الإخوانية ‬التى ‬يقدمها ‬هى ‬النموذج ‬الحقيقى ‬للمزج ‬بين ‬الإسلام ‬والعولمة.‬
‬قفز ‬البرجماتى ‬من ‬القطار ‬أمام ‬بهاء ‬زعامته ‬لمنظمة ‬الدول ‬التركية ‬التى ‬تم ‬تأسيسها ‬مؤخرًا ‬وتضم ‬دولا ‬من ‬آسيا ‬الوسطى ‬تحمل ‬فى ‬أغلبها ‬عداءً ‬تاريخيًا ‬للإخوانية ‬ومايسمى ‬بالإسلام ‬السياسى ‬ولايمكن ‬لهذه ‬الدول ‬أن ‬تقبل ‬البرجماتى ‬زعيمًا ‬وهو ‬يحمل ‬فى ‬يده ‬هذه ‬النسخة ‬الفاشية ‬الإخوانية ‬، ‬على ‬الفور ‬أعاد ‬البرجماتى ‬النسخة ‬الإخوانية ‬إلى ‬صانيعها ‬الأوائل ‬فى ‬بريطانيا ‬العظمى ‬متخليًا ‬عن ‬مشاريع ‬العولمة ‬والمعولمين.‬
تتعرض ‬العولمة ‬ونسخها ‬الإخوانية ‬إلى ‬انهيارات ‬مستمرة ‬على ‬مستوى ‬الشرق ‬الأوسط ‬حتى ‬فى ‬الداخل ‬الأمريكى ‬نفسه ‬لكن ‬تبقى ‬القاعدة ‬الأهم ‬أن ‬المجتمعات ‬دائما ‬ماتبحث ‬عن ‬مشروع ‬جامع ‬على ‬المستوى ‬الحضارى ‬والسياسى ‬ولاتقبل ‬الفراغ ‬وفى ‬هذه ‬اللحظات ‬التاريخية ‬والتحولات ‬الفارقة ‬فى ‬المجتمع ‬الدولى ‬يطل ‬مشروع ‬ومفهوم ‬الدولة ‬الوطنية ‬المستقلة ‬كحل ‬عادل ‬ولكنه ‬يحتاج ‬إلى ‬دفع ‬وصياغة ‬شاملة ‬ليكون ‬هو ‬الإطار ‬الجامع ‬لطموحات ‬شعوب ‬منطقتنا ‬التى ‬عانت ‬طويلا ‬من ‬العولمة ‬ونسخها.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.