لا شك أن الشائعات ظاهرة من الظواهر الخطيرة التى تظهر فى المجتمعات، فلا تكاد تشرق شمس يوم جديد إلا ونسمع بإشاعة فى مكان مَّا ، وتعد صناعة الشائعات وترويجها بين الناس من أبرز وسائل أهلِ الباطل فى صراعهم مع أهل الحق . ولقد أخذت هذه الصناعة أشكالًا مختلفة وصورًا متنوعة ، فى ظل ما يشهده العالم من تطور كبير فى وسائل التواصل ، وتكنولوجيا المعلومات. ومن ثم أكد الإسلام على أمانة الكلمة ، سواء أكانت مقروءة ، أم مسموعة ، أم مرئية ، فما الشائعات إلا كلمة تنتشر بين الناس ، يطلقها صاحبُ قلب مريض ، وتتناقلها الألسنة وترددها دون تثبت ، أو تبيّن ، فتؤثر سلبًا على العقول والنفوس . ولقد اتخذ الإسلام موقفًا حازمًا من الشائعات ومروجيها ، وعدّها سلوكًا منافيًا للأخلاق الحسنة ، والقيم النبيلة التى جاءت بها الشريعة الإسلامية .. ووضع الإسلام منهجًا حكيمًا لوقاية المجتمع منها و من أهم ملامحه : وجوب التثبت من الأخبار والتأنى قبل نشرها فى المجتمع . وعدم ترديد الشائعة ، أو الخوض فيها ؛ لأن فى ترديدها إسهام فى ترويجها ونشرها.. كما يجب حسن الظن بالآخرين ، وعدم التسرع فى اتهامهم ، قال تعالى :« لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ» فلينتفض كل مؤمن غيور على دينه ، مخلص لوطنه للتصدى لتلك الشائعات ، وتكذيبها ، قال (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : (مَنْ رَدَّ عَنْ عِرْضِ أَخِيهِ رَدَّ اللهُ عَنْ وَجْهِهِ النَّارَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)، ولنعلم أن الكلمة أمانة سنُسأل عنها أمام الله تعالى يوم القيامة.