أبدى المستشار الألماني الجديد، أولاف شولتس، استعداد حكومته لخوض "حوار بناء" مع روسيا، محذرا في الوقت نفسه من أن موسكو ستتحمل "ثمنا باهظا" إذا قررت غزو أوكرانيا. وقال شولتس، في أول كلمة له أمام البرلمان (البوندستاغ) ألقاها اليوم الأربعاء 15 ديسمبر "نحن مستعدون للحوار البناء (مع روسيا)، وعلينا أن نكون مستعدين لتكثيف المحاولات الرامية إلى التوصل لتفاهمات ووقف دوامة العنف كما تم تحقيقه مؤقتا بفضل عملية "رباعية النورماندي" (الخاصة بتسوية النزاع في جنوب شرق أوكرانيا). وشدد المستشار الألماني الجديد على أن الحديث لا يدور عن أي "سياسة شرقية جديدة" خاصة ببلده، مشيرا إلى أن برلين ستتصرف حصرا ضمن إطار "السياسة الشرقية الأوروبية الموحدة المبنية على مبادئ القانون الأوروبي والسلام". وحمل شولتس روسيا "المسؤولية عن انتهاك هذه المبادئ بشكل صارخ" بإعادة انضمام شبه جزيرة القرم إليها عام 2014، بناء على نتائج استفتاء شعبي نظم في شبه الجزيرة على خلفية الإطاحة بالقوة بحكومة الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش. وذكر المستشار أن أعضاء الاتحاد الأوروبي يتابعون ببالغ القلق التطورات الأمنية الأخيرة عند حدود روسياوأوكرانيا وسيجرون مشاورات مكثفة بهذا الخصوص في قمة الاتحاد وقمة "الشراكة الشرقية" المنعقدة اليوم. وقال "أي خرق لوحدة أراضي أوكرانيا سيكون له ثمن باهظ، وسنتحدث هنا بصوت واحد مع شركائنا في أوروبا وعبر الأطلسي". ويأتي ذلك على خلفية مزاعم إعلامية وادعاءات مسؤولين في الغرب عن تخطيط روسيا للتدخل عسكريا في أوكرانيا. تبدي روسيا استعدادا دائما للتعامل مع الإجراءات غير الودية العقوبات وترفضها كمبدأ. في وقت سابق، أكدت الخارجية الروسية، أن موسكو سترد على توسيع الاتحاد الأوروبي لقوائم العقوبات الشخصية المفروضة عليها. ومن جانبه وصف الرئيس فلاديمير بوتين، القيود والعقوبات التي تفرضها الولاياتالمتحدة بحجة حفظ الأمن الأمريكي، مجرد هراء ومحاولة لتقييد تطور روسيا. يأتي التلويح باستخدام المزيد من العقوبات ضد روسيا، في الوقت الذي يبذل فيه جهدا من قبل موسكو وقوى عالمية، على رأسها الولاياتالمتحدة وفرنسا وألمانيا، لاحتواء التوترات والاستفزازات الغربية المتصاعدة على حدود روسياالغربية. يدعي الغرب أن روسيا تحشد قواتها على حدود أوكرانيا استعدادا لاجتياحها، وهو ما تنفيه موسكو وتؤكد أن تحرك جيشها داخل أراضيها من أعمال السيادة الخالصة، في الوقت الذي تحذر فيه من التحركات العسكرية "الاستفزازية" لأوكرانيا وحلف "الناتو" على الحدود. اقرأ أيضا: الصحة العالمية: لقاحات كورونا أقل فاعلية في الحماية من متحور «أوميكرون»